الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

السلطان الحائر"سليمان شاه".. طاردته لعنة "المغول" في الماضي و"داعش" حاليًا.. تركيا تسرق رفاته ودمشق تعترض وطهران تحذر.. والعملية تفضح علاقة أنقرة بالإرهابيين في سوريا

الجيش التركي
الجيش التركي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سرق الجيش التركي، بالتعاون مع تنظيم "داعش" الإرهابي، رفات السلطان العثماني "سليمان شاه بن قتلمش"، جد مؤسس الدولة العثمانية، السلطان عثمان الأول بن أرطغل، الذي هرب من المغول، وغرق في نهر الفرات، هو وبعض وزرائه عام 1231 م، بالقرب من قلعة جعبر السورية، وتم بناء قبر له في هذا المكان.
وبعد دخول السلطان سليم الأول سوريا، بعد انتصاره على المماليك، في معركة "مرج دابق"، عام 1518م، بنى السلطان سليم قبر لائق بجده العثماني، وأصبح مزارًا ورمزًا تاريخًيا يقصده الأتراك، واهتم به السلطان عبد الحميد الثاني، وكان يرفع فوقه العلم التركي، وإن كانت الأراضي التي يقع عليها هي أراض سورية.
ويوجد  قبر "سليمان شاه"، بمنطقة مرج دابق والتي لها أبعاد مقدسة في فكر "الدواعش"، حيث يعتقدون أن المعركة الفاصلة بين المسلمين والصليبيين، ستكون في هذه المنطقة.
وحمى "داعش"، الذي يعتبر مثل هذه المزارات "كفر وأوثان"، المزار التركي، وهو ما يعتبره مراقبون مؤشرًا على قوة العلاقة بين "داعش"، ونظام الإخوان في تركيا.
ودمر "داعش"، ونهب وخرب ضريح الصحابي "عمار بن ياسر" في منبج وتكية الراوي التي كانت منذ تأسيسها عام 1886 مركزًا للعلم والعبادة، وكنيسة شهداء الأرمن في دير الزور التي تضم رفات العشرات من ضحايا الأرمن الذين قضوا على أيدي انكشاريي السلطنة العثمانية.
وبقي "داعش" طيلة الأشهر الماضية، حارسًا أمينًا على ضريح سليمان شاه، وهو ما يؤكد أن الحديث عن عملية عسكرية نوعية، قامت بها تركيا في سوريا، مجرد "كلام فارغ"، فمن غير المعقول أن تتوغل تركيا في سوريا، فالقبر يبعد عن الحدود التركية نحو 35 كلم، وتلك المساحة تقع كاملة تحت سيطرة تنظيم "داعش".
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها نقل رفات السلطان سليمان شاه، فقد تم نقل رفاته في عام 1973، بعد أن كادت مياه نهر الفرات أن تغرقه مرة أخرى، وذلك بعد مفاوضات تركية سورية، أسفرت عن نقله من مكانه إلى مكان آخر قريب في مدينة حلب، لكن بعيدًا عن مياه نهر الفرات.
وتعتبر حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ما قام به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خرقًا واضحًا للقانون الدولي، يدخل في سياق العدوان من قبل تركيا على الأراضي السورية، لكن أردوغان تهرب من هذا الاتهام بأنه قد قام بإبلاغ القنصلية السورية في اسطنبول، وأطلعها على عزمه نقل رفات مؤسس سلطنته إلى مكان آخر.
وبدأت عملية نقل "ضريح سليمان شاه" في التاسعة من مساء أمس (بتوقيت تركيا)، واستغرقت حولي 8 ساعات.
ووصف داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي، العملية بأنها "ناجحة للغاية"، مضيفًا: "لم نتخل عن أي حق من حقوقنا المعترف بها في القانون الدولي".
وأضاف رئيس الحكومة التركية، في مؤتمر صحفي، صباح اليوم الأحد، أنه لم يتخلل عملية نقل ضريح "سليمان شاه" أي موقف يستدعي تدخل القوات الجوية التركية.
من جانبها اعتبرت الخارجية السورية، في بيان لها اليوم، العملية التركية عدوان سافر على أراضيها، وقال البيان: "تركيا لم تكتف بتقديم كل أشكال الدعم لأدواتها من عصابات "داعش" و"النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة بل قامت فجر اليوم بعدوان سافر على الأراضي السورية".
واعتبرت إيران العمل التركي غير مبرر، ويزيد من القلاقل داخل منطقة الشرق الأوسط، حيث قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، إنه ليس هناك أي مبرر لعملية عسكرية في تركيا داخل الأراضي السورية.
وأضاف في تصريح صحفي لوكالة "فارس" الإيرانية، أن العمل العسكري من بلد مجاور على التراب السوري ليس له أي تبرير في أي حال من الأحوال، معتبرّا أنه سوف يزيد من تعقيد الوضع وانعدام الأمن في المنطقة.