الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

عبدالهادي الوشاحي.. رحل من نحت الحياة في تماثيل


عبد الهادي الوشاحي
عبد الهادي الوشاحي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فارقته الحياة من نحت الحياة في تماثيل، رحل عنا من نحت في الفن المستحيل، أسطورة حفرت اسمها في تاريخ التشكيليات، استحوذ على جموع التقدير والجوائز والتكريمات، ليضع نفسه في خانة الرموز الخالدة، إنه عبدالهادي الوشاحي، نحات وفنان تشكيلي، لا تصفه الكلمات إلا بمعجزة فن جسدتها أعماله.
76 عامًا هي خلاصة مروره الكريم على عالم الأحياء، نبعت بذرته من تربة الدقهلية، في تاسع يوم من الشهر قبل الأخير لعام 1936، لينتقل من عباءتها البسيطة عبر بلدان العالم، بعمله وفنه من إسبانيا وإيطاليا وربوع أوروبا عودة للقاهرة، ظهرت موهبته للنور من عمر الزهور، ليختار فن النحت من الفنون الجميلة، لتصبح مصيره وهدفه بالحياة، ليصبح في فنه معيدًا بجامعته ومن ثم أستاذًا بشهادة أكاديمية سان فرناندو للفنون الجميلة المدريدية، لتنطلق رحلته المهنية في خلقه لمتشابهات البشر في نحته لتماثيله الخلاقة، ليسجل اسمه في الأخير في الموسوعات المحلية والعالمية، بدءًا بالموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة، مرورًا بموسوعة محافظته الأم، ختامًا بتسجيل اسمه كأفضل نحات دولي بالعالم ضمن سجلات موسوعة كامبريدج البريطانية منذ 12 عامًا.
شارك “,”الوشاحي“,” في العشرات والعشرات من المعارض الجماعية المحلية منها والدولية، منذ عام 59 وحتى عامنا هذا إلى أن وافته المنية، بين مهرجانات الفنون التشكيلية ومعارضها بالقاهرة والإسكندرية، وبين مشاركاته العالمية بمهرجانات بينالي بباريس وأبيثا والإسكندرية ومدريد وإيطاليا، ومؤتمرات النحت الدولي بأمريكا، وحتى مهرجان سمبوزيوم الدولي وغيرها الكثير والكثير من المشاركات الخالدة.
كما حاز على نصيب الأسد من الجوائز التقديرية، بدءًا بجوائز النحت الأولى بمصر عن صالون القاهرة والمعرض العام، مرورًا بمنحه وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، وحتى جائزة الدولة التشجيعية، وأتبعها مؤخرًا بجائزة الدولة التقديرية العام الماضي، أما عن جوائزه العالمية، فبدأها بالجائزة الثالثة عن الجناح المصري بمهرجان بينالي الإسكندرية، والجائزة الثانية لـ“,”بينالي أبيثا“,” الدولي، والميدالية الذهبية للنحت بالمعرض القومي للفنون بإيطاليا، مارًا بإسبانيا حاصدًا جائزة بينالي الدولي ببرشلونة، وحتى جائزته الخاصة بمهرجان بينالي بمدريد عام 1977، ليستحوذ مشواره الفني على لقب جامع الجوائز التقديرية بجدارة.
ترك بصمته الباقية بمرور الزمن في منحوتاته الخاصة المسجلة على ذمة الدولة، في المتحف المصري للفن الحديث، ومتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، والمركز الدولي للمؤتمرات، وحتى دار الأوبرا المصرية، ومترو الأنفاق وبانوراما 6 أكتوبر، بجانب عمله الأشهر بتجسيده تمثالاً أكبر من الحجم الطبيعي للدكتور الأديب طه حسين، بالإضافة لبصمته النحتية في متاحف العالم، كمتحف الفن المعاصر بإسبانيا ومتحف الفن الحديث بميلانو الإيطالية، فحيثما ذهبت محليًا أو دوليًا ترى آثاره الإبداعية منحوتة في مجسداته الفنية.
ليرحل عنا ذلك النحات، البسيط في دنياه وحياته، والعظيم عظم الأساطير في سجلات منحوتاته، لتفارقه المنية مساء يوم الاثنين السادس والعشرين من شهر أغسطس الجاري، ليترك لنا جزءًا من روحه مستقطعة في كل تحفة فنية له، ليرحل عنا من نحت الحياة في تماثيل.