بعد أيام حملة المراجعات الفكرية لقيادات الجماعة الإسلامية في محافظات الصعيد، والعودة إلى المراجعات 1997، تواجه الجماعة الإسلامية انقلابا داخيا في محافظات الصعيد وجاءت حملة الانقلاب داخل الجماعة بعد إعلان امرائها في محافظات الصعيد الشيخ البدرى مخلوف، مؤسس الجماعة في محافظات جنوب الصعيد قنا والأقصر وأسوان بقيادة جمال شمردل، مسئول الجماعة الإسلامية في بني سويف، وإبراهيم أبو رجلية مسئول الجماعة في شمال الصعيد.
وفجر الشيخ بدري مخلوف القيادي البارز في الجماعة الإسلامية، قنبلة بإعلان انسحابه من الجماعة الإسلامية وإعلان حملة التمرد على مجلس شورى الجماعة الإسلامية الحالي بسبب ارتباطه بجماعة الإخوان وعدم إعلان انسحابه من تحالف دعم المعزول، وأكد مخلوف في بيان استقالته:" أنه بعد قراءة جيدة للمشهد السياسي ومع استمرار كثير من الأضرار ومزيد من دماء المصريين، ومشاهدة الانقسام الحاد بين طوائف الشعب المصري أتقدم لإخواني من الجماعة الإسلامية قادة وأفرادا بروح يملأها الحب والنصيحة بنتيجة قناعتي بضرورة الانسحاب من التحالف. وأضاف، أن تحالف دعم الشرعية الإرهابي تحالف غير حقيقي وضعيف واشتد ضعفه بعد خروج قيادات أطرافه إلى الخارج، وأشار إلى أنه قرر الخروج من تحالف دعم الشرعية وتجميد نشاطه داخل الجماعة حتى إعلان الانسحاب داعيا إخوانه، وعلي رأسهم رئيس مجلس الشورى عصام دربالة بالانسحاب، مشيرا إلى أن الواقع يؤكد عدم مشاركة الجماعة الإسلامية في فعاليات التحالف.
وطالب مخلوف الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة بأن يتذكر أن الجماعة الإسلامية أمانة في عنقه ويوم القيامة سيسال عن وقف الدعوة وعن إخوة له مطاردون وعن دماء نزفت بسبب الاستمرار في هذا التحالف ونتيجة ثقتهم بالجماعة، وتابع أن التحالف الإخواني تحالف فاشل وضعيف وهش وغير حقيقي بل شكلي، لافتا إلى أن الانسحاب من التحالف يجعلهم لا يشاركون في الشبكة الخداعية للخارجين في فعالياته، مشيرا إلى أن الخروج ما هو إلا إعلان عن الحالة الحقيقية، حيث إن الجماعة الإسلامية في كل محافظات الصعيد لا تخرج في فعالياته.
وأكد أن الاضرار التي تتحقق من تواجد الجماعة في التحالف أكثر من مكاسبه ومفاسده أكثر من مصالحه، إضافة إلى أن الانسحاب من التحالف يتيح للجماعة الإسلامية طرح رؤية مستقبلية مستقلة للجماعة دعوية وتصالحية واجتماعية واقتصادية.
وقال إبراهيم أبو رجيلة، مسئول الجماعة الإسلامية في بني سويف، أن انسحاب الجماعة من التحالف الداعم للإخوان ليس خيانة لنصرة الحق ولكن حتى لايتحمل غيرهم اخطاءهم ولا تتحمل خطأ غيرها وتبقي الجماعة لها دور يميزها وفق قدراتها ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وأكد لـ"البوابة نيوز" أن حملة الانشقاقات تسربت إلى جميع مجالس شورى الجماعة في كل المحافظات ما عدا مجلس شورى الجماعة في المنيا لسيطرة عصام دربالة وأسامة حافظ وعدد من قيادات الجماعة المؤيدين للإخوان هناك.
وأكد جمال شمردل، مسئول الجماعة في بني سويف، أنه يرفض بقاء الجماعة شكلا ومضمونا داخل تحالف الإخوان، مؤكدا لـ"البوابة نيوز" أن تحالف الإخوان هو السبب فيما يحدث من انفجارات وإرهاب داخل البلاد، واننا نرفض الإرهاب والعمليات الإرهابية ضد الجنود والاقباط، مؤكدا أن بقاء الجماعة الإسلامية مع الإخوان من الإخطاء التي تعرضت لها الجماعة في كل محافظات الصعيد، مؤكدا أن هناك حملة انقلاب كبرى بسبب بقاء الجماعة داخل هذا الكيان وأكد شمردل انهم يدعمون نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي لأنه أصبح أمرا واقعا وعلى الجماعة الإسلامية أن ترضي به للحفاظ على الكيان وإعلان التبرؤ من جميع أعمال العنف، مشيرا إلى أن الإخوان لها أهداف تخريبية تريد تنفيذها على حساب الجماعة الإسلامية ونحن نرفض هذا تماما.
وأشار أنه سيتم عقد جمعية لأعضاء وقيادات الجماعة الإسلامية في كل المحافظات لإعلان رفضهم على البقاء في التحالف والاعتراف بالنظام الحالي وعودة الجماعة الإسلامية إلى الاندماج داخل الحياة.
وكشف مصدر داخل الجماعة الإسلامية – رفض نشر اسمه – عن وجود انقلاب كامل داخل الجماعة الإسلامية في الصعيد للإطاحة بمجلس الشخ عصام دربالة، مشددا على أن ملامح هذا الانقلاب بدأ في الظهور بإعلان الثنائي البارز بدري مخلوف أمير الجماعة الإسلامية بقنا وجمال شمردل أمير الجماعة الإسلامية بالفشن ببني سويف انسحابهم رسميا مما يعرف باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي.
وفجر المصدر في تصريحاته الخاصة لـ "البوابة" مفاجأة من العيار الثقيل؛ حيث أكد أن من يقود الانقلاب على مجلس شورى الجماعة الإسلامية بقيادة عصام دربالة هو واحد من أبرز قيادات المجلس ألا وهو الدكتور صفوت عبدالغني الذي يقضي عاما في السجن بسبب التواجد في منطقة عسكرية بدون أذن؛ وذلك رفضا منه للبقاء داخل تحالف دعم مرسي ومطالبته مرارا وتكرارا بضرورة الانسحاب من التحالف والعودة إلى حضن الدولة لضمان بقاء الجماعة الإسلامية في المشهد دون حظر أو حل أو ملاحقة لأبنائها أمنيا كما يحدث الآن بسبب دعمهم للإخوان ورئيسهم المعزول محمد مرسي.
من جانب آخر قاد سمير العركي القيادي بما يعرف باسم المجلس الثوري المؤيد لجماعة الإخوان الإرهابية حملة رفض واسعة في تركيا بين أبناء الجماعة الإسلامية الهاربين هناك لأي محاولة من مجلس شورى الجماعة للانسحاب.. مما يعرف باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية.
وحذر العركي قيادات الجماعة في رسائل وجهها لهم من الانصياع وراء رغبة إثنين من القيادات والانسحاب من تحالف دعم الإخوان حرصا على العلاقات التاريخية بين الجماعتين وتخوفا من طرد قيادات الجماعة من قطر وتركيا في حال حدوث أي صلح بين الجماعة الإسلامية والدولة.
