الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

إحصائية : 69 % من العلماء الأجانب يتطلعون للإقامة بشكل دائم فى ألمانيا

ألمانيا
ألمانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أظهرت أحدث الإحصائيات في ألمانيا أن 69% من العلماء الأجانب يتطلعون إلى البقاء بشكل دائم في ألمانيا، 18% منهم لم يتخذوا قرارهم بعد، بينما قرر 13% منهم فقط الانتقال إلى خارج ألمانيا، مما يشير إلى أن عالم العلوم الألماني يزداد شعبية لدى الباحثين الأجانب.
وألقي تقرير مجلة "دويتشلاند" الضوء على نموذج من العلماء الأجانب، حيث حققت العالمة الفرنسية المقيمة في ألمانيا إيمانويل ماري كابرنتيير، التي تعد خيرة العاملين في اختصاصها، نجاحا غير مسبوق.. فقد بدأت خبيرة العضويات الدقيقة والكيمياء الحيوية بالبحث العلمي في ألمانيا الشهرة والنجاحات الحقيقية.. ففي 2012 لبت العالمة الفرنسية نداء الجامعة الطبية في هانوفر، وبعد سنتين انضمت إلى فريق عمل مركز هيلمهولتس في براونشفايج، ونالت هناك لقب بروفيسور هومبولت الذي تمنحه مؤسسة ألكسندر فون هومبولت، والذي يعتبر حلما لكل العلماء والباحثين، وهذا ما منح مسيرة نجاح البروفيسورة ابنة الخامسة والأربعين دفعة إضافية قوية نحو الأمام.
وقد نالت حتى الآن عدة جوائز اعترافا بأعمالها وأبحاثها الإبداعية في مجال دراسات العدوى السريرية.. ففي يناير 2015 وحده، تسلمت ثلاث جوائز مهمة: جائزة الإنجاز الكبير في عالم العلوم، التي تتضمن مكافأة مالية بقيمة 3 ملايين دولار، وجائزة إرنست يونغ للطب، والتي تتضمن أيضا مكافأة مالية بمقدار 300 ألف يورو، إضافة إلى جائزة لويس جانيت للطب، والتي تنطوي أيضا على مكافأة مالية بمقدار 650 ألف يورو.
وأضاف التقرير أن "مسيرة نجاح علمي مهني لا يمكن تصور أجمل منها، تلقى أيضا شعاع نور وأمل على لقب "بروفيسورة هومبولت".. لقب حصري لخيرة العلماء الأجانب، مرتبط بمكافأة مالية كبيرة، يتيح أفضل الإمكانات المالية اللازمة إضافة إلى بنية تحتية رائعة في ألمانيا.. كل هذا يضعها في مصاف الجامعات العالمية الأفضل، من هارفارد وأوكسفورد إلى شنجهاى.
وقال جيورج شول من قسم الإستراتيجيات في مؤسسة هومبولت "نحن على ذات المستوى التنافسي، وعروضنا تلقى استحسانا من قبل العلماء".. معربا عن اعتقاده بأن "نجوم البحث العلمي لا يحملون علومهم ومعارفهم من ستانفورد إلى هالة، ومن طوكيو إلى شتوتجارت فقط لأسباب مالية، وإنما بسبب تقديرهم للنوعية المتميزة في بيئة العلوم والبحث العلمي في ألمانيا".
وقد كتب الكيميائي الأمريكي أليك ودكة، بروفيسور هومبولت في جامعة جوتينجن ومدير معهد ماكس-بلانك للفيزياء الكيميائية العضوية، مؤخرا في إحدى الدراسات أن ألمانيا عبارة عن مكان يتحول فيه البحث العلمي إلى متعة حقيقية، إنها بلد مخلوق لحرية التفكير والأبحاث العلمية الأساسية.
وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد الدارسين الأجانب في ألمانيا خلال السنوات العشر الأخيرة نحو 52%.. وفي مراكز الأبحاث غير الجامعية يظهر ذات الاتجاه.. ففي مؤسسة ماكس-بلانك على سبيل المثال يأتي نحو نصف طلبة الدكتوراه من بلدان أخرى غير ألمانيا.. وفي المقابل يتوجه الكثير من العلماء الألمان إلى تمضية إقامات وفترات أبحاث خارج البلاد.
وقد قالت كريستينا برونينغ من الوزارة الألمانية الاتحادية للتعليم والبحث العلمي ( ####BMBF ####) إنه "خلال السنوات العشر الأخيرة أمضى نحو 45% من الباحثين الألمان ثلاثة أشهر على الأقل في الخارج، يعملون في مجالات البحث العلمي المختلفة".
وذكر التقرير أنه وبهذا تتجاوز ألمانيا المتوسط الأوربي بمقدار 14 نقطة مئوية، كما يمكن ملاحظة ظاهرة أخرى بقوة "هجرة الأدمغة" التي كانت مشكلة لسنوات طويلة، تبدو أنها قد همدت الآن، حيث يتوجه مزيد من العلماء الألمان للعودة إلى الوطن.. أوليفر بروك، على سبيل المثال، واحد من الرواد في أبحاث الذكاء الصناعي، يقوم منذ 2009، وبعد أكثر من عشر سنوات من الإقامة في الخارج، بالتدريس مجددا في جامعة برلين التقنية #### TU ####، حيث درس سابقا، وما هو إلا واحد من كثيرين من المشاهير الذين عادوا مؤخرا.
جدير بالذكر أن جاذبية ألمانيا لعودة العلماء وقدوم العلماء الأجانب على علاقة كبيرة بالمبادرات السياسية الناجحة الطموحة التي برزت خلال السنوات الأخيرة، ومن المؤكد أيضا أن برامج الدعم المخصصة للباحثين الأجانب، من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي الخارجي (DAAD) ومن مؤسسة هومبولت على سبيل المثال، تلعب دورا مهما في هذه التحولات نحو مزيد من العالمية. ففي عام 2012 وحده عمل في ألمانيا 56500 عالم وباحث أجنبي حاصل على دعم ومساعدة. وبالمقابل انطلق 21300 عالم ألماني للعمل والبحث في الخارج، بدعم من مؤسسات ومنظمات الدعم المختلفة. ومن الناحية العملية فإن العلماء هم الفئة المهنية الأكثر تنقلا وترحالا على الإطلاق، وبلا منازع في أوربا، وربما على المستوى العالمي أيضا. علاوة على أنه يوجد علاقة بين التنقل والحركة وبين إنتاجية البحث العلمي: من يكون أكثر تنقلا ونشاطا على المستوى العالمي، ينشر من الأبحاث والكتابات في المجلات الكثيرة الاقتباس، أكثر بكثير من الذي يقبع في وطنه بدون سفر وترحال، وذلك حسب دراسة لمنظمة #### OECD ####.