الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

تطور صناعة الكتاب "ثورة الأغلفة" (4 - 4)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الحلقة الأخيرة من سلسلة تطور صناعة الكُتب نعرض في اختصار آخر شيء يخص الكتاب وهو الغلاف وتطوره منذ ستينات القرن الماضي حتى اللحظة الحالية.
ورأت الدولة في منتصف القرن الماضي أن عملية طباعة الكتب والنشر بشكل عام في حالة فوضى شديدة، وأن الدولة تفتقد إلى عمليات الحصر الدقيق فأنشأت دار الكتب ولجأت إلى طريقة أرقام الإيداع وبطاقة الفهرسة الكتب، للقيام بعملية الحصر الدقيق، كما قامت بتعديل قوانين الملكية الفكرية حتى تتناسب تواكب العصر الجديد، كان ذلك في منتصف القرن العشرين، وتحديدًا بعد قيام ثورة يوليو.
في بداية الأمر كانت فكرة أرقام الإيداع وبطاقات الفهرسة غير مجدية ولكن بعد مرور سنة واحدة من بدء العمل بها اكتشفت الدولة أهمية هذه العملية حيث نجحت في حصر دقيق للكتب سنويًا، وفي ستينات القرن الماضي ظهر تطور جديد في صناعة الكتاب، تخص أغلفة الكتب حيث كانت في هذه الفترة تعتمد صناعة الأغلفة على رسامي الفن التشكيلي، أو على المجلدات التي ينقش عليها اسم الكتاب كما استعرضنا ذلك في الحلقة السابقة، نستطيع القول أنه ظهرت ثورة جديدة في عالم صناعة الكتاب كان قائدها الفنان محي الدين اللباد.
محي الدين اللباد قائد ثورة تطوير أغلفة الكتب، ويعتبر‏ محيي الدين اللباد، أحد عمالقة الفن التشكيلي المصري‏،‏ ترك بصمات لها تأثير في قلوب محبيه ومريديه‏، درس التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة‏،‏ وعمل بالعديد من المؤسسات الصحفية حيث عمل رساما للكاريكاتير أثناء دراسته الثانوية‏،‏ ثم التحق رساما بمجلة ‏روزاليوسف،‏ و‏صباح الخير،‏ قبل أن ينهي دراسته الجامعية‏، شارك في تأسيس عدد من المجلات المتخصصة ودور النشر‏.‏
ومنذ منتصف الستينيات‏، عمل اللباد مصمما ومديرا فنيا للجرافيك‏،‏ وصمم العديد من الصحف والمجلات العربية،‏ والملصقات الثقافية‏.‏
كان من أشهر مصممي أغلفة الكتب في العالم العربي كله،‏ فاشتهر بتصميم أغلفة الكتب التي كان يعتمد فيها على استخدام عناصر فنية من التراث الشعبي العربي‏.‏
ساهم اللباد في تطور صناعة الكتاب وعالم تصميم الأغلفة وكانت له بصمته التي لا تنسى، ويعتبر بشكل أو بآخر رائد فن الأغلفة في مصر.
فغلاف الكتاب أصبح أداة مهمة ولها دور كبير في جذب واستقطاب القارئ ولفت نظره وشد انتباهه لشراء الكتاب، ويعتبر من أهم أدوات استقطاب القارئ، وتستطيع عزيزي القارئ أن تحكم بنفسك وعلى تجربتك في شراء الكتاب إذ كنت مهتمًا بها، فكم كتاب قمت بشراءه بعد أن لفت نظرك من غلافه.
واليوم في عصرنا هذا أصبح الاهتمام بأغلفة الكتب كبير جدًا فلقد أصبح له مختصون كثر وفنيون موهوبون مهتمون بتصميم أغلفة الكتب بمختلف مضامينها الفكرية، الثقافية وحتى كتب أطفال أصبح لها مختصون.‏
ولعل الراحل محي الدين اللباد لم يترك ساحة تصميم الأغلفة وصناعة الكتاب برحيله بل نستطيع القول أنه سلم الراية إلى ولده أحمد اللباد مصمم الأغلفة الشهير.
أحمد اللباد حمل راية والده في الفن، واستطاع أحمد اللباد أن يحول صورة الغلاف إلى عملا فنيا يضاف إلى ما يحتويه الكتاب نفسه من إبداع، ومن وجهة نظره يرى أن الغلاف مدخل الكتاب، ويؤكد في الوقت نفسه أنه لا يمكن للغلاف وحده أن يؤدى إلى نجاح أو فشل الكتاب، وإنما يساعد في تسهيل بيعه، بأن يوفر للقارئ البيانات المضبوطة.
لقد استطاع أحمد اللباد أن يكمل مسيرة والده الفنية وصناعة ثورة حقيقية في شكل غلاف الكتاب.
ومقارنة بعدد الكتب التي تصدر مؤخرًا وبين عدد مصممين الأغلفة نستطيع أن نجزم أن مصممين الأغلفة هم قلائل ونادرين، ولكن في الفترة الأخيرة مع ظهور برامج الكمبيوتر التي تساعد في مجال الرسم والتصميم لجأ عدد من دور النشر إلى مصممين غير محترفين بدعوى التوفير.
عبد الرحمن الصواف مؤسس البصمة الجديدة في عالم الأغلفة، ونضيف إلى المصممين الحقيقين لأغلفة الكتب الفنان الشاب عبد الرحمن الصواف الذي أسس مدرسة جديدة في فن أغلفة الكتاب، وتجرته مع دار الربيع العربي خير دليل، لقد استطاع بتصميماته الجديدة في أغلفة الكتب أن يميز أسلوبه عن باقي الموجودين، لقد نجح في جعل الغلاف نافذةً بصريةً وعملًا فنيًّا ذا بصمة وفلسفة مميزة، جاءت فيها أفكار تصميماته نتاج قراءة متفحصة للنص ومحاولة جاهدة ليشكل الغلاف جوهر العمل وروحه، ووضع بصمته الخاصة فيه، حتى استطاع جعل القارئ يميز ما إذا كان هذا الغلاف لعبد الرحمن الصواف أم لا، حيث قام بتصميم عدد من أغلفة الكتب، لأدباء كبار أمثال إبراهيم عبد المجيد، وأمير تاج السر، وأدباء شباب أمثال شيرين هنائي، وعمرو المنوفي، وحسن الجندي، وغيرهم.
كريم آدم.. أحتل مكانة كبيرة في دائرة المصممين، الذي استطاع بأعماله الابداعية أن يحتل مكانة كبيرة في دائرة المصممين المحترفين بما لديه من قدرة فنية تلخص حكاية كبيرة لكتاب كامل فوق صفحة واحدة بطريقة بارعة تُجذب نظرك لها.
ووقع الاختيار على آدم لتصميم بوستر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والثلاثون للعام الماضي، حيث حمل البوستر صورة للنصف العلوي من وجه الفنانة نادية لطفي في فيلم "أبي فوق الشجرة".
إن عالم صناعة الكتاب تطور تطورًا ملحوظًا في آخر عشر سنوات من القرن الحالي، وظهر على الساحة الكثير والكثير من مصممي الأغلفة التي تساعد على عملية بيع الكتاب وترويج للجمهور.