نحن الآن في حضرة استاذ مهيب، فهم واجبه كمثقف ومفكر وأستاذ فأصبح مفكرا مجددا، شجاعا ومتحديا الجمود والخوف والرجعية. وفي ترتيب مثير للدهشة يبدأ بما أسماه "تمهيدا" وفيه يبدأ مباشرة "الجمهورية الفاضلة" هي الدولة المثالية التي يحلم كل إنسان أن يعيش منها، وأن ينتسب إليها، ويصبح أحد مواطنيها- أنها دولة تفعم بأعظم قدر من الديمقراطية ومن الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية ومن العدل المطلق والمساواة بين الرعية- وهي دولة يعم فيها الرخاء فيشمل جميع مواطنيها علي السواء وتيسر فيها كل الخدمات في الصحة والتعليم والإسكان والمواصلات- وهي دولة النهضة العلمية والصناعية والتطور العمراني والذوق الفني والاناقة في المظهر والملبس والحس المرهف في أسلوب التعامل والحياة، - أنها دولة الطمأنينة والسلام فلا سرقات ولا مخدرات ومسكرات ولا انحرافات ولا سجون ولا معتقلات- وهي أيضا دولة عزيزة الجانب قوية الشوكة، يهابها الاعداء، ويحتمي بها الاصدقاء، ويعتز بها الابناء" (ص5).
هذا هو الحلم الجميل الذي من أجله كتب الدكتور أحمد شوقي الفنجري كتابه الهادئ "العاصف" كيف نحكم بالإسلام في دولة عصرية".. ثم نأتي إلي الفصل الأول "لماذا الحكم بالإسلام" ونقرأ "لو أنك سألت أي إنسان مسلم في أنحاء العالم الإسلامي الفسيح عن رأيه في أحوال هذه الأمة ومستقبلها فليس بمستغرب أن نسمع قدرا لاحد له من السخط علي الحاضر، واليأس من المستقبل لو استمرت الأحوال علي ما هي عليه الآن، وعلي نفس الأسلوب الذي تسير عليه حياتنا" (ص11) ثم هو يطارد أوضاع بلاد المسلمين بانتقادات لاذعة "فرغم تعدد نظم الحكم وتنوعها من ملكيات وجمهوريات وحكم عسكري وحكم حزبي إلا أن النتيجة دائما واحدة وهي حكم ديكتاتوري تسود فيه النزعة الفردية ويسيطر عليه المفسدون والانتهازيون والمنحرفون علي مصالح الأمة- والاقتصاد في دول العالم الإسلامي يعاني من تدهور شديد ورغم الموارد الهائلة فإن المواطنين فيه يعيشون في فقر مدقع وديون مثقلة واستعمار اقتصادي- وعلميا فإن العالم الإسلامي بدولة جميعا يعتبر في مؤخرة شعوب العالم، ونحن نستورد كل شيء، ولا نستطيع استغلال خيرات بلادنا بالأساليب العلمية المتطورة، والدول الإسلامية هي الأقل أمنا واستقرار.." وبعد هذا الصورة المغرقة في التشاؤم التي وردت في كتاب طبعت طبعته الثانية في 1999.. فإننا نتأمل ما حولنا ونكتشف أن الأوضاع ازدادت سوءا. وهي تتدهور فكريا ويسودها تأسلم متوحش، وتموج بها القاعدة- وداعش – وبوكوحرام وأمثالها.. ولا يبقي أمامنا إلا أن نبدأ في مطالعة الكتاب بتأني لعلنا نجد الدواء والشفاء.
هذا هو الحلم الجميل الذي من أجله كتب الدكتور أحمد شوقي الفنجري كتابه الهادئ "العاصف" كيف نحكم بالإسلام في دولة عصرية".. ثم نأتي إلي الفصل الأول "لماذا الحكم بالإسلام" ونقرأ "لو أنك سألت أي إنسان مسلم في أنحاء العالم الإسلامي الفسيح عن رأيه في أحوال هذه الأمة ومستقبلها فليس بمستغرب أن نسمع قدرا لاحد له من السخط علي الحاضر، واليأس من المستقبل لو استمرت الأحوال علي ما هي عليه الآن، وعلي نفس الأسلوب الذي تسير عليه حياتنا" (ص11) ثم هو يطارد أوضاع بلاد المسلمين بانتقادات لاذعة "فرغم تعدد نظم الحكم وتنوعها من ملكيات وجمهوريات وحكم عسكري وحكم حزبي إلا أن النتيجة دائما واحدة وهي حكم ديكتاتوري تسود فيه النزعة الفردية ويسيطر عليه المفسدون والانتهازيون والمنحرفون علي مصالح الأمة- والاقتصاد في دول العالم الإسلامي يعاني من تدهور شديد ورغم الموارد الهائلة فإن المواطنين فيه يعيشون في فقر مدقع وديون مثقلة واستعمار اقتصادي- وعلميا فإن العالم الإسلامي بدولة جميعا يعتبر في مؤخرة شعوب العالم، ونحن نستورد كل شيء، ولا نستطيع استغلال خيرات بلادنا بالأساليب العلمية المتطورة، والدول الإسلامية هي الأقل أمنا واستقرار.." وبعد هذا الصورة المغرقة في التشاؤم التي وردت في كتاب طبعت طبعته الثانية في 1999.. فإننا نتأمل ما حولنا ونكتشف أن الأوضاع ازدادت سوءا. وهي تتدهور فكريا ويسودها تأسلم متوحش، وتموج بها القاعدة- وداعش – وبوكوحرام وأمثالها.. ولا يبقي أمامنا إلا أن نبدأ في مطالعة الكتاب بتأني لعلنا نجد الدواء والشفاء.