الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

إسرائيل تستعد لـ"حرب محتملة" مع "حزب الله" بـ"4 خطط عسكرية"

رئيس الأركان: سنبدأ بأقصى قوة.. وهوفمان: الصواريخ ذراع "نصر الله"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنت في رحلة قصيرة إلى لبنان، وفى طريقى إلى مطار رفيق الحريرى للعودة إلى القاهرة، وجدت ازدحاما شديدا يفوق ازدحام شوارع وسط البلد في الساعة الثالثة عصرا، فتحدثت مع سائق التاكسى الذي اكتشفت أنه تركى الجنسية من الأكراد ويعمل سائقا في بيروت، ولحسن حظى أنه تركى مما جعله يتحدث عن سلبيات البلد ببساطة، فلو كنت لبنانية لكان أغلق فمه وسار في هدوء، أخبرنى أن هذا الازدحام معتاد خلال الفترة الماضية خاصة إذا كان هناك أحد مسئولى «حزب الله» يعبر الطريق، فقلت لنفسى إن عادة توقف الشوارع وتعطيلها من أجل المسئولين هي عادة دولية وليست مصرية فقط، وقبل أن نكمل الحديث شاهدت مقطورة كبيرة تسد الطريق ويقف بجوارها شاب لبنانى وعندما استدار وجدته يحمل رشاشا كبيرا وبجواره شاب آخر وفى يده رشاش، ووقف الشابان يتصديان للسيارات ويمنعان حركة المرور.
تحدثت إليه من شباك التاكسى لأخبره أن الطريق مزدحم، وأنه باق أقل من ساعة على موعد إقلاع طائرتى، وسألته عن سبب غلق الشارع بهذه العشوائية، فرد بقوة وفظاظة: أحد الأبطال سيمر بعد قليل من هنا وعليك أن تسلكى طريقا آخر. ثم غير التاكسى، وأخبرنى السائق أن هذا هو الجيل الجديد من أعضاء حزب الله، وأن الجلباب واللحية الطويلة أصبحتا موضة قديمة، لذا الحزب أصبح مواكبا للعصر فيضع أعضاءه التاتو ويتحدثون باسم الدين.
ليس هدوءًا مستقرا، ذاك الذي بين إسرائيل وحزب الله طوال التسع سنوات الماضية، منذ حرب ٢٠٠٦، بل هو هدوء حذر ومرحلى، فكلاهما يدرك تماما أن حربا مقبلة ستندلع بينهما، ووفقا للمعطيات فإسرائيل هي الطرف الخائف والمرعوب وحزب الله هو الذي يهدد ويتوعد. 
وبينما تزخر الصحف والمواقع الإسرائيلية بأخبار حول احتمال نشوب معركة بين إسرائيل وحزب الله؛ إلا أنه وفقا للإعلام الإسرائيلى فإن السبب في هذا الشعور هو الاستعدادات التي يجريها عناصر حزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والتسليح القوى لحزب الله خلال السنوات الأخيرة والذي يعتبره الساسة في إسرائيل استعدادا منهم للحرب.
أكثر ما يخيف إسرائيل ويرعبها من حربها مع حزب الله هو التطور العسكري، فحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية التي جاءت على لسان اللواء احتياط يعقوب عميدور، مستشار الأمن القومى السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فإن بحوزة حزب الله الآن نحو ١٥٠ ألف صاروخ أي ثلاثة أضعاف صواريخ حزب الله في حرب ٢٠٠٦- معظمها بعيدة المدى ويمكنها تغطية كل الأراضى الإسرائيلية، وهى صواريخ من نوع «فاتح ١١٠ الكاسر للتوازن» هو صاروخ أرض أرض إيرانى الصنع، يبلغ مداه نحو ٣٠٠ كيلومتر، مع رأس حربى يصل حتى نصف طن من المواد المتفجرة، وحاولت إسرائيل في الفترة الأخيرة منع نقله من سوريا إلى لبنان، لكن نصرالله كشف أن هذه الصواريخ في حوزته منذ سنوات، إضافة إلى نوعية الصواريخ المضادة للدروع التي وصفها بالمتطورة جدًا.
وأكد عميدور أن من ضمن المخاطر التي تحيط بإسرائيل هي أن حزب الله يعتمد في تسليحه على الصواريخ وليس على سلاح الجو مثل الدول الأوربية على سبيل المثال.
مشيرا إلى أن بحوزة حزب الله صواريخ دفاع جوى، وطائرات من دون طيار وصواريخ حديثة ضد الدروع والدبابات، إضافة إلى أنظمة إدارة وسيطرة نوعية، كما أن صواريخ حزب الله تتطلب إخلاء مستوطنات الجبهة الشمالية فمنظومة القبة الحديدية لن تؤمن الحماية اللازمة مثلما حدث مع قطاع غزة، وسلاح الجو الإسرائيلى أيضا سيكون مهددًا.
وعن تسليح حزب الله قال المحلل السياسي الإسرائيلى «أرييلا رينجل هوفمان» في تحليله بجريدة يديعوت أحرونوت، إنه في حال الحرب في الجبهة الشمالية فإن المطارات في إسرائيل ستغلق وبالأساس مطار بن جوريون، وأضاف، أن ضمان تحصين الأفراد ضعيف وأن واحدا من كل أربعة مواطنين، عمليا ليس محصنا، وهو ما يعنى أن كل شخص عليه أن يحصن نفسه بنفسه فلن يكون هناك تحصين من الدولة لشعبها أو بمعنى أقرب للصواب المواطنون هم من سيدفعون الثمن.
