الخميس 04 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

انقسام داخل مكتب إرشاد الجماعة.. القيادات القطبية ترفع شعار السلمية والشباب يتهمونهم بالخيانة ويواجهون دعواتهم بهشتاج "الكنانة".. خبراء: الإرهابية تشهد حركة مفصلية من التغييرات الداخلية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما لأنه يحمل من السرية ما يكفي لجعل أمورها الداخلية في حالة دائمة من الغموض، فالسرية عقيدة ثابتة، نشأ وتربى عليها كل من انضم لصفوف "التنظيم السري" للجماعة الإرهابية، منذ أن قرر مؤسسه الأول إنشاءه قبل أكثر من ثمانين عامًا، معتبرًا أن هذه السرية نوع من القدسية والبطولة الممزوجة بالمظلومية.
أما الآن فالأمر بالنسبة لها اختلف، ففي الوقت الذي تعاني فيه جماعة الإخوان الملاحقات المستمرة من قبل السلطات الأمنية والسياسية معًا، تلمس أنت تدريجيًا أنها أخيرًا افتقدت لهذه السرية التي كانت تعتبر أحد أصول عقائدها، وهنا لا يفاجئك بيان من أحد القيادات يدين وينتقد صف في الجماعة، ليرد عليه بتصريح لا يقل عنه إدانة وانتقاد، وقتها فقط يمكنك أن تضع كل هذا المعلن والمفضوح متجاورًا لتخرج بصورة أقرب للدقة تقول إن ثمة تغيرات وخلافات تهز أركان الجماعة الإخوانية.

البداية
بدأ الأمر مع بيان أصدره القيادي الإخواني البارز الهارب في تركيا، محمود حسين، حين أكد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن نائب المرشد العام للجماعة، محمود عزت، هو القائم الآن بأعمال الإرشاد، لم يكن في الأمر غرابة إلا أنه يهدم كل ما سبقه من إجراءات، ويسحب الثقة من القيادات المتولية لإدارة الجماعة منذ فض اعتصام رابعة قبل أكثر من عام ونصف العام.
تزامن مع البيان مقالة نشرها محمود غزلان، المتحدث باسم الجماعة، الهارب في الخارج، عبر موقع قريب للإخوان وليس إخوان أون لاين ولا بوابة الحرية والعدالة، وهو "نافذة مصر"، وجاء المقال بعنوان " بمناسبة مرور سبعة وثمانين عامًا على تأسيس الجماعة.. دعوتنا باقية والثورة مستمرة"، وقدم "غزلان" رؤية مختلفة عن تلك التي تعرف عن فكره القطبي، حيث شدد على أن السلمية هي سبيل الجماعة للنجاة، الأمر الذي رجح بأن ثمة مبادرة تقدم عليها الجماعة الإخوانية مع الدولة المصرية، خاصة وأن المقال المصاحب لبيان "حسين" قدم صورة وكأن القيادات القديمة تعود للصدارة مع إزاحة القيادة الحديثة التي تتمسك بحل المواجهة والتصادم مع الدولة.
المقال السابق ذكره لم يتوقف تأثيره على الصورة التي نقلها، بل لحق به ردود فعل واسعة ناقدة، وصلت لحد تخوين "غزلان"، فيما راح آخرون يفسرون السبب الذي يدفع بصاحب الفكر القطبي للدعوة للسلمية.

الشباب في المواجهة بـ "هاشتاج" و"نداء الكنانة"
لم تكن هناك أي جهة متضررة من حديث القيادات القديمة عن السلمية إلا فئة الشباب بالجماعة، التي ترى أن الحل الوحيد أمامهم هو الصدام والعنف، وهو ما ترجم في تدشين "هاشتاج" "لا عودة للوراء" وهو ما انتشر للرد على "حسين" و"غزلان"، معتبرين فيهما بيع القضية وبعدين عن الواقع، مطالبينهما بترك الأزمة لمن يعيشوها وليس من يتابعوها من الخارج.
وتتويجًا لهذا الموقف كان بيان المتحدث باسم "الجماعة" محمد منتصر، عبر موقع "إخوان أون لاين، والذي أكد على أن الجماعة تتمسك بالنهج الثوري، مشيرًا إلى أن مثل هذا النهج لن يتغير، على حد قول البيان.
لم يتوقف الأمر عن بيان بل دعمه بيان آخر ربما يكون أكثر قوة، وهو ما عرف بـ" نداء الكنانة" الذي أفتى بشرعية مواجهة النظام المصري، وهو الكلام الصادر عن هيئات إسلامية وعلماء مسلمين حول العالم، وراح شباب الجماعة يروجون للبيان، متصدين به لمحاولات القيادات القديمة التي أطلقوا عليها "المحمودات الثلاثة" في دلالة لـ" محمود غزلان، محمود حسين، محمود عزت" لتنفيذ رؤيتهم نحو السلمية كما أعلنوا.
محللون اختلفوا على حجم الأزمة اتفقوا على إثرها
وفي قراءة للأزمة التي تمر بها الجماعة استبعد محمد حبيب، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين سابقًا، وجود أزمة داخل الجماعة بالصورة المصدرة عنها، وأوضح في تصريحات خاصة لـ" البوابة نيوز"، أن الأنباء المترددة عن وجود انقلابات في الجماعة ليس صحيحًا، مشيرًا إلى أن الجماعة يهمها في الفترة الراهنة لم ما تبق من شملها، وليس الإطاحة بمكتب إرشاد والقدوم ببديل له.
ونفى أن يكون هناك أي نوع من التوترات التي يقودها الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، الهارب في الخارج، مشيرًا إلى أن "حسين" والجماعة يدركان خطورة المحنة التي تمر بها، وشدد على إن العادة جرت لدى جماعة الإخوان على توقيف أي خلافات في أوقات المحن والأزمات، لحين الانتهاء منها.
وتابع أن مقال "غزلان" في الغالب هو قديم أو لا يعكس قناعة "غزلان" الحقيقية، وذلك لأنه قطبي الفكر ومتطرف على حد قوله.
اتفق معه عبدالستار المليجي، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، الذي قال إن الجماعة لديها من الضعف ما يمنعها من أحداث أي تغيرات على المشهد السياسي، مشيرًا إلى أن الأمر متروك للدولة التي تحدد هي شكل الواقع السياسي في الفترة القادم.
ولفت إلى أن هذه التغيرات من شأنها أن تحدث تحولات داخل الجماعة ولكنها لن تؤثر بشكل كبير على الواقع الخارج عنها.
من جانبه أكد مصطفى زهران، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، على وجود اختلافات فعلية داخل جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن حجمها حتى الآن غير معروف، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول تأثيرها على المشهد القادم على مستوى الجماعة.
ولفت إلى أن التغيرات في رؤى التي تسيطر على الإخوان نابع من عدم قدرة على التواصل بين أطراف الجماعة، مما خلق اختلافا في وجهات النظر وكيفية التعامل مع المشهد السياسي الحالي.