مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 من نهايتها فى الخامس من نوفمبر المقبل، تتبنى كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية ودونالد ترامب المرشح الجمهورى استراتيجيات مختلفة تمامًا لتنشيط التحالفات التى يحتاجان إليها للفوز، وكلاهما يراهن على أن الرهانات قد تكون حكيمة أو غير حكيمة.
استراتيجيات هاريس وترامب فى السباق النهائي
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن فريق ترامب تخلى إلى حد كبير عن الجهود التقليدية لتوسيع رسالته لاستهداف الناخبين المعتدلين، وركز بدلًا من ذلك على تنشيط قاعدته من الحزبيين المتحمسين وجذب الناخبين ذوى الميول المنخفضة، وبخاصة الشباب من جميع الأجناس، من خلال الحديث الصارم والأحداث التى تهدف إلى جذب الانتباه عبر الإنترنت.
وأضافت الوكالة الأمريكية أن هاريس تميل إلى اتباع نهج أكثر تقليدية يستهدف الشريحة الضيقة من الناخبين غير الحاسمين الذين بقوا، وخاصة المعتدلين، وسكان الضواحى من خريجى الجامعات، والنساء من جميع الأعراق والتعليم.
وأكثر من ترامب؛ فهى تستهدف النساء الجمهوريات اللاتى ربما دعمن منافسته نيكى هيلى فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى هذا العام واللاتى يشعرن بعدم الرضا عن الرئيس السابق.
وقال ديفيد بلوف، كبير مستشارى حملة هاريس، هذا الأسبوع: «إنها كلها أجزاء من لغز معقد للغاية. وسيكون كل هذا تمرينًا أبسط إذا تمكنت من التركيز على مجموعة واحدة من الناخبين. لا يمكنك ذلك. وعليك التأكد من أنك تعرف أنك تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية مع كل منهم حتى عندما تجمع كل ذلك معًا، فإن مجموع ما تحصل عليه يصل إلى ٥٠ ٪».
فى ساحة المعركة فى جورجيا، لا يرى بعض الفقراء أى سبب للتصويت. وقد يؤثر هذا القرار على الانتخابات، ويرى فريق ترامب أن المعادلة أبسط بكثير. فيما يصر مساعدوه على أن الجهود المبذولة لتحقيق أقصى قدر من المشاركة من قاعدة ترامب المتشددة لا تعنى أنه يتجاهل الناخبين المترددين، حتى لو لم يكن يصمم رسالة مختلفة للوصول إليهم.
وقال جيمس بلير المدير السياسى لترامب: «أعتقد أن هناك سوء فهم بشأن ما يحفز هؤلاء الناس. أعنى أن الحقيقة هى أن الاقتصاد هو الذى يحفز هؤلاء الناس. يعتقد هؤلاء الناس بشكل ساحق أنهم أسوأ حالًا مما كانوا عليه قبل أربع سنوات.. لذا يصبح السؤال: من هو الأفضل تجهيزًا لإصلاح الأمر؟».
وأشارت «أسوشيتد برس» إلى أن الاستراتيجيات المتباينة تؤكد الاختلافات الصارخة بين المرشحين أنفسهم، فى الشخصية والسياسة.
وعدت هاريس، عضو مجلس الشيوخ السابقة عن ولاية كاليفورنيا والتى ستصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، بضم جمهورى إلى حكومتها، مع إعطاء الأولوية للجهود الرامية إلى حماية الديمقراطية وحقوق الإنجاب والطبقة المتوسطة.
كما تعهد ترامب، الرئيس السابق، بالقتال من أجل الطبقة العاملة أيضًا. كما وعد بشن حملة انتقامية ضد أعدائه السياسيين مع إدارة مليئة بالموالين.