وردا على هذا التهديد قامت القيادات في الجيش الإسرائيلى بوضع أربع خطط لمواجهة حزب الله على طريقتها وهى خطة ميلونيت، وخطة سبتا، وبناء جرف على حدود لبنان، والاستنجاد بالأمم المتحدة.
وبحسب خطة «ميلونيت»، فقد أفادت قيادات في الجيش الإسرائيلى أنها خطة إخلاء المستوطنات المتواجدة على الحدود الشمالية مع لبنان وقد وضعت منذ فترة واتخذت القيادات قرار تنفيذها في حال حدوث حرب مع حزب الله، وأطلق الجيش «الإسرائيلى» عليها اسم «ميلونيت»، وهى تنص على أن كل مستوطنة على الحدود يوجد لديها مستوطنة توأم في الوسط أو في الجنوب، إضافة إلى إخلاء المستوطنين أيضا إلى فنادق وملاعب ودور خاصة والخطة معدة لإخلاء ٢٠ ألف مستوطن إلى كيبوتسات وأجريت مؤخرا عدة مناورات تجريبية للمستوطنات على خطة الإخلاء.
وتعد خطة سبتا، ثانى الخطط استعدادا للحرب مع حزب الله، وهى التي اقترحها رئيس أركان الجيش الإسرائيلى غادى آيزنكوت خلال ورشة عمل مع عدد من القيادات، حيث أكد أن العمليات القادمة يجب أن تكون مثل «عملية سبتا»، وتعنى البدء بذروة القوة وفيما بعد زيادتها. 
ووفق الخطة فإن الجيش الإسرائيلى يجب عليه أن يكون عنيفا بصورة خاصة من اللحظة الأولى، إضافة إلى عمل جوى واسع ضد حزب الله والبنى التحتية اللبنانية منذ البداية حسب ما كتبه ألون بن دافيد في جريدة معاريف.
أما خطة «الجرف» فهى تتضمن أن تبنى إسرائيل جرفا على حدود لبنان، وهى ثالث خطط مواجهة حزب الله، بحسب ما ذكره المحلل العسكري «بن كيسبت» في جريدة معاريف وهى أن الجيش الإسرائيلى عليه أن يبنى في الشمال جرفا كبيرا يفصل بين إسرائيل ولبنان في الجليل الغربى، وتقوم الدبابات بتأمينه والهدف من تلك العملية اللوجيستية هو تحويل منحدرات الوادى إلى جرف عميق بزاوية مستقيمة تقريبا غير قابل للعبور، وهو ما سيصعب على قوات «الكوماندوز» التابعة لحزب الله القيام بعبور سريع إلى المستوطنات الإسرائيلية على الحدود.
وهذا المشروع يتم تنفيذه من قبل وحدة الجليل بقيادة العقيد مونى كاتس من لواء ٣٠٠.
وتأتى الخطة الرابعة، لتكشف عن ضرورة استغلال الجهود الدبلوماسية والأمم المتحدة لمنع الحرب مع حزب الله، وتقتضى أن يجمع الجيش الإسرائيلى معلومات عن خروقات حزب الله للقرار الأممى ١٧٠١ وينقلها باستمرار إلى الأمم المتحدة. وهو القرار الذي صدر بعد حرب لبنان في (يوليو) ٢٠٠٦، وينص على انتشار قوات مسلحة تابعة للأمم المتحدة «اليونيفيل» والجيش اللبنانى في جنوب لبنان لمنع حزب الله من القيام بنشاطات في المنطقة. 
كما ينص على منع إدخال أسلحة إلى جنوب لبنان بدون موافقة الحكومة اللبنانية وهو القرار الذي تحاول إسرائيل الآن إثبات خرقه من قبل حزب الله. حسب تصريح أحد قادة المنطقة الشمالية في جريدة هاآرتس.
وفى الوقت الذي امتلأت فيه الصحف الإسرائيلية بتوقعات نشوب الحرب إلا أنه لم يصدر من أي قيادى بحزب الله أو من السيد حسن نصر الله أمين عام الحزب ما يلمح بالنية في احتمالية حرب وأن انشغال حزب الله في الأزمة السورية يجعل من الصعب عليها أن تفتح جبهة جديدة لها في الشمال مع إسرائيل سوى بعض التصريحات النارية والتي اعتبرها البعض أنها شكلية فقط.
وفى هذا السياق قال الدكتور أحمد ناجى قمحة الباحث والمحلل السياسي في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية لجريدة «البوابة»: «من جانبى أستبعد نشوب حرب قريبة بين حزب الله وإسرائيل، رغم وجود صراع حقيقى بينهما. 
وذلك ليس فقط لأن حزب الله مشغول بالأزمة السورية، ولكن لأن هناك حراكا دوليا من التنظيمات الدولية لاستيعاب الدور الإيرانى في المنطقة العربية، وهذا الاستيعاب بمباركة أمريكية وهو ما يبرر على سبيل المثال الزيارة غير المفهومة لأردوغان إلى طهران، وأوضح: إيران تمنع الحرب لمصالحها مع أمريكا، والمجتمع الدولى الآن يعيد تقديم إيران بشكل جديد في المنطقة العربية فهى الداعم الأساسى لحزب الله وستتجنب خلال تلك المرحلة نشوب نزاعات بين حليفها حزب الله وإسرائيل كى لا تخسر تأييد المجتمع الدولى لها وخاصة الولايات المتحدة.
النسخة الورقية