الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ريم وساويرس والجهات السيادية !

ريم وساويرس
ريم وساويرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى نهاية السبعينيات كتب الأديب البورسعيدي الكبير السيد زرد قصة قصيرة بعنوان "لا أحد " عن مراقبة الاجهزة الامنية للحركة الطلابية قالت سطورها نصا " اتدري كيف يواتيك الإحساس بأنك مراقب ، فتلتفت – فجأة –فتتأكد من تلك الحقيقة .
كنت سائرا أنا الآخر أحمل الحقيبة بيد ، وباليد الأخرى أجفف ما سال من عرقي .. فجأة ، دهمني الإحساس بالمراقبة .. انزعجت .. التوت الرأس مني – دون إرادة – و مسحت عيناي الطريق .. لم أتيقن .
تراودني ألف فكرة حمقاء : ماذا لو أفلتُ الحقيبة ، و رحت أعدو بكل ما أملك من قوة ؟
حط بقلبي اليأس و التعب ، فقررت مواجهته .. سأفتح له الحقيبة و أريه كيف أنها لا تحوي سوي ثيابي الباليات .. سأفرغ جيوبي لأحصي أمامه قطع النقود الصغيرة و تذكرة القطار .. سأشق رأسي ليتأكد من أن ليس به غير الصداع .. بآخر ما بقي لدي من قوة ، التفت .. لم يكن ثمة أحد .. لم يكن ثمة أحد!
هل يمكن لريم ماجد مذيعة اون تى "البنت اللى بتخوف حكومة " المنتمية لتيار الاشتراكيين الثوريين ان تصارح الشعب بمن اغلق برنامجها "جمع مؤنث سالم" ؟ ..الم تقل هى من قبل ان حاجز الخوف قد انكسر بعد 25 يناير ..وما تعليقها على ما قاله مالك القناة نجيب ساويرس عن برنامجها الذى لم يحظ باعلان واحد منذ بداية بثه ..وهل تكفى مشاهدة النشطاء والثورجية للبرنامج حتى يبقى على خريطة اون تى فى الخاصة ؟
ريم حاولت بطريقتها استكمال اسطورتها الذاتية فهى ليست اقل من باسم يوسف شريك 25 يناير الذى طاردته الدولة والاجهزة السيادية ..وتمكنت فى لحظة نادرة من استعاده ذاكرة اطاحتها بوزارة الفريق شفيق او بمعنى ادق شاركت مع يسرى فودة وعلاء الاسوانى وساويرس فى احراج الفريق شفيق على الهواء وقت وجوده رئيسا للحكومة ومن ثم الاطاحة به ليأتى عصام شرف وتتابع فصول القصة الى ان وصلنا الى حكم الاخوان تحت شعار بينا وبين شفيق دم لكن الاخوان فصيل وطنى يمكن ان نختلف معه سياسيا !..وبالطبع الانفجارات وقتل الجنود والضباط والمواطنين الذى اعقب عزل مرسى دليل قاطع على عقم هذا التفكير .
البنت اللى بتخوف الحكومة "ملتزمة" بخط تيارها الفكرى فالاشتراكيين الثوريين حلفاء اوفياء للاخوان ..اطلقوا على 30 يونيو انقلابًا ويحاولون بشتى الطرق تشويه النظام والتحريض الدائم والمستمر على الرئيس السيسى ..التزام ريم بهذا الخط تجسد فى استضافتها لمصورة حضرت اعتصام رابعة والحرس الجمهورى فى احدى حلقاتها وبالطبع كان الحديث عن الضحايا ؟! ولذلك كانت روايتها أن الجهات السياديةهي التي اوقفت برنامجها بسبب موقفها السياسى هى الاقرب ..وسعت اون تى فى منذ الساعات الاولى الى الترويج الى ذلك وسارت خلفهم وسائل التواصل الاجتماعى وشارك رئيس القناة فى ذلك بتصريحات غامضة لرويترز مما دفع "دويتش فيله" الالمانية المشاركة فى البرنامج الى اصدار بيان تنتقد فيه النظام المصرى الى ان ظهر المالك ليكشف الحقيقة وان الامر لا به جهات سيادية ولا يحزنون وانما ضعف نسب المشاهدة وندرة الاعلانات هى السبب وان هذا البرنامج توقفت معه برامج اخرى فى اطار اعادة الهيكلة !
ريم ماجد قالت لمحمود سعد انها لا تعرف السبب ..قد تكون اصطدمت بالامن القومى .. لكنها لا تعرف ما هو الامن القومى ؟
هذا الازمة كاشفة لحالة الاعلام البائسة ..فهو يستخدم بلا شك فى هدم الدولة وتقويض اركانها ..لا يتحلى احد بالمسئولية الواجبة للاعلام فى لحظات بناء الدول ومواجهة الارهاب ..لا توجد رؤية ولا قواعد للعمل ضعف الخبرة هو سيد الموقف وندرة المعلومات الصحيحة فى مواجهة الشائعات تهدد حياة المواطن وبقاء الدولة .. اعلام يجمل الصورة الى ابعد مدى وآخر يهيل التراب على كل شىء ويبشر بالفوضى الابدية..صراع لا نهائى بين ملائكة وشياطين .. لقد انتحرت الموضوعية فى مصر .
لا ارى أى حلول سوى فى وجود رؤية موحدة للدولة ولأجهزة الاعلام الخاصة ترفق بهذا المجتمع ..يجب ان يكون هناك ضابط لايقاع هذا المشهد ..ما المانع ان يعود منصب وزير الاعلام ليعبر عن رؤية موحدة او حتى ليعبر عن رؤية الدولة؟ ..او الاسراع فى تطبيق نصوص الدستور واعلان تشكيل مفوضية الاعلام ايهما اقرب .
نحن جميعا فى مركب واحد ولا يصح ان يختلى كلنا منا بجزء من المركب ويقوم "بخرمها " فى لحظة مواجهة كبرى مع ارهاب لا يرحم وتآمر خارجى لا ينتهى .