الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

قراءة في الصحف

تل أبيب عاجزة أمام المشروع النووى الإيرانى

بعد معركة استمرت 15 عامًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فيشمان: إسرائيل خسرت فى معركة «الصد» وإيران فى طريقها لامتلاك سلاح نووي

من كثرة استخدامنا للقوة أصبحنا بدون عقل، نحن لا نملك سوى استخدام القوة، نرى حشرة فنتخيل أنها فيل ونطلق عليها صاروخا، وكل قط يقوم بالمواء نظنه مجموعة ذئاب تريد القضاء علينا، ونسارع بتدمير آلاف المنازل وقتل مئات الأطفال لنطارد ذئابا وحدنا نراهم، نحتاج جميعنا أن نعترف بهذه الحقيقة.. هكذا تحدث الكاتب والمحلل الإسرائيلى «كوبى نيف» فى جريدة هاآرتس، بعد أن امتلأت مؤخرا الصحف الإسرائيلية بموجة هلع وذعر بعد أن أوشك الاتفاق النووى الإيرانى الأمريكى على التمام، واختلف الساسة والمحللون فى إسرائيل حول تقييم الاتفاق فبعضهم رآه خطرا وهزيمة لإسرائيل والبعض الآخر رآه دخانا بلا نار.
تشمل قائمة المذعورين من الاتفاق النووى عدة كتاب وساسة منهم المحلل السياسى «عاموس جلبوع» الذى كتب تحليلا بجريدة معاريف يؤكد فيه أن مخاوفه حول الاتفاق لا تتعلق بالاتفاق نفسه بل بتطور العلاقات الإيرانية والأمريكية، فيرى جلبوع إن إدارة أوباما لا تعتبر إيران عدوا، بل العكس إيران بالنسبة لها هى الحل للفوضى التى تملأ الشرق الاوسط الآن وهى التى ستقضى على تنظيم الدولة فى العراق وتمنح الرئيس أوباما النصر وتعيد إليه هيبته.
وتابع جلبوع، إن إدارة أوباما تؤمن بأن الاعتبارات الاقتصادية ورغبة إيران فى أن تكون من أغنى الشعوب ستمكنهم من تنفيذ مدهم الشيعى مما يقلل من وجود الإرهاب السنى فى المنطقة. وأضاف جلبوع أن عناق أوباما لإيران أمر سيئ لإسرائيل بل هو الأسوأ على الإطلاق.
أما الكاتب الإسرائيلى «تشيلو روزنبرغ» ففتح النار فى جريدة معاريف على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، حيث أكد أن توتر العلاقات بينه وبين إدارة أوباما هو السبب الرئيسى فى ظهور هذا الاتفاق للنور، فأكد تشيلو أن أزمة خطاب نتنياهو فى الكونجرس حول الاتفاق النووى الإيرانى زادت الأمر سوءا.
وأضاف روزنبرغ أن القدرة على إفشال هذا الاتفاق بدون تعاون قوى بين نتنياهو وأوباما ضعيفة جدا، فيبقى على ولاية أوباما عاما ونصفا وهى فترة قليلة فى المطلق ولكنها كبيرة بالنسبة للموضوع الإيرانى. فى نفس السياق كتب المحلل السياسى الإسرائيلى «أليكس فيشمان» تقريرا بجريدة «يديعوت أحرونوت» قال فيه إن نهاية معركة الصد التى استمرت نحو ١٥ سنة، خسرتها إسرائيل، والاتفاق النووى الإيرانى الآن فى طريقه للتنفيذ، ليس هذا فقط بل تواصل إيران التنكيل بالأمريكيين فمؤخرا طالب وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف برفع العقوبة عن إيران فى حال إنشاء الصواريخ الباليستية، وذلك خلافا لكل التفاهمات المتعلقة بنظام الرقابة على تصدير برامج وتكنولوجيا الصواريخ (MTCR).
فى سياق معارض لما سبق ظهر عدد من الكتاب الإسرائيليين الذين لا يرون أى خطر فى الاتفاق بل على العكس رأوا أن بإمكان إسرائيل الاستفادة منه، مثل الكاتب الإسرائيلى «كوبى نيف» الذى أكد فى مقاله بجريدة هاآرتس أنه لا خطورة حقيقية من الاتفاق النووى الإيرانى والحقيقة أن من يقول أن هناك خطرا على إسرائيل جراء الاتفاق فهو يقول كلاما «فارغا» فالواقع يؤكد أن النظام الإيرانى ليس بإمكانه إلقاء قنبلة نووية على إسرائيل، ولو حدث وفعل هذا فإسرائيل تستطيع محو نصف إيران، بالإضافة إلى ما ستفعله الولايات المتحدة ودول أخرى.
والواقع أيضا يؤكد أن النظام الإيرانى لم يفعل شيئا خلال الـ٢٥ عاما الماضية غير عقلانى وخطير كهذا، فكل إسرائيلى عاقل سيتمنى أن تملك إيران قنبلة نووية لأنه إذا كانت لديها مثل هذه القنبلة فسينشأ بيننا وبين إيران توازن رعب مثل الذى منع فى الماضى الحرب بين الاتحاد السوفييتى والولايات المتحدة، والواقع أيضا يؤكد أن الشيء غير العقلانى هو ما تقوم به إسرائيل منذ ٥٠ عاما من استيطان واحتلال وقمع.