الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

حي بولاق الدكرور يقضي العيد ويستكمل ما بعده بصحبة أكوام القمامة.. والأهالي يستغيثون: شركة النظافة لا نراها منذ أواخر رمضان والموضوع زاد عن حده.. والبائعون: نريد من الشركة إنقاذ أكل عيشنا قبل صحتنا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكوام من القمامة تؤذي الناظرين، تشوه كل ملمح من ملامح الحياة التي يعيش بين أكنافها أهالي بولاق الدكرور، حالهم كحال غيرهم يأتي المسئولون عن حمل القمامة كل فترة لتنظيف المنطقة منها، ومنذ أواخر رمضان الفائت تغيب عمال النظافة وعرباتهم المخصصة لحمل القمامة عن الحضور لمدة ثمانية أيام – حسب كلام أهالي المنطقة- تبعه أيام العيد، وهو ما تسبب في فوضى عارمة حولت القمامة إلى "حنش" يلتهم أهالي المنطقة، فأسفل كوبري همفرس وامتداد شارع ناهيا، وبداية شارع الجمعية مناطق لا تخلو من القمامة المنتشرة في كل مكان.. "البوابة نيوز" حاولت رصد معاناة الأهالي هناك من خلال الاستماع إليهم ونقل شكواهم:


البداية من كوبري "همفرس" ذلك الكوبري الذي ينقلك من شارع السدان إلى بولاق الدكرور، فعندما تنزل من الكوبري ستشم رائحة القمامة البشعة –إن لم تنزعج منها عينك في البداية- التي تملًا منطقة تحت الكوبري بالكامل، وإذا قررت السير نحو شارع همفرس ستجدها أكوامًا ضخمة في مواجهة عدد من المحال..
وتقول أم زين، بائعة عيش بالقرب من مكان تجمع القمامة: أنا أبيع العيش في هذا المكان منذ أكثر 10 سنوات، كل فترة كانت تحدث تلك الكارثة، وتطل علينا شمس الصيف لتصنع من تلك القمامة قنبلة روائح لا يطيقها بشر، وبالتالي رزقي اتقطع كبائعة عيش، لأنه لا يمكن لأي فرد أن يشتري أي شيء يؤكل من هذا المكن المقرف، أنا نفسي لا أحتمل تلك الرائحة الكريهة التي تنبعث من المكان.


وأكد محمود العجباوي، بائع طعمية وفول بالقرب من المكان تضرره من أكوام القمامة، حيث يقول كيف يمكن أن نصدق أي مسئول حكومي الآن وهو يقول إن المواطن والعشوائيات والفقير هم أولوياتي، فنحن نعيش في وسط أكوام من القمامة، ووفقًا لتعليمي الذي لم يتجاوز الإعدادية، القمامة تنقل الأمراض والأوبئة، ونحن نسمع عن أمراض الكبد، والتيفود، وكل هذه الأمراض الناتجة عن عدم الاهتمام بالنظافة، وبالتالي أنا أشعر أنني عند الحكومة لا أساوي حتى ربع جنيه مقطوع.
وأكد على الجمال، صاحب "شواية فراخ"، أن الوضع الآن أصبح ليس فقط مزريًا وغير آدمي، بل أنه خراب ديار، لأن ولايأتي للمحل إلا زبائن قليلة جدًا، وتأخذ الأكل وتذهب بعيدًا عن رائحة القمامة الكريهة، ولا يدخل المحل أي فرد، ولو استمر الوضع على حاله سأغلق المحل بدلًا من الغرق في الخسائر، وأنا أضع نفسي مكان الزبون، ما الذي يدفعني إلى شراء أكل يدخل معدتي أدفع فيه فلوس وهو أمام أكوام زبالة، من أين يمكن أن نصدق أن هذا الأكل نظيف، أنه خالي من الأمراض، أنا لو زبون وحلفولي إن الأكل نظيف لن أصدق.
ويقول عامر عبد الرحمن، صاحب نصبة فجل وجرجير أول شارع همفرس، والله أنا لا أستطيع الجلوس من رائحة القمامة التي تعبئ المكان، لكنني أتحامل على نفسي من أجل لقمة العيش، وأنا لي شيء يجبرني على ذلك وهو أكل العيش، لكن ما الذي يدفعني لذلك وأنا مجرد زبون أشتري فجل أو بقدونس أو أي شيء، فلو على الذي أبيعه فهناك الآف غيري تبيعه، لكن الزبون مش "بيستنضف" يشتري مننا، ولذلك نحن نبحث عن العمال في كل مكان حتى تنقذ أكل عيشنا قبل أن تنقذ أي شيء آخر.