يفضل أبناء منطقة “,”الميناء“,” في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، التعريف عن مدينتهم باسم “,”مدينة الموج والأفق“,”، كونها تقع على شاطئ البحر وتضم مرفأ طرابلس وأكبر مرفأ لصيادي الأسماك في محافظة الشمال، فضلا عن وجود معامل لتصنيع المراكب وأعداد كبيرة من المطاعم والمحال المعدة لتقديم وجبات الأسماك الجاهزة على أنواعها .
هذه المدينة التي تحولت مهنة الصيد فيها إلى مصدر رزق لآلاف العائلات التي تعمل في الصيد أو بيع الأسماك في المطاعم أو في ورش تصنيع وصيانة المراكب، تعاني منذ سنوات من مشاكل عديدة بسبب تراجع العائد المالي للصيادين وعدم قدرتهم على منافسة البضائع المستوردة من الخارج والتي تباع بأسعار أقل من كلفتها في لبنان، ما دفع بالعشرات منهم الى التخلي عن هذه المهنة التي ورثوها عن آباءهم .
يقول الصياد خالد عرابي (45 عاما): “,”لم تعد هذه المهنة تعود بالنفع المالي الذي يكفي لكي نعيش بكرامتنا، فنحن منذ سنوات نواجه منافسة غير متكافئة للبضائع المستوردة من الخارج، والمستهلك بطبيعة الحال يبحث عن التوفير المالي، لأن الوضع الاقتصادي بشكل عام لسكان المدينة ومحيطها ليس جيدا “,”.
ويضيف: “,”سابقا كانت هذه المهنة في مدينتنا، تعتبر بمثابة وظيفة دائمة، ومن يعمل بها يشار اليه بأصابع اليد على أنه شخص ميسور الحال، أما اليوم فنحن لا نحسد على وضعنا “,”.
وتضم المدينة مرفأ للصيادين، وجرى في الآونة الأخيرة توسعته لحماية مراكب الصيادين في فصل الشتاء، كما تم افتتاح سوق صغيرة لبيع الأسماك، بالإضافة الى الأسواق التقليدية الموجودة فيها، ويمكن ملاحظة أهمية الصيد بالنسبة للسكان المحليين، من خلال مشاهدة مجسمات المراكب والشباك المنتشرة على طول الكورنيش البحري .
وتبذل جمعيات بيئية اهتماما لافتا للحفاظ على الثروة البحرية من خلال رعايتها الجزر البحرية القريبة من شاطىء المدينة، وتحويل إحداها الى محمية بهدف حماية الأسماك النادرة الموجودة فيها، حيث يتم تحذير الصيد في محيطها، خصوصا وأن بعض الصيادين يستخدمون أساليب قاتلة خلال اصطيادهم للأسماك، كما يقول رئيس جمعية رعاية البيئة في الميناء عامر حداد، والذي يرى أن “,”غياب الرقابة الكاملة“,” من قبل السلطات المعنية، ودخول بعض “,”الجشعين“,” على خط صيد الأسماك، يدفع بهؤلاء الى استخدام الديناميت او السم لاصطياد السمك، ما يؤدي الى موت الأسماك الصغيرة .
وتنتشر بمحاذاة الشاطىء بعض ورش صيانة المراكب، في وقت أغلقت فيه العديد من المعامل الصغيرة التي كانت تعمل على تصنيع هذه المراكب وبيعها، وذلك بسبب قلة الطلب عليها .
ووقع انفجاران ضخمان، بعد صلاة الجمعة الماضية، في محيط مسجدين بمنطقة سنية في طرابلس؛ الأول أثناء خروج المصلين أمام مسجد “,”التقوى“,” عند منطقة الدوار بالمدخل الجنوبي للمدينة، فيما وقع الثاني عند مدخل جامع “,”السلام“,” بالقرب من منزلي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والنائب سمير الجسر المحسوب على كتلة المستقبل .
وقالت وزارة الصحة إن عدد القتلى وصل إلى 45 شخصا وأكثر من 500 جريحا .
الأناضول
