الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الإعجاز العلمي للقرآن "1".. السر وراء التشبيه بـ"بيت العنكبوت".. خالد غانم: الآية تضمنت حقيقة علمية اكتشفت مؤخرًا

الدكتور خالد السيد
الدكتور خالد السيد غانم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يقتصر ما يوجد في القرآن الكريم، الذي وضعه الله تعالي للناس ليكون لهم نبراسا ونورا لطريق الحق والهدى على الأوامر والنواهي والتوجيهات القرآنية فقط وإنما يحوي بين صفحاته الطاهرة على الدلائل والحكم التي جعلها الله تعالى حجة ودليلا من أدلة وجود الله وهو ما يطلق العقل للتفكر في آيات الله وعظمته في الكون.
وفي ذلك السياق قررت "البوابة نيوز"، عمل حلقات عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لكشف ما يحويه القرآن الكريم من آيات وأمور تدل على عظمة الله تعالى وتدعونا للتفكر بالكون.
واختارت "البوابة" في حلقتها الأولى الآية القرآنية رقم "41" من آيات سورة العنكبوت، حيث يقول الله جل شأنه "بسم الله الرحمن الرحيم (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أولياء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ)، حيث اتضح وجود إعجاز علمى بتلك الآية.

تفسير الآية:
يقول الدكتور خالد السيد غانم، رئيس قسم الدعوة والتربية الإسلامية بالجامعة المصرية للثقافة الإسلامية (نور مبارك) بكردستان: إن هذه الآية من سورة العنكبوت وهي سورة مكية والسور المكية تركز على جوانب العقيدة وربط العقل البشري بالله ودعوة العقل للتفكير والتأمل في الكون مما يدعم قضية الإيمان، مؤكدًا أن الآية هي سياق قرآني يدخل ضمن ضرب الأمثال التي تستدعي النظر والفكر وتقرب الحقيقة الغائبة عن الذهن أو التصور للواقع، أو لإظهار شيء غامض بشيء واضح والمثل المثار هو تشبيه الكافر بالعنكبوت وعمل الكافر بعمل العنكبوت وهو من التشبيه التمثيلي كما يقول البلاغيون فاتخاذ الكافر أندادا من دون الله التي لا تنفع ولا تضر يشبه بيت العنكبوت الذي يكون أضعف "أوهن" ما يكون إذا تعرض للهدم من ريح أو إنسان أو شيء آخر ثم تختم الآية بقوله تعالي "لو كانوا يعلمون" إشارة إلى الشهود الحضاري للقرآن وأنه سوف يأتي يوم يعلم الكافر ضعف آلهته وأنها مخلوقة لا تنفع ولا تضر وسوف يأتي يوم نعلم حقيقة واقع المشبه به وهو بيت العنكبوت وكأنه إقرار لحقيقة الإعجاز العلمي في الآية.
الإعجاز العلمي للآية:
وأضاف غانم أنه فيما يتعلق بالإعجاز العلمي للآية الكريمة فقد قال المتخصصون في علم الحشرات إن الذي يتحمل وظيفة نسج بيت العنكبوت هي الأنثي وليس الذكر وهذه حقيقة اكتشفت بعد نزول القرآن بزمن كبير لكن السياق القرآني سبق ذلك بقوله (اتخذت) والتاء هنا ساكنة وهى كما يقول علماء النحو: تاء التأنيث المستخدمة للمؤنث.
ولفت إلى أن الحقيقة الثانية أنه اكتشف العلم الحديث أن خيوط العنكبوت التي يتكون منها البيت تكون بالغة القوة فهو أقوى- كما يقول المتخصصون- من الصلب ثلاث مرات وأقوى من خيوط الحرير فيستطيع به أن يقضى على فريسته لكن البيت كبيت هو ضعيف لا يتحمل عوامل الشد والجذب أو المعاريض المختلفة، والقرآن الكريم حينما تحدث عن بيت العنكبوت تحدث عن البيت وليس عن خيوطه ولذلك وصف البيت بأنه ضعيف وسرعان ما يصيبه الوهن من العوامل القوية الخارجية.
واستطرد أن الحقيقة الثالثة ما قاله المتخصصون في علم الحشرات ما معناه أن الأنثى لا تبدأ في بناء هذا البيت إلا حينما تصل إلى مرحلة الاستعداد للزواج فتقوم عند ذلك ببناء بيت الزوجية والذي يكون بمثابة إغراء للذكر وبعد أن تتم مرحلة التزاوج وينتهي الذكر من تلقيح الأنثى، تقوم الأُنثى بقتل الذكر وأكله بعد الانتهاء من عملية التلقيح ويحدث ذلك بين كثير من أنواع العناكب وأكثرها شهرة عنكبوت الأرملة السوداء، وهذا الأكل لا بد أن يتم، حيث إن أنسجة الذكر مهمة في عملية إنضاج البيض، وفي بعض أنواع العناكب فتترك الأنثى الذكر ليعيش في العش بعد عملية التلقيح ليقوم الأبناء بقتله وأكله بعد أن يخرجوا من البيض.
مؤكدًا أنه في بعض الأنواع الأخرى تقوم الأنثى بتغذية صغارها حتى إذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها وفي بعض الأنواع تموت الأنثى بعد إتمام إخصاب بيضها الذي عادة ما تحتضنه في كيس من الحرير وعندما يفقس البيض تخرج فتجد نفسها في مكان شديد الازدحام بالأفراد داخل كيس البيض فيبدأ الإخوة الأشقاء في الاقتتال من أجل الطعام أو من أجل المكان.
وأضاف أن الوهن هنا إما أن يكون حقيقيا وهو وهن البيت وليس الخيوط وإما أن يكون معنويًّا وهو أن بيت العنكبوت سرعان ما ينتهي لأنه إما أن يكون خاليًّا من المودة والمحبة أو ينتهي بالقتل كما ترى وهذا كله ينطبق على حالة الكفار والمعتدين وحالة عملهم واتخاذهم الأنداد من دون الله فكما يقول الله تعالى "وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا" والنهاية المأساوية أكيدة.