الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

وما حياتنا إلا سندريلا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تكن تعلم روهدوبس، تلك الخادمة المصرية من أصل يوناني، والتي تخلفت عن حفل أحمس الثاني بسبب قيامها بأعمال عن الخادمات الأخريات، أنها ستظل حتى عامنا الحالي مثالا حين نذكر الجمال والوفاء والمعاناة والصبر والذي كان نهايته الفوز بما لا يمكن أن يخطر على بال خادمة.

فكان القدر وحده أن جاءها نسر وسرق حذاءها ووضعه أمام الملك، فطلب الملك من جميع نساء رعيته تجربة الحذاء فكانت روهدوبس الوحيدة التي لاءمها الحذاء، فوقع الملك بغرامها فتزوجها.

وصارت هذه الفتاة تجوب في خاطر الكتاب والمؤلفين حتى يومنا من شرق البلاد إلى غربها، ومن شرقها إلى غربها، فمن وقت إلى آخر تظهر لنا "سندريلا جديدة" في قصص خيالية لا تبعد كثيرا عن الواقع.

وتعني كلمة سندريلا الشخص الذي يحقق نصرا وإنجازا بعد معاناة بصورة غير متوقعة، وتعني أيضا "فتاة الرماد"، وصفًا للرماد الذي كان عالقًا بثيابها الرثة أثناء عملها.

فهناك مسلسلات وأفلام وألعاب تحمل اسم سندريلا، إضافة إلى المسرحيات والتي آخرها العرض المسرحي الإنجليزي لسندريلا بمصر.


ولكن لماذا لم تختفِ السندريلا؟ ولماذا السندريلا الآن في السينمات العربية والأجنبية؟ فهل ما زلنا نبحث عن الجمال أم الانتصار أم الصدق؟ وما هي صفات السندريلا في عقولنا قبل عيوننا؟

منهم من اعتبرها خرافية فحياتنا الباحثة عن المعيشة ولقمة العيش والبحث عن المسكن والملبس لا يتسع الوقت لها لوجود سندريلا الآن، لكنه في المقابل هناك من اعتبرها قمة العدل الإلهي فهي تحمل أملا لمستقبل وهو أن النصر قادم بعد الظلم، وأن الصبر مفتاح الفرج وسندريلا واقع حقيقي وحياتنا كلها تتمثل في سندريلا.

فبعد سنوات عجاف من ظلم وسرقة وانعدام ضمير واستبداد حاكم قامت ثورات تنادي بالعدل والحق، وتحقق ذلك بالفعل، فانتصر العدل وانهزم الظلم وهو في قمة شوكته، وهذا تجسيد لسندريلا الحق والمساواة والعدالة الاجتماعية.

أما عن صفات السندريلا فهي البساطة والجمال وحسن الخلق والمعاملة، كما أنها لا تحمل كذبّا أو غرورّا، متسامحة لأبعد حد، كما أنها شخصية معطاءة تبعد عن الخمول أو الكسل، تعاني أشد الظلم والمعاناة، ولكنها لا تحقد على ما هم أعلى منها ولا تحسد أحدا، بل تتمنى السلام للجميع ولنفسها.


وكانت قصة سندريلا أو رودوبس "أي الحذاء الزجاجية الصغيرة" من أشهر القصص الخيالية التي نسجها الكتاب على غرار واقعة الخادمة، حيث كانت تعيش سندريلا مع والديها حتى توفيت أمها، بعدها عاشت مع والدها الذي كان يحبها كثيرًا وكان يتمنى تحقيق كل أمنياتها، وكان يعتقد أنه إذا كان لسندريلا أم ستكون بحالة أفضل فتزوج بامرأة كان لها ابنتان، في البداية كانت تعامل سندريلا بلطف ولكن بعد أن توفي الأب ظهرت زوجة الأب على حقيقتها القاسية، حيث بدأت تعاملها كأنها خادمة.

سندريلا المسكينة لم يتبقَ لها أحد إلا بعض العصافير والفئران الذين أصبحوا أصدقاءها فيساعدونها بأعمال البيت والتنظيف.

وفي يوم من الأيام أصدر الملك قرارًا يخول لكل فتاة من فتيات المدينة بأن تكون زوجة لابنه الأمير، وسيختار الأمير فتاة واحدة محظوظة خلال حفل راقص.



وطلبت سندريلا من زوجة أبيها الذهاب معها إلى الحفلة فتوافق الزوجة ولكن بشرط تنظيف البيت وإيجاد ثياب جميلة للحفلة فتقوم سندريلا بالتنظيف ويقوم أصدقاؤها الفئران والطيور بتجهيز فستان.

وعند انتهاء سندريلا من التنظيف كان الفستان جاهزًا وجميلًا فذهبت إلى زوجة أبيها للانطلاق إلى الحفلة ولكن بنات زوجة أبيها الحسودات مزقن فستانها وذهبن إلى الحفلة دون أخذ سندريلا.

وبعد ذهابهن ظهرت أمام سندريلا الساحرة الطيبة والتي أعطت سندريلا فستانا أنيقا جديدا وعربة جميلة ولكنها حذرت سندريلا بأن السحر سيزول في منتصف الليل، فشكرت سندريلا الساحرة وانصرفت إلى الحفلة.

دهش الأمير من جمالها وطلب منها الرقص فنسيت سندريلا كل حياتها التعيسة ونسيت تحذير الساحرة عند منتصف الليل، تذكرت سندريلا التحذير، فخرجت مسرعة بدون توديع الأمير، ولم تقل له اسمها ولم يبق للأمير سوى الحذاء.

في الصباح الباكر استدعى نائبه وسائقه ليبحثوا عن صاحبة الحذاء بين فتيات المدينة، وعندما وصلوا إلى بيت سندريلا حاولت زوجة الأب ألا يرى الأمير سندريلا لكن بفضل أصدقاء سندريلا الأوفياء تم لقاؤه بها وعاشت سندريلا والأمير حياة سعيد.

حياة سندريلا لا تقف هنا، فهي استكمال لانتصار وثبات على النصر ونصرة مظلوم وقضاء على الظلم بالعقل والصبر والحكمة.. سندريلا لن تموت.