الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. كارثة إنسانية.. الإهمال الطبي يتسبب في موت مواطن إكلينيكيّا.. بلاغ من أم وبناتها الـ6 للرئيس والنائب العام.. والصحة تشكل لجنتين لفحص الحالة.. وأهالي الضحية: الوزارة تتجاهل المأساة

 كارثه إنسانية..
كارثه إنسانية.. الإهمال الطبي يتسبب في مواطن إكلينيكيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عز الدين السعيد عقل، عامل لحام بشركة "أكرو مصر" أب لـ6 بنات عمره 51 عامّا، تسبب الإهمال الطبي في إصابته بعجز كلي في جميع أجزاء ووظائف الجسم وهو ما يسمى طبيّا "ميت إكلينيكيا".. "البوابة نيوز" انتقلت إلى منزل أسرته بحلوان لمعرفة كواليس وأحداث المرض خاصة أنهم يتهمون الفريق الطبي المعالج ومدير المكتب الطبي لمستشفى المقاولون العرب التي ذهب إليها بالإهمال.

في البداية، أكدت تحية عقل عبدالله، زوجة الضحية، أن ما حدث لزوجها مفاجأة أذهلت جميع أفراد العائلة، موضحة أن البداية تعود إلى أن زوجها ذهب للمستشفى يوم الثلاثاء الموافق 2 ديسمبر العام الماضي، لشعوره بانتفاخ وألم في البطن، وتم حجزه داخل المستشفى بنفس اليوم الذي دخل به لإجراء الفحوص اللازمة من آشعة بالبطن وتحاليل، مشيرة إلى إنه كان يتحرك على قدميه ولا يبدو عليه أي شيء ينذر بأنه ستقع له مصيبة تحرمه حقه في الحياة ويموت إكلينيكيا.

وتابعت: كان آخر يوم تحدث إليهم به أثناء زيارتهم له بتاريخ 3- 12- 2014، وكان سليمّا، حيث إنهم ودعوه في تمام الساعة التاسعة مساء حينما انتهي وقت زيارتهم له داخل المستشفى ولكنه عقب ذلك وصباح يوم 4 -12 دخلت ابنته الغرفة لم تجده وعندما سألت عنه، أكد لها أحد المرضى الموجودين بالغرفة أن والدها أغمي عليه لمدة أكثر من 45 دقيقة دون أن يجد أحدا من الفريق الطبي، وعلى الفور تم تحويله لغرفة العناية المركزة ليجدوا أن الأطباء أكدوا لهم أنه في غيبوبة بالعناية المركزة بعد تفاقم حالته وتوقف عضلة قلبه ومنذ ذلك الوقت وهو لا يشعر بهم ولا يتكلم ولا يتحرك، لافتة إلى أن المستشفى أكد لهم أنه توفي إكلينيكيّا وأكد المستشفى في تقريره أن تدهور حالته يعود لتوقف مفاجئ لعضلة القلب وتمت محاولة إسعافه لمدة 20 دقيقة الأمر الذي نتج عنه حرق خلايا المخ وأنه أصبح ميتا إكلينيكيا وحتى الآن يرقد بالعناية المركزة داخل المركز الطبي للمقاولون العرب واستمرار غيبوبته وفقدان الوعي.

وتابعت، "أنه منذ ذلك الوقت ولا توجد أية دلائل تؤكد توقيت استعادته لوعيه، فقد مضى حتى الآن ما يزيد على 100 يوم وأغلب الأطباء يؤكدون استقرار حالته رغم أنه حاليّا داخل المستشفى".

وتابعت نجلاء عز الدين السعيد عقل، إحدى بنات الضحية قائلةً: توجهنا بشكوى لوزارة الصحة التي كلفت الدكتورة عالية عبدالفتاح، أستاذ ورئيس قسم طب الحالات الحرجة بالقصر العينى لدراسة الحالة وقدمت بدورها تقريرا طبيا لوزارة الصحة يؤكد أن الحالة تدهورت إلى ذلك الحد بسبب التأخر في التعامل مع القلب وإسعافه.


