رحلة نادين
هي بكل بساطة أحد أشهر أعمال الفرقة السويدية العربية طرباند،
المنطلقة من وسط شوارع مالمو، ليلمع نجمها في أنحاء العالم، وصولًا للشرق الأوسط،
بدأت حكايتها بوضع الفنانة العراقية نادين الخالدي حجر أساسها، عند انتقالها
للسويد من بلدها الأم بغداد حيث نشأت وبدأت شغفها بالمزيكا، بدراستها في مدرسة
الموسيقى والباليه بالعاصمة العراقية منذ الصغر، حتى ساءت الأوضاع واندلعت حرب
الخليج، وهاجرت إلى القاهرة، ومن بعدها لجأت واستقرت بالسويد، في الوقت الذي شهدت
بلدها الأم الغزو الأمريكي، ومن هناك انطلقت في صفحة جديدة تمامًا في حياتها،
وتحول شغفها بالغناء والموسيقي تدريجيًا إلى واقع، بتأسيسها الباند منذ حوالي تسعة
سنوات، لتبدأ معه الرحلة في الساحة الفنية.
فلكلور الشرق والغرب
طرباند يجمع مزيجًا غير اعتيادي من الفلكلور الإسكندنافي المصحوب
بالتراثيات العربية الأصيلة، والمتأثرة بالشعبيات اللبنانية والعراقية والمصرية،
ليكون بمثابة جسر فني بين ثقافات العالمين الشرقي والغربي، واستحوذ عن جدارة على
لقب "صوت السويد العربي"، لمع نجمه سريعًا بمالمو بما يقدمه، خاصة بجمعه
خلفيات موسيقية متنوعة لخمسة عازفين، أولهم الموسيقار جابرييل هيمانسون، بالغناء
وعزف العود والمندولين، والإيقاعات لكل من فيرهات دينيز، وفاتلر شينبوم، والكمان
لفيليب رونيسون، والباص جيتاريست الفرنسي رومان كوتاما، مع عزف نادين لآلات الساز
والبانجو، ليتمكنوا من تقديم "مكس" غنائي لحني تراثي بعيد كل البعد عن
المألوف والعادي، حتى وصلوا للقمة بإطلاق أول ألبوماتهم "ياسيدي"، منذ
سنتين ونصف، والذي حقق نجاحًا جماهيريًا
عالميًا واسع المدى، ومن أشهر أغانيهم "أشوفك بعدين" و"كلام".
الحنين للوطن
الألبوم اعتبر أول تجربة كتابية بالكامل لنادين باللغة العربية، رغم
أن خلفياتها الفنية بدراستها ارتكزت على الإنجليزية والسويدية، ليكون مفاجأة في
نهاية المطاف، بإدخالها تأثرها بتجاربها الحياتية وتنقلها بين البلدان والحروب،
ليظهر الحنين لأرض مهدها واضحًا في "بغداد شوبي"، وكلمات "وهالغنوة هدية من قلبي المحروم من شوفة بلدي، وأمانة عليّة لأغنيلك موال على نغمة بغداد"، وتتمكن بكل
سهولة من سحر من يشاهدها ويسمعها بإطلالتها الخاطفة، بالملابس ذات
"ستايل" الغجرية أو البدوية، والمجسدة بكل أصالة للفلكلور العربي
القديم، مصحوبة بصوتها القوي والخلاب عالي الإحساس، ومتعدد اللكنات، وجذبت
الانتباه عبر العديد من المهرجانات الدولية داخل وخارج السويد، وحصلت على عدة
جوائز وألقاب آخرها "حاملة الثقافة العربية في السويد لعام 2014".
راجع أم الدنيا
وها هو طرباند يعود إلى جمهوره المصري، بعد غياب سنة، عن آخر حفلاته
بالقاهرة، في يونيو الماضي، وهذه المرة عبر جولة فنية من 4 حفلات مختلفة، يبدأ
الباند رحلته في أم الدنيا عبر خشبة ساقية الصاوي، مساء الخميس 4 يونيو، لينتقل بعدها
بثلاثة أيام، للسفارة السويدية لإحياء الاحتفال باليوم الوطني، ومن ثم يعود إلى
العجوزة لتقديم سهرة موسيقية طويلة في العاشرة مساء الثلاثاء الذي يليه، في نادي كايرو
جاز، حتى يختتم زيارته لمصر، عبر إطلالة كبرى في العاصمة الثانية، على خشبة المسرح
الكبير بمكتبة الإسكندرية، في الثامنة مساء الأربعاء 10 يونيو، ليودع منها قاعدته
الجماهيرية الواسعة بأم الدنيا عودة لمالمو بالسويد.