الحرب على الإرهاب ﻻ تتوقف عند مرحلة المواجهة المسلحة والتعامل العنيف مع الإرهابيين بل تتطلب أيضًا اقتلاع جذور الفكر والتطرف من العقول خاصة وان الخبرة المصرية في مكافحة الإرهاب تؤكد على ان التعامل الأمني فقط مع مثل هذه الأمور ﻻ يكفي .
حتى الآن لم تتخذ الدولة ما يلزم من مكافحة التطرف والإرهاب واقتصر ا لأ مر على ملاحقة الجيش للمتطرفين في سيناء وقيام الشرطة بالقبض على العديد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بينما المكافحة الفكرية واﻻجتماعية والثقافية مع الإرهاب غير موجودة .
ﻻ نريد عودة إرهاب الجماعة في أشكال اخري نريد مكافحة حاسمة وحازمة تقتلع افكار التطرف من جذوره. ﻻ يمكن ان تقوم قوات الأمن بالقبض على رموز التطرف بينما رسائل وأقوال هؤﻻء تتداول بين الناس. ﻻ يمكن الحديث عن المصالحة الوطنية دون محاسبة رموز الإرهاب على جرائمهم فى حق المجتمع قبل الدولة . ﻻبد من الكشف عن صفقات هذه الجماعات الإرهابية مع الأنظمة السابقة حتى يحاسبهم المجتمع قبل محاسبة التاريخ لهم .
المجتمع عبر ثورة يوليو الأخيرة بنجاح وعزل مرسي وجماعة الإخوان ولكن ما ينتظر مصر من تحديات يتطلب من المجتمع ان يكون اكثر يقظة وحذرا في محاسبة مسئوليه منعا لإعادة ابرام صفقات جديدة مع الإرهاب تجعله يعود تكثر خطورة . الى جانب أهمية أن يعي المجتمع ان مواجهة الإرهاب تتطلب الحسم وتفعيل القانون وأى تباطؤ او تأخير يحمل الأجيال الحالية المسئولية في تعظيم دور الإرهاب لأنه بتجاهل المواجهة الحاسمة يصبح المرء شريكا بصمته في صناعة هذا الخطر .
