السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

استنكار فلسطيني واسع لحرق كنيسة على شاطئ بحيرة طبريا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استنكرت شخصيات وجهات دينية وسياسية فلسطينية، حادث إحراق كنيسة "الخبز والسمك" الواقعة على شاطئ بحيرة طبريا (شمال إسرائيل) ، فجر اليوم الخميس ، على يد مجموعة من المتطرفين اليهود .
فقد أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ، الاعتداء الآثم والجبان الذي قام به المتطرفون في كنيسة "السمك والخبز" الأثرية ، وانتقد ظاهرة الاعتداء على أماكن العبادة ، والتي باتت تستشري في جميع أنحاء فلسطين .
وقال "إن المتطاولين على أماكن العبادة يحصلون على دعم وتأييد من زعاماتهم" ، مؤكداً على تمادي قطعان المستوطنين في اعتداءاتهم وتطاولهم على الأماكن الدينية الفلسطينية بشكل خطير جدا ؛ مما يوجه المنطقة نحو صراعات دينية تتحمل سلطات الاحتلال عواقبها .
ووصف المفتي، الفئة التي قامت بهذا العمل بالضالة والعنصرية والخارجة عن القيم والأخلاق التي جاءت بها الأديان السماوية ، وطالب بضرورة سن قانون يجرم كل من يسيء إلى المقدسات والرموز الدينية في العالم أجمع، ويحاكمه .
وحث الشيخ محمد حسين، الدول والمؤسسات المعنية بحرية الإنسان والأديان على الوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة، مناشدا الأمتين العربية والإسلامية تحمل مسئولياتهما تجاه القدس وفلسطين ، والدفاع عنهما وحماية مقدساتهما من اعتداءات المستوطنين الذين يعيثون فسادا في الأرض الفلسطينية على مرأى ومسمع العالم أجمع .
من جانبه ، قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، " إن إحراق الكنيسة التاريخية في الطابغة على ضفاف بحيرة طبريا إنما هو عمل إجرامي عنصري، والشعارات التي كتبها الفعلة على جدران الكنيسة والدير تدل على هويتهم وأفكارهم الإقصائية العنصرية الهمجية " .
وأضاف أن الاعتداء على هذه الكنيسة كما وغيرها من الاعتداءات على مقدساتنا وأوقافنا إنما هي جرائم نكراء يجب أن يرفضها وأن يندد بها كل العقلاء ذوي الإرادة الطيبة .
وأشار إلى أنه " إذا ما كان هدف أولئك المتطرفين المستوطنين هو إيصال رسالة إلينا بأننا يجب أن نرحل عن هذه الديار فنحن نقول لهم ولمن يمولهم ويشجعهم على أفعالهم القبيحة بأننا سنبقى في بلادنا وسنبقى ندافع عن مقدساتنا ، وهذه الممارسات العنصرية لن تزيدنا إلا ثباتا وتمسكا بانتمائنا لهذه الأرض ودفاعنا عن مقدساتها وتراثها وهويتها وأصالتها " .
كما أدان عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وأمين عام التجمع الوطني المسيحي ديمتري دلياني، الاعتداء ، قائلا " إن الاعتداء على الكنيسة في طبريا جاء ترجمة عملية لمواقف حكومة الاحتلال التي تتحمل كامل المسئولية عن هذه الجريمة الإرهابية " .
وأضاف أن حكومة الاحتلال تقدم الدعم المادي لمجموعات الإرهاب اليهودي من خلال توفير موازنات للمؤسسات والمدارس الدينية التي تحتضنهم والتي تزرع الفكر الإرهابي اليهودي في عقولهم ، بالإضافة إلى أنها توفر لعناصر وقيادات مجموعات الإرهاب اليهودي تغطية سياسية من خلال تصريحات رئيسها وأعضائها التحريضية، وتوفر لهم حماية قانونية من خلال رفض الكنيست اليميني اعتبار هذه المجموعات إرهابية بالرغم من أن جميع عناصر تعريف الإرهاب تتوفر في جرائمها .
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تقدم الغطاء الأمني لهذه المجموعات بدء من الحماية الأمنية ووصولا إلى التساهل المفرط في الملاحقة القانونية ؛ مما يؤكد أن هذه المجموعات الإرهابية اليهودية باتت جزء من المنظومة السياسية والأمنية لدولة الاحتلال.
ومن جهته ، حمل مستشار الكنيسة الكاثوليكية وديع أبو نصار ، إسرائيل المسئولية الكاملة عن استمرار مسلسل اعتداءات المتطرفين اليهود على الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية .
وقال أبو نصار إن هناك خللا أمنيا في عدم ملاحقة الجناة والمعتدين ومحاسبتهم على الاعتداء على المقدسات على الرغم من الإدعاء بفتح تحقيقات لم تجن ثمارا لحد الآن خاصة ، وأن الاعتداءات كانت في أراضي القدس الشرقية والداخل التي تسيطر عليها إسرائيل ، كما أن هنالك حاجة للعلاج التربوي في الشارع الإسرائيلي خاصة بسبب تنامي تيار ديني يميني متطرف يعتدي على كل من لا يشبهه .
ومن جانبه ، أدان عضو الكنيست الدكتور باسل غطاس ، بشدة إحراق عصابات "تدفيع الثمن" اليهودية الإرهابية كنيسة "الخبز والسمك" .. مطالبا الشرطة الإسرائيلية بالتحقيق في هذه الجريمة وكشف المسئولين عنها وتقديمهم للعدالة .