ووصفت ما حدث لوالدها بأنه إهمال جسيم من مستشفى "المقاولون العرب"، حيث إنه كان سليمّا ومعافى تمامّا ولم يكن هناك ثمة مشاكل، مضيفة أنه كان يجب ألا يتأخر الفريق الطبي المعالج كل ذلك الوقت وكان ينبغي سرعة نقله من الغرفة التي تم حجزه بها داخل المستشفى لغرفة الإنعاش أو العناية المركزة، متابعة أنها تقدمت ببلاغ بقسم ثاني مدينة نصر وتم تحرير محضر برقم 534 إدارى قسم ثانى مدينة نصر بتاريخ 17 -2 وتم أخذ أقوالها بنيابة ثانى مدينة نصر بتاريخ 19 -2 باسم والدتها تحية عقل عبدالله عقل، تم تحويل المحضر للنيابة العامة ولم يحدث شيئّا إلى الآن رغم مرور شهر.

مناشدة النائب العام وكذلك رئيس نيابة ثاني مدينة نصر التحقيق في المحضر ومحاسبة من تسبب في موت أبيها إكلينيكيّا.

وناشدت وزير الصحة بالتزام الحياد وعدم مجاملة وزارة الصحة للمستشفى على حساب والدها الذي أصبح في حكم الأموات بسبب الإهمال الطبي من جانب المستشفى كما ناشدت النائب العام ورئيس نيابة ثاني مدينة نصر بالتحقيق في المحضر الذي حررته والدتها.

وطالبت نجلاء النيابة بإرسال صورة رسمية من تقرير الدكتورة عالية عبدالفتاح أستاذ ورئيس قسم طب الحالات الحرجة بالقصر العينى وقدمت تقريرها لوزارة الصحة والتقرير مقيد بالإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص مقيد برقم 675 بتاريخ 16 / 2 / 2015.

والدكتور ساهر هاشم رئيس قسم الأعصاب بكلية طب القصر العينى ومستشار وزير الصحة وقدم تقريره لوزارة الصحة والتقرير المقيد بالإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص برقم 676 بتاريخ 16 / 2 / 2015 علماّ بأن الاثنين تم تكلفيهما من وزارة الصحة لدراسة الحالة وتقديم تقرير حولها وبالفعل قدموا تقاريرهم لوزارة الصحة إلا إنه لم يعمل بها.

وناشدت النائب العام بسرعة التحفظ على ملف المريض داخل المستشفى حتى لا يتم التلاعب به، كما ناشدته أيضا بتكليف لجنة طبية من الطب الشرعي للانتقال لوالدها بغرفة العناية المركزة بالمركز الطبي للمقاولون العرب لفحصه وتحديد نسبة العجز لديه وأسبابها ومحدثها، مستنكرة مرور شهر كامل على تاريخ تحرير المحضر دون الحصول على إجابة لمعرفة ما حدث لوالدها والمتسبب فيه

وتابعت أن والدها ترك فراغا كبيرا في حياتها وحياة عائلته، حيث إنهم يزورونه يوميّا بالمستشفى ولا يعلمون مدى سوء حالته فيجدونه لا يفعل شيء سوى فتح عينيه ووجود أعراض سخونية وتشنجات، مشيرة إلى أن الأطباء أكدوا أن فتح عينيه عبارة عن حركة لا إرادية منه.


من جانبها قالت نورا عز الدين عقل، إصغر بناته الـ6: إنها حينما كانت تزوره بالمستشفى وتدخل عليه بالعناية المركزة لا يشعر بها على الإطلاق، مطالبة وزارة الصحة بالاهتمام بقضية والدها من أجل شفاؤه على وجه السرعة من خلال إرسال فريق طبي لمتابعة حالته.

من جانبه أكد الدكتور صابر غنيم، وكيل وزارة الصحة، أن تقارير المركز الطبي للمقاولون العرب والعناية المركزة لم تؤكد وجود أية خطأ أو إهمال بالنسبة لحالة المريض لا سيما أن لديه تاريخ مرضي قديم إلا أن الدكتورة عالية عبدالفتاح أستاذ ورئيس قسم طب الحالات الحرجة بالقصر العينى، أكدت في تقرير رسمى بناء على تكليف من وزارة الصحة المقيد بالإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص برقم 675 بتاريخ 16 / 2 / 2015 تأثر المريض بدخوله العناية المركزة.

وأشارت إلى أن وزير الصحة الدكتور عادل عدوي أمر بتشكيل لجنة أخرى لفحص الحالة والكشف عنها وخاصة أنها ما زالت داخل العناية المركزة، ومن المقرر أن يتم إصدار بيان إعلامي بخصوص الحالة لتحديد والوقوف على الأسباب التي أدت لوقوع الإصابة والوصول لتلك الحالة.

