كان يمكن للإمارات العربية المتحدة أن تبتعد عن "المشهد المعقد" في مصر ابان حكم الجماعة الإرهابية، حينما راهن البعض في واشنطن والدوحة وأنقرة على بقاء الجماعة في الحكم لسنوات طويلة، غامرت أسرة "آل نهيان" بعلاقتها مع "دولة الإخوان"؛ لأن "مصر الشعب" كانت ترفض هذا النظام "الفاشى"، وكان خيارهم الانحياز لموقف الشعب فالبقاء للشعوب والأنظمة إلى زوال.
إذا أردت أن تعرف من هم أصدقاء مصر الحقيقيين، فانظر إلى من تعاديهم الجماعة الإرهابية، حينها ستدرك أن الإمارات تأتي في المقدمة.
هل نحدد أكثر؟
لقد كان لسمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، الدور الأكبر في دعم مصر قبل "30 يونيو" وبعدها، اختار وأعلن موقفه منذ البداية فكان "العدو الأول" لـ"الإخوان" ومن يواليهم من التنظيمات المتطرفة في المنطقة العربية كلها.
افتتح "بن زايد" المواجهة مع الجماعة الإرهابية وكان أحد أهم معاول هدم مشروعها في المنطقة والعالم، بل وقف في خط المواجهة الأمامى مغامرًا بحياته، مدفوعًا في ذلك بإدراكه لـ"حقيقة أهدافهم"، ومخططاتهم، ودولتهم المزعومة.
لعب الرجل دورًا كبيرًا في كشف "ألاعيب الإخوان" وسعيهم إلى تقسيم المنطقة العربية، لم يتأخر لحظة في الدفاع عن أمته العربية ضد "الهجمة التترية الإخوانية"، وحمل وحده عبء المواجهة في ظروف صعبة كان الإخوان فيها يتحكمون في أكبر دولة عربية وهي مصر.
ما الذي يدفع "محمد بن زايد" لأن يفعل ذلك؟
لم يفقد ولى عهد أبو ظبى إيمانه لحظة واحدة بأن مصر ستتخلص إن عاجلا أو آجلا من حكم "الإخوان"، ومن هنا رفض رفضًا باتًا التعاون معهم أو استقبال قادتهم في الإمارات، لم تفرش الإمارات "السجاد الأحمر" لـ"مرسي"، بتعبير الفريق ضاحى خلفان، قائد شرطة دبى السابق.
من بين ما دار في الكواليس وقت حكم "الإخوان"، أن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، ذهب إلى الإمارات من أجل فتح ما اعتبرته الجماعة "صفحة جديدة"، وقتها رفض "الشيخ محمد بن زايد" استقباله، وظل "خيرت" ثلاثة ايام في الفندق من دون لقاء أي مسئول، ثم عاد إلى القاهرة بـ"خفى حنين".
وقتها بدأت الجماعة إستراتيجية جديدة تقوم على اختراق الإمارات بـ"عناصر نائمة"، غير أن يقظة الجهاز الأمنى وقفت للمخطط بالمرصاد، فألقى القبض على أكبر مجموعة منهم، وقدموا إلى المحاكمة في عز سطوة الجماعة، بل رفضت الإمارات كل "توسلات مرسي" بالإفراج عنهم، بل رفضت استقبال مكالماته.
أضف إلى ذلك، أن عصام الحداد، مساعد مرسي للشئون الخارجية، حينما ذهب إلى الإمارات يرجو لقاء أي من المتهمين في "خلية الإخوان"، رفضت السطات طلبه، وقيل له: "لدينا قضاء مستقل".
الآن يستكمل محمد بن زايد ما بدأه، وهذه المرة بالمشاركة في "مؤتمر الحلم" بشرم الشيخ، إذ وصل اليوم، إلى القاهرة، على رأس وفد رفيع المستوى، ليبعث برسالة طمأنة للعالم أن مصر آمنة وان اقتصادها سينهض سريعًا.
لن تنسى مصر ولا شعبها هذه المواقف المشرفة في اوقات صعبة لصاحب المواقف الصعبة سمو الشيخ محمد بن زايد، اهلا بك وسهلا في بلدك الثاني وشكرًا لكل شعب الإمارات.