وقال : " الفعل الإجرامي للجماعة الإرهابية اليهودية الدينية لا يفرق بين الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين والتعصب الديني يثبت أنه لا يولد سوى العنف والإرهاب والحروب ".. مؤكدا أن عصابات "تدفيع الثمن" تنمو وتقوى بسبب الفشل المدوي لأجهزة الشرطة والأمن حتى الآن في الكشف عنهم وتقديمهم للمحكمة .
كما أدانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إضرام مجموعة من المتطرفين النار بكنيسة "السمك والخبز" على ضفاف بحيرة طبريا، وخط شعارات عنصرية عليها .
وأكدت الهيئة - في بيان صحفي اليوم - مواصلة سلطات الاحتلال والمتطرفين انتهاك حرمة المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة المقدسة وسائر الأراضي الفلسطينية ، واليوم بإحراق كنيسة "السمك والخبز" في طبريا ، دون اعتبار لحرمة الأديان وأماكن العبادة ، محذرة من استمرار التطرف والتعنت الإسرائيلي ، مؤكدة على وجود مخطط إسرائيلي عنصري متطرف يهدف إلى إقامة حرب دينية بين المسلمين والمسيحيين من جهة واليهود من جهة أخرى، وتحويل الصراع القائم من صراع سياسي إلى صراع ديني بحت .
وشدد الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى على أن استمرار انتهاك حرمة المقدسات وتدميرها ما هو إلا تمهيدا للقضاء على كل المقدسات وتهويد الأراضي الفلسطينية، وهذا ما يجعل السكوت عن هذه الجريمة نوعا من التواطؤ معها أو المشاركة فيها .
وطالب عيسى بضرورة حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من جرائم الاحتلال .. محذرا من خطورة هذه الانتهاكات المتواصلة والمكثفة التي يتمادى بها المستوطنين المدعومين من الاحتلال ، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل التزاماته الأخلاقية من أجل إنهاء الاحتلال والضغوط عليه لإيقاف تلك الممارسات والمخططات التهويدية .
كما حملت الهيئة ، حكومة الاحتلال وحاخاماته ، المسئولية الكاملة عن هذه الأعمال والانتهاكات ، مشيرة إلى الفتاوى المتواصلة التي تصدر عن حاخامات اليهود والتي تدعو إلى قتل العرب مسلمين ومسيحيين في فلسطين .
بدوره ، أدان وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية يوسف ادعيس ، الجرائم الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة على الشعب الفلسطيني ومقدساته والتي كان آخرها قيام متطرفون يهود فجر اليوم بإحراق كنيسة "الخبز والسمك" الواقعة على شاطئ بحيرة طبريا .
وأكد ادعيس أن ما تتعرض له المقدسات يأتي في سياق هجمة مدروسة مبنية على سياسة التراكم تمهيدا للسيطرة عليها بشكل كامل في خطوة لا يمكن وصفها إلا بأنها عنصرية نابعة من اضطهاد ديني تخلص العالم منه منذ فترة طويلة .
وبيّن ادعيس أن ما تعرضت له كنيسة "الخبز والسمك" يتجاوز العمل الفردي وغير المدروس لكونه يأتي ضمن حماية سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تطلق العنان لهؤلاء المتطرفين ليقوموا بأفعالهم دون رقيب أو حسيب .
وقال ادعيس إن المقدسات الإسلامية والمسيحية تحتاج منا إلى وقفة جدية لحمايتها وحفظها خاصة في ظل ازدياد الانتهاكات التي تتعرض لها والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق .. داعيا المجتمع الدولي والعالمين الإسلامي والمسيحي إلى الوقوف بشكل جدي أمام مسئولياتهما في حماية وحفظ المقدسات من العبث الإسرائيلي اليومي .
واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية ، إحراق الكنيسة وخط شعارات على جدرانها إرهابا يجدد الصراع الديني في المنطقة .
وأكدت الوزارة أن الجريمة الجديدة ، تُدلل على أن إسرائيل لا تفرق بين بيوت الله، وتستهدف المساجد والكنائس في وضح النهار، وترعى وتحمي المعتدين عليها ، وتطلق العنان لأفعالهم الوحشية ، وتغض الطرف عن جرائمهم .
ودعت الساهرين على رعاية حرية العبادة في العالم، ومجلس الكنائس العالمي، وكل المرجعيات الدينية إلى مطالبة إسرائيل بتوفير حماية لبيوت الله ، واحترام قدسيتها ، ومقاضاة المعتدين عليها.
ومن جهتها ، أدانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إحراق كنيسة الطابغة ، حيث اعتبر رئيس المؤسسة محمد صبحي جبارين ، أن إحراق الكنيسة عمل إجرامي لا بد من ملاحقة ومعاقبة من يقف خلفه بأسرع وقت .
وحمّل جبارين - في بيان اليوم - المؤسسة الإسرائيلية الرسمية مسئولية هذه الجريمة وكل الجرائم التي سبقتها من اعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الداخل الفلسطيني والقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة .
وقال جبارين " إنه لا شك أن جريمة اليوم تشير إلى خطورة الوضع ، وما وصلت اليه الأمور من عنصرية وإرهاب ، مؤكدا أنه يجب العمل على حماية جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية من مساجد وكنائس ومقابر " .
جدير بالذكر أن كنيسة الطابغة تقع في قرية الطابغة المهجرة عام 1948 ، وهي كنيسة تاريخية أثرية قديمة يعتقد المسيحيون أن لها ارتباط قوي مع نبي الله عيسى عليه السلام .