الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

يا شيخ الأزهر.. لماذا لم يتطرف بلال؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في لقاء مبثوث عبر الأثير، سُئل شيخ الأزهر أحمد الطيب عن أسباب انتشار الإرهاب في العالم الإسلامي- وخاصة جناحه السني- فرد الرجل بكل سطحية- وهو الدارس للفلسفة- بأن أسباب انتشار الإرهاب هو التعذيب الوحشي الذي تعرض له الشباب في المعتقلات، دون أن يجيب أو يلحقها بوجوب استخدام آيات الصبر والاحتساب ما دام السعي لوجه الله في الأرض بشكل يجب ألا يحول المعذَب إلى معذِب جديد، على فرض صحة مزاعمه! وليمنع من وقعت عليهم الوحشية من التحول بتبريره إلى وحوش جديدة تقتلع الأمان من الأرض باسم إله رحمن رحيم، وقد غفل قاصدا أيضا عن التعذيب المهول الذي تعرض له الشيعة المسلمون كحركات معارضه طوال التاريخ الإسلامي ومع ذلك لم ينتج من بينهم جيوب إرهابية كداعش والقاعدة وبوكوحرام وإرهابيو مصر وخط ممتد من الشيشان إلى الصومال، تعجبت من جواب شيخ الأزهر الذي يدرك جيدا أن للإرهاب مذهب يعيش بجوار شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي يؤصل له وجوب قتال الفئة الممتنعة، بمعنى الممتنعة عن تطبيق الشريعة على حد زعمهم، فيجعل قتالهم دينا، بالإضافة إلى ما ورد بفتاويه من آراء حاول إلصاقها بالدين تدعو إلى قتل واستباحة دماء وحرمات وإنسانية جميع المخالفين له تحت عناوين رده وابتداع وتضليل وفقا لقياساته التى تجعل من آرائه الشخصية مقياس للحق والباطل بعدما منحها صفة ما للآيات المقدسة من خلود وإلزام وما هو إلا بشر بوال على عقبيه أخذت منه البادية بحوافرها أكثر مما منحه التحضر والتعقل من روية أو بصيرة، شيخ الأزهر يدرك أن كل الإرهابيين في العالم إنما خرجوا من مدرسة ابن تيمية وأنهم يُنظرون بأفكاره ويُحملون سطوره على فيديوهات الذبح ويروجون لآرائه في مدارسهم ويعتمدون فتاواه في معاهدهم، فلا يوجد إرهابي واحد بين صفوف داعش والقاعدة وبوكوحرام وباقي الجماعات الإجرامية شيعي أو أباضي أو زيدي، فلماذا يا ترى يحوم الإرهاب فقط حول الفكر السلفي؟ هل هو التعذيب الوحشي يا شيخ الأزهر أم الخلل العقائدي الذي يعاني منه مذهب منحتموه صفة الإسلام وأعطيتم من أسسه لقب شيخ الإسلام، وكأن دين الله تلميذ في معاهدهم؟! لماذا يبلغ بنا التدليس هذا الحد؟ ولماذا دفاتر الشيكات تغلق على الحقائق كل باب وتمنعنا من السرد؟ وهل التعذيب الوحشي لم يقع على شيعة العراق في عهد صدام ولم يقع على زيدية اليمن في عهد الجمهورية ولم يقع على أباضية عمان المعارضة للسلطان ..؟ فلماذا بربك لم نرى شيعي يفجر نفسه في مستشفى للأطفال كما صنعت السلفيه في صنعاء؟ ولماذا لم نرى أباضي يفجر نفسه بمسجد للشيعة كما صنعت السلفيه في العراق ؟ ولم نشاهد زيدي يفجر نفسه في مركز للشرطة كما صنعت السلفيه في سيناء؟ يا شيخ الأزهر العودة إلى الحق نور، ورؤية الطريق الصحيح تيسر سبل الوصول، والخطأ في التشخيص معناه الدوران حول نفس المدار دون أي فائدة تذكر لبلوغ أمل يخلصنا مما حاق بواقعنا، يا شيخ الأزهر سُحق بلال بن رباح تحت ضخامة الصخر وفوق لظى الصحرا، وطعن أهل عمار ابن ياسر أمام عينيه وهو شاب يسمع ويرى كيف فاضت روح أمة وسط مظالم الجاهليين، وأدخل إلى النار حيا خباب ابن الأرت حتى كادت السيوف الملتهبة تأخذ من لحمه الحي ... فلم يئن حتى لا يشمت عدوه في دينه وصبره، فلماذا بربك لم يتحولوا إلى إرهابيين بل يمر نبيهم وسط الحرائق التى أشعلتها قريش لأتباعه المؤمنين فلا يملك إلا أن يقول صبرا صبرا إن موعدكم الجنة إن شاء الله، يا شيخ الأزهر لا يمكن أن ينحرف الحق حتى يصبح للإرهاب ما يبرره! ولماذا لم تجبنا ابتداء قبل التعذيب الوحشي الذي تتحدث عنه عما أدخلهم إليه؟ أليس إرهابا حرفهم عن جادة الشريعة لا يزال كتابه يجد له بمقاعد الدراسة في الأزهر مكانا! يا شيخ الأزهر للإرهاب مذهب تعرفه، قاوموه بالفكر، اخلعوا جذوره بالفلسفة التى تعلمتها بفرنسا، أوقفوا تدريس كتابه بمعاهدكم حتى لا تمنحوه شرعيه الممارسة، وعندها ستجف بؤرته،  فإذا وقع ظلم أو تعذيب اتخذوا من الرسول قدوتكم وقولوا صبرا صبرا، فليس للإرهاب الذي يضرب الأوطان من سبب إلا عقل مقوض أو مذهب مشوه أو أجنده خارجية! فمن أسماء الله "السلام" ومن يجف مداده عن السلام فقد جافى الله في أسمائه.. والسلام.