الجمعة 18 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

قائد الجيش اللبناني: حققنا إنجازا كبيرا في العملية العسكرية ضد المسلحين

قائد الجيش اللبناني
قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أن الجيش اللبناني حقق إنجازًا نوعيًّا كبيرًا، أمس، في العملية العسكرية التي جرت ضد المسلحين فى جرود رأس بعلبك بشمال شرق البلاد (الجرود هي المناطق الجبلية الجرداء النائية التابعة للبلدات).
ووجه قائد الجيش اللبناني تحية لكل العسكريين اللبنانيين المنتشرين على طول الحدود، وخصَّ بالذكر الوحدات العسكرية التي حققت إنجازًا نوعيًّا كبيرًا، أمس، في جرود رأس بعلبك.
وقال قهوجي، في تصريح لصحيفة "السفير" اللبنانية، إن الجيش اللبناني هو جيش الشرف والتضحية والفداء، وهذه العملية (في جرود رأس بعلبك) تشكل إنجازًا جديدًا يضاف إلى سجل العسكريين ، "فقد أثبت جيشنا أنه قادر على تحقيق انتصارات وخوض معارك قلما تمكنت أقوى جيوش العالم من القيام بها، وها هو، بالمتوفر له من سلاح وبلحمه الحي، يخوض أشرس معركة ضد الإرهاب".
وشدَّد قهوجي على تأهب الجيش في مواجهة الاحتمالات كافة، وقال "لن نترك الإرهاب التكفيري يهزمنا، ومعركتنا مفتوحة معه، ولبنان لن يسقط ما دام الجيش يتقدم بخطى واثقة ويقف بحزم للدفاع عنها ويقدم التضحيات تلو التضحيات".
وأضاف أن لبنان "يواجه الإرهاب والتكفير، والجيش هو الضامن لاستقرار البلد ورد الخطر عنه، وكما سبق وقلت لكل الناس إن لبنان لن يكون بيئة للإرهاب، والجيش لن يبقى الجيش الرادع فقط، بل السيف القاطع".
وقالت مصادر عسكرية لـ "السفير" إن قائد الجيش اللبناني أدار منذ الساعات الأولى من فجر أمس عملية عسكرية محترفة وبالغة الدقة، في جرود رأس بعلبك تمكن خلالها الفوج الرابع في الجيش من احتلال تَلَّتَي صدر الجرش وحرف الجرش شمال شرق التلة الحمراء، وذلك بعد أن مهد له سلاح المدفعية والطيران المروحي بدك مواقع المجموعات الإرهابية، وتمكن الجيش من احتلال التلتَين في وقت قياسي، متقدمًا عن مواقعه ما يزيد على 500 متر في عمق الجرود.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش استخدم قوة نارية هائلة باغتت الإرهابيين الذين فروا أمام الوحدات العسكرية في اتجاه الجرود السورية، مخلفين وراءهم العديد من الإصابات وكمية كبيرة من العتاد والأسلحة والمتفجرات والعبوات والأحزمة الناسفة (تبين أن إحدى التلتَين كانت مفخخة بالمتفجرات بكاملها).
وعملت الوحدات العسكرية بعد السيطرة على تلتَي صدر الجرش وحرف الجرش في جرود رأس بعلبك على تثبيت تمركزها فيهما بالتزامن مع استهداف تحصينات المجموعات الإرهابية ونقاط تجمعها وطرق تحركاتها بالمدفعية والصواريخ، ما أدى إلى تحقيق إصابات أكيدة في صفوفها بين قتيل وجريح.
وأكدت المصادر على الأهمية الإستراتيجية للتلتَين نظرا لأنها توفر حماية لمواقع الجيش الخلفية، لا سيما تلك التي كانت عرضة في الأيام الأخيرة لمحاولات تسلل من قبل تلك المجموعات، وكذلك السيطرة النارية المباشرة على مواقع المجموعات الإرهابية وخطوط إمدادها ما بين الجردَين الأوسط والأعلى، الأمر الذي يحد من حرية حركتها ويجعل المبادرة بيد الجيش اللبناني.
كما أن السيطرة على التلتين تعد خطوة أساسية على طريق ربط الجرد المنخفض من السلسلة الشرقية وهو يمتد من جرد عرسال بعد حاجز وادي حميد، حيث يتمركز الجيش اللبناني في نقطة كبيرة ومحصنة، في اتجاه جرد الفاكهة ورأس بعلبك والقاع.
وقالت المصادر إن سيطرة الجيش اللبناني على مايعرف بـ "الجرد الواطي" أو "البرية" (بتعبير أهل المنطقة) تسهل وصول أهالي عرسال إلى جزء كبير من مصالحهم ومزارعهم القريبة من جهة، وتبعد شبح تسلل المسلحين نحو قرى السهل من جهة ثانية، وتحصن مواقع الجيش اللبنانية الذي يصبح مسيطرًا بالنار على جزء كبير من منطقة "سهل الوسعة" في جرد عرسال، وهي التي تفصل ما بين الجردَين الأوسط والعالي.
وأشارت المصادر إلى أن ثمة رسالة إلى الداخل اللبناني مفادها أن الجيش يملك الإرادة الصلبة لقتال المجموعات الإرهابية والانتصار عليها، ما يقتضي الالتفاف أكثر من أي وقت مضى حول المؤسسة العسكرية من كل فئات الشعب اللبناني.
كما اعتبرت المصادر أن ثمة رسالة إلى الخارج للإفراج عن السلاح الموعود به الجيش اللبناني، "فهو أثبت أنه يملك الإرادة القتالية والعزم، ولكن من المهم أن يتوفر له السلاح النوعي الذي يمكنه من خوض هذه الحرب والانتصار فيها، ولو توفر له هذا السلاح لكان قادرًا على القيام بعمليات نوعية أكبر من شأنها أن تقلب الواقع القائم في الجرود رأسًا على عقب" على حد تعبير مصادر عسكرية.
وأوضحت الصحيفة أن العملية العسكرية تزامنت مع استنفار شامل للجيش في كل نقاط تمركزه في المنطقة خصوصًا أنه تم رصد تحركات مريبة في محيط عرسال (مخيمات النازحين السوريين).
وقالت مصادر أمنية في المنطقة لـ "السفير" إن الحياة كانت شبه طبيعية في المنطقة كلها ولم تتأثر حركة المدارس والطرق والمتاجر، كما أن مركز الأمن العام المستحدَث في بلدة عرسال شهد إقبالًا كثيفًا للنازحين السوريين الذين يريدون جعل إقامتهم على الأراضي اللبنانية قانونية، ومعظمهم جاءوا من المخيمات الواقعة في جرد عرسال (بعد وادي حميد)، ولم يتمكن المركز من استيعاب أكثر من 400 حالة تمت تسوية أوضاعها، وهذا المسار سيستمر وصولًا إلى إقفال ملف النزوح غير الشرعي في كل هذه المنطقة، وهو الأمر الذي يتيح لمن حصلوا على إقامات التنقل بحرية على الأراضي اللبنانية.
يُذكَر أن إحصاءات الأمن العام ووزارة الداخلية اللبنانية تفيد بوجود نحو سبعين ألف نازح في منطقة عرسال وجرودها.