وأشار الوزير إلى وجود اهتمام بالحالة، حيث من المقرر أن يتم إصدار بيان إعلامي فور انتهاء اللجنة من عملها ببخصوصها خلال الفترة المقبلة عقب انتهاء اللجنة من عملها، مؤكدّا على اهتمامه بمعرفة وقت إنهاء اللجنة عملها وإصدار تقريرها بخصوص الحالة إلا أن ذلك لم يحدد بعد.

وفيما يتعلق بأسباب تشكيل لجنة أخرى لفحص الحالة على الرغم من تشكيل لجنة الدكتورة عالية عبدالفتاح وإصدارها التقرير الخاص بها، قال وكيل وزارة الصحة: "معالي الوزير شاف كده"، مؤكدّا أنه لا علاقة له بالأمر فالقرار جاء من الوزير.


الرد عليه من عائلة الضحية:

وردا على تصريحات وكيل وزارة الصحة استنكر وائل عقل، ابن شقيق الضحية، حديث وكيل الوزارة قائلا: إن وزارة الصحة استلمت في تقرير الدكتورة عالية عبدالفتاح أستاذ ورئيس قسم طب الحالات الحرجة بالقصر العينى المقيد بالإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص مقيد برقم 675 بتاريخ 16 / 2 / 2015 بأن التأخر في إسعاف القلب هو سبب ما حدث وهو ما ورد أيضا في تقرير الدكتور ساهر هاشم رئيس قسم الأعصاب بكلية طب القصر العينى ومستشار وزير الصحة المقيد برقم 676 بتاريخ 16 / 2 / 2015.

وأكد عقل أن التقريرين استهجنا حجز المريض في غرفة عادية وعدم وجود أي تقييم للقلب وكذلك عدم ذكر سبب توقف عضلة القلب وعدم إثبات من قام بعملية الإنعاش للمريض، هل هو الطبيب الاستشاري أم فريق التمريض أم الطبيب المناوب أو سبب تدهور حالة المريض.

وقال: "حق عمى مش هسيبه ولو لزم الأمر مخاطبة رئيس الجمهورية"، متابعّا: "عمى قبل دخوله المستشفى كان بيروح شغله ويمارس عمله وسبب دخوله المستشفى هو انتفاخ وألم في البطن وهذا ثابت في تقرير المستشفى وبعد دخوله بـ 48 ساعة كان بياكل وبيشرب وبيتحرك وبيمشي وبيتكلم وكان طبيعيًا دلوقتى ويستمر وجوده الآن 95 يوما وهو في العناية المركزة فاقدا للوعى وفى غيبوبة تامة وعاجز عجزًا كليًا في جميع أجزاء ووظائف الجسم عاجز حتى عن الكلام والتواصل."

وأضاف قائلا: "إحنا مش بنرمى بلانا على حد ولا هنسكت على ظلم أو مجاملة وتصريحات وكيل وزارة الصحة الدكتور صابر غنيم للإعلام والصحافة بخصوص عمى ودفاعة عن المستشفى غير مبرر وغير مفهوم لأنه يفهم من تلك التصريحات إلا أن وزارة الصحة تحاول مجاملة المستشفى ومساعدتهم على تدارك أخطائهم ومنحهم المذيد من الوقت لطمس معالم جريمة إهمالهم.

وأضاف "الأولى به أن يقول لنا لماذا تم تجاهل تقارير رسمية صادرة من أطباء مختصين هو مين؟ ولماذا لم يتم تحويل التقارير للنيابة العامة للتحقيق؟"، وتابع "أنه كان الأولى به أن يقول لنا متى تنهى لجنته الجديدة من تقريرها؟ ولماذا تم تشكيلها من الأساس وتم تجاهل تقرير اللجنة السابقة؟"

وأكد "أنه واضح جدّا توجه الوزارة لإهدار حق مواطن تم تدمير حياته وأسرته بسبب إهمال وتقصير طبى جسيم نتج عنه عجز كامل للمريض في جميع أجزاء ووظائف الجسم فالرئيس أكد أنه لا أحد فوق القانون قائلا "حق عمى هناخده بالقانون من أي حد مهما كانت صفته أو منصبه".