هناك نقطة واحدة يتفق عليها المعسكران: «الانتخابات ستقررها أصوات الناخبين فى سبع ولايات متأرجحة فقط، وهى خريطة سياسية لم تتغير بشكل كبير أو تضيق مع اقتراب يوم الانتخابات. وهذه الولايات هى ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن وأريزونا وجورجيا ونيفادا وكارولينا الشمالية».
ووصف أحد مستشارى هاريس، الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الاستراتيجية الداخلية، الوضع بأنه «لا يزال متقاربا بشكل مرعب فى جميع المناطق السبع».
ترامب يرفض التوجه التقليدى نحو الوسط
إن ترامب يتحدث إلى حد كبير إلى قاعدته الجمهورية الموالية على حساب الناخبين المعتدلين، وخاصة النساء فى الضواحي. وهو يملأ تجمعاته بالشتائم والإهانات الشخصية ضد هاريس والحديث المشؤوم عن «الأعداء فى الداخل».
وقال مرارًا وتكرارًا على مدى الأسبوع الماضى إن الديمقراطيين مثل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى والنائب آدم شيف، ديمقراطى من كاليفورنيا، يمثلون تهديدا أكثر خطورة للولايات المتحدة من الصين وروسيا.
كما رفض ترامب الفرص الأخيرة للتحدث إلى جماهير أكثر تقليدية، حيث رفض مقابلة مع برنامج "٦٠ دقيقة" الشهير على قناة «سى بى إس»، ورفض مناظرة هاريس للمرة الثانية ما لم تتم إدارتها من قبل قناة فوكس نيوز، موطن العديد من مضيفيه المحافظين المفضلين لديه.
وبدلًا من ذلك، تعمل حملته على جدولة الظهور فى البرامج الصوتية والعروض عبر الإنترنت الموجهة إلى الشباب- وخاصة الرجال من الطبقة العاملة من ذوى الأصول الإسبانية والسود، الذين يصوتون عادة بشكل أقل ويميلون إلى تفضيل الديمقراطيين.
وقد التزم ترامب بجدول أعمال حافل بالأحداث، ومن المقرر أن يزور كل الولايات المتأرجحة هذا الأسبوع باستثناء ولاية ويسكونسن.
هاريس تجعل الجمهوريين جزءًا من دليل إقناعها
تتوجه كامالا هاريس إلى الضواحى فى ثلاث ولايات حاسمة لاستقطاب الناخبين الجمهوريين الذين يشعرون بالقلق إزاء دونالد ترامب. وهى تعقد كل حدث مع ليز تشيني، عضو الكونجرس السابقة عن ولاية وايومنغ. والتى عارضت ترامب منذ هجوم السادس من يناير.
وبدعم من تدفق الأموال للحملة، تنظم هاريس فعاليات شخصية، ولكنها تطلق أيضًا عملية واسعة النطاق لطرق الأبواب، وإعلانات عبر الإنترنت مستهدفة للغاية، واستراتيجية إعلامية مصممة بعناية للوصول إلى كتل تصويتية محددة.
يعتقد فريق هاريس أن ما يقرب من ١٠٪ من الناخبين فى الولايات المتأرجحة لا يزالون قادرين على الإقناع، إما لأنهم غير حاسمين حقًا أو لأن دعمهم لترامب ضعيف. وتتعهد الحملة بمواصلة محاولة إقناع هؤلاء الناخبين حتى الدقائق الأخيرة من التصويت الشخصي.
ويرى فريقها إمكانية حدوث نمو كبير بين النساء الجمهوريات المتعلمات فى الجامعات واللواتى يعشن فى الضواحي، واللاتى يشعرن بالعزلة بسبب خطاب ترامب المتطرف.
وحتى التحولات الصغيرة فى الولايات المتأرجحة قد تخلف آثارًا انتخابية هائلة. فيما أنتجت حملة هاريس بسرعة إعلانات رقمية الأسبوع الماضى تسلط الضوء على وصف ترامب لانتفاضة ٦ يناير ٢٠٢١ بأنها «يوم الحب».