الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كيف ارتديت النقاب.. يا رجل؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أربعة أعوام كتبت في أخبار الحوادث تجربة أو مغامرة صحفية أثارت وقتها ضجة كبيرة، عندما تخفيت في زى منتقبة، وخرجت إلى شوارع القاهرة، وركبت ميكروباص، بل إننى دخلت جامعة القاهرة وخرجت منها دون أن يكتشف أحد أننى رجل!
وهاجمنى البعض، وتساءلوا لماذا فعلت ذلك؟ وهل كانت هذه محاولة منى للإساءة للنقاب، وقد انتشر في مصر وأصبح زى كثير من المسلمات. والأدهى أننى فوجئت ببعض الجماعات المتطرفة تهاجمنى وتهددنى بالقتل، وتصفنى بأننى عدو الإسلام، وأننى أستحق القتل. والحقيقة أننى اضطررت لعمل هذه التجربة الصحفية لأسباب كثيرة، منها الضجة التي كانت قد أثيرت تلك الأيام حول النقاب، كان شيخ الأزهر الراحل فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي يزور مدرسة فتيات صغيرات، وشاهد تلميذة صغيرة ترتدى النقاب، وسألها الشيخ لماذا ترتدينه؟ فقالت الصغيرة إن والدها هو الذي أجبرها على ارتداء النقاب، فما كان من الشيخ إلا أن نزع عن الصغيرة النقاب، لكنه دفع الثمن هجومًا وتحاملًا عليه من الحمقى والجهلاء!
وقبلها بأيام كان وزير التعليم العالى يزور مدينة الطالبات الجامعية، وفوجئ ببعض الطالبات المنتقبات يحاصرنه، ويمنعنه من الخروج، ويشكين له من أن أمن المدينة الجامعية يصر على أن يكشفن وجوههن عند دخولهن المدينة، ولم تقتنع الطالبات المنتقبات برد الوزير، عندما قال لهن الوزير: وماذا لو تنكر رجل أو شاب في زى منتقبة، ودخل مدينة الطالبات؟! وبغض النظر عما أثير من جدل حول ما إذا كان النقاب زيًا شرعيًا أو إسلاميا، فالحقيقة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أنه قد وقعت حوادث كثيرة، تم فيها إساءة استغلال النقاب، لأهداف لا علاقة لها بالإسلام،بل هي أكبر إساءة للإسلام، فقد استخدم الإرهابيون النقاب في كثير من الحوادث العنيفة، خاصة في سرقة محال الذهب، وقتل أصحابها وعمالها، والهروب من رجال الأمن!
وقد أكدت الأحداث أن الإرهابيين والمتطرفين يستغلون النقاب في جرائمهم، وبعيدًا عما قيل أن مرشد الإخوان محمد بديع تمكن من الدخول إلى اعتصام رابعة العدوية، متنكرًا في ملابس منتقبة، فقد استخدم بعض الإخوان زى المنتقبات للتحرك بعيدًا عن الأعين، وتم ضبط بعضهم يحملون سلاحًا!
لكننى لن أنسى أبدًا أول قصة كتبتها قبل سنوات عن إساءة استغلال النقاب، وكانت عن زوجة طبيب في طنطا، كانت الزوجة صغيرة السن ضعيفة الأخلاق، والزوج الطبيب يكبرها في العمر، وتعرفت الزوجة المنحرفة على شاب من عمرها، ولم تكن لديهما وسيلة للقاء في مدينة صغيرة، يعرف الناس فيها بعضهم البعض!
وتفتق ذهن الإثنين على أن يتنكر الشاب في زى منتقبة، وأقنعت الزوجة زوجها الطبيب أنها تعرفت على صديقة منتقبة، وطلبت من زوجها أن يغادر البيت كلما زارتها صديقتها المنتقبة، لأنها متحفظة وخجولة!
وتمادت الزوجة بعد فترة، وأخبرت زوجها أن صديقتها مضطرة لأن تبيت عندهما لأن أهلها سافروا، ووافق الزوج المخدوع، بل ترك حجرة النوم لزوجته وصديقتها المنتقبة، لكن إرادة الله شاءت أن يشعر الزوج في الليل بالعطش، ونهض ليشرب ففوجئ بصديقة زوجته المنتقبة تخرج من الحمام وعلى وجهها شارب غليظ!
هذه كانت حكايتى مع النقاب..
وتلك كانت حكاية مرشد الإخوان مع النقاب..
تري.. من فينا عدو الإسلام؟!