الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

5 يونيو.. أفسدت العلاقة بين ناصر وحكيم .. وكشفت أكاذيب الإعلام .. ومهدت الطريق لبناء جيش أكتوبر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الخامس من يونيو يوم يتذكره المصريون دائمًا ويصوفونه باليوم الأسود، ويوم العار والهزيمة، أنه يوم النكسة، اليوم الذي بدء في تشكيل القيادة المصرية من جديد، وذلك عقب الهزيمة التي كان للإعلام المصرى دورًا فيها.

فسدت العلاقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر على نحو سريع عقب حرب 1967، بعد إصدار الرئيس عبدالناصر قرارا بتنحية عبدالحكيم عامر عن قيادة الجيش وتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية، وهو القرار الذي رفضه عبدالحكيم عامر بشدة، وحزم حقائبه واتجه إلى بلدته "أسطال" في المنيا ليقضي بها بعض الوقت.

الصراع كان غير تقليدي، فحكيم لم يقبل بكونه رجلًا غير عسكريًا في الأول، وفى الثاني ناصر لم يقبل بهزيمة أكبر، والإعلام كان يعلب الدور الغريب في الأمر، حيث كان له نصيبًا واضحًا في التعتيم على الهزيمة بشكل واضح، حكيم عاد إلى الجيزة مرؤة أخرة في بدايات شهر يوليو وجلس القريب من العاصمة، وبعدها بشهر واحد فقط كان يصر على مُحاكمته ومحاكمه قيادات الجيش.


الإعلام المصري عقب النكسة وخلالها بالتحديد كان يغالط بشدة، حيث رصد أنه في يوم 15 مايو خرجت الأهرام لتقول أن احتمال انفجار في أي وقت على خطوط الهدنة بين سوريا وإسرائيل، وأن المشير عامر يعقد عددا من الاجتماعات العسكرية المهمة، ونفس الجريدة وبعدها بعام واحد، جاء إعلان حالة الطوارئ في القوات المسلحة حشود إسرائيلية على الحدود، وفى 19 مايو قالت الجيوش العربية في أضخم حالة تعبئة منذ حرب السويس، أمريكا وإسرائيل تطالبان بوقف سحب قوات الطوارئ، قائد الجبهة يعلن: قواتنا قادرة على نقل المعركة خارج الجمهورية العربية، الحشود البحرية السوفيتية تهدد الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط، 400 كتيبة من الشبان والفتيات استعدت للمعركة، النسر يعلو ويحلق وساعة الحسم تقترب، 22 مايوقالت أيضا ً عبد الناصر يعلن إغلاق خليج العقبة.. نحن الآن مع إسرائيل وجها لوجه وإذا كانت تهدد بالحرب فنحن على استعداد.

وفى 29 مايو قال الإعلان: إن عبد الناصر يعلن للعالم: لن أتزحزح.. ولن أقبل أي مساومة.. نحن على استعداد كامل إذا تطورت الأمور إلى صراع شامل في الشرق الأوسط.. إنني أتوقع هجوم إسرائيلي في أي لحظة، العالم يحبس أنفاسه، 3 يونيو: الجمهورية – الحرب على الأبواب – إسرائيل تشكل وزارة حرب وتختار موشي ديان وزيرا لها، عبد الناصر: نحن على استعداد لخوض المعركة الفاصلة، مظاهرات بالآلاف تخرج صارخة: حنحارب..حنحارب، 4 يونيو: انضمام العراق لاتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن، عبدالناصر: اليوم نحن يد واحدة وسنقف للمعتدي بالمرصاد.. ستنتصر الأمة العربية، الملايين يهتفون بحياة عبد الناصر – وصل عبد الناصر إلى ذروة المجد، وصل النسر إلى عنان السماء، وبينما كان الإعلام بذلك المنظر الذي كان يتباهي بالحرب كان الرد العسكري الإسرائيلي قاسٍ للغاية، وحدثت النكسة وكان للإعلام دورًا هامًا فيها


وقال هيكل في مقال له بعنوان "بين سوء الحظ ومحدودية الكفاءة" أن ناصر وحكيم كانوا يكرهان الإرث والفكرة لم تكن مطروحة بالنسبة لجمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، وقال أيضًا: عايز أقول إن عبدالحكيم عامر حقيقة أنا بأعتقد أنه ظلم في سنة 67 وظلم مش قصدا لكن ظلم لأنه ببساطة هذا رجل بالظروف بالسنين بالوقت بالتركيب لم يكن صالحا لقيادة المعركة سنة 67، عايز أقول إن الرجل فيه مزايا إنسانية هائلة وأظنه عمل أدوارا بقدر ما أتيح له وبقدر ما استطاع لكنه في 67 أظنه كان آخر واحد في اعتقادي يصلح لأن يقود معركة سنة 67، فمعركة سنة 67 أنا أريد جدا أن نفرق أو أن نحاول أن نفرق بين حاجتين بين الشحنة التي كانت موجودة مستعدة للانفجار وبين الضغط على الزناد الذي وقع أو الذي حدث سواء بالخطأ سواء بالانزلاق بأي عنصر من العناصر لكن في شحنة كانت موجودة جاهزة للانفجار وقادمة وهي شحنة مليانة فيها إمبراطوريات ذاهبة وإمبراطوريات قادمة وفيها شركات ومصالح كبرى وفيها دول في الإقليم وفيها مخابرات العالم كله بتشتغل وفيها إسرائيل وهي قوة لا يستهان بها سواء في النفوذ السياسي والإعلامي أو العملي على الأرض العسكري والقتالي، لكن في شحنة كبيرة جدا كانت موجودة وهذه الشحنة جاهزة للانفجار لكن هي القضية هنا سنة 67 كانت هذه اللمسة على هذا الزناد في هذا الوقت بالتحديد وفي المناخ اللي فيه تصميم إمبراطوري على تسوية أمور في المنطقة قبل الانسحاب من شرقي السويس".

في النهاية ناصر وحكيم كان بينهم إعلام كاذب وحرب لم تكن لمصر قوة على خوضها، وهو ما أنهى علاقة الرئيس بالمشير.