ما زلنا مع شهادات الغربيين والشرقيين في حق نبينا الأمين –صلى الله عليه وسلم- فمن ذلك ما قاله جان ميكائيليس : "لم يكن محمدٌ نبي العرب المشعوذَ ولا الساحر، كما اتَّهمه السفهاء في عهده، وإنما كان رجلاً ذا حنكة وإدارة، وبطولة وقيادة، وأخلاق وعقيدة؛ فلقد دعا لدينه بكلِّ صفات الكمال، وأتى للعرب بما رفع فيه شأنَهم، ولم نعرفْ عن دينه إلا ما يتلاءم مع العصور مهما تطوَّرت، ومَن يتَّهم محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ودينه بخلاف هذا؛ فإنه ضالٌّ عن الطريقة المثلى، وحريٌّ بكلِّ الشعوب أن تأخذ بتعاليمه".
وما قاله باول شمتز: "وقف محمد -صلى الله عليه وسلم- في حجَّة الوداع، وقرَّر حق الإنسان في الحياة، والتدين، والحرية، والثراء، والحلال، والمساواة، وحرمة الدم والعِرْض، والكرامة".
وما قاله دي تريسي فردرمك: "إننا لو أنصفنا الإسلام لاتَّبعنا ما عنده من تعاليم وأحكام؛ لأن الكثير منها ليس في غيرِه، وقد زاده محمد -صلى الله عليه وسلم- نموًّا وعظمة بحسن عنايته وعظيم إرادته، ويظهر من محمد -صلى الله عليه وسلم- أن دعوته لهذا الدين لم تكنْ إلا عن سببٍ سماوي، إنا نقول هذا لو أنصفناه فيما دعا إليه ونادى به، وإن مَن اتَّهم محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالكذب فَلْيَتَّهِم نفسه بالوهن، والبلادة، وعدم الوقوف على ما صدع به من حقائق".
وما قاله يوليوس فلهوزن: "عنصر النظام الذي أدخله محمد -صلى الله عليه وسلم- وسط كل تلك الفوضى؛ كان على كل حال سببًا في توحيد للقوى والعناصر لم يكن معروفًا حتى ذلك الحين".. ويضيف: "وكان أول ما استولى على قلبه اليقين بالله القادر على كل شيء، واليقين بيوم الحساب، وكان ذلك اليقين من القوة بحيث فاض عنها، فلم يجد بدًّا من أن يرشد إخوانه إلى نور الهدى وإلى الصراط المستقيم؛ ليخرجهم من ظلمات الحيرة وينقذهم من متاهات الضلال".
وما قاله سانت هيلر: "كان محمد -صلى الله عليه وسلم- رئيسًا للدولة، وساهرًا على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يقترفون الجنايات حسب أحوال زمانه، وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبي بين ظهرانيها، فكان النبي داعيًا إلى ديانة الإله الواحد، وكان في دعوته هذه لطيفًا ورحيمًا حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلِّ الصفات التي تحملها النفس البشرية؛ وهما العدالة والرحمة".. ويضيف : "كان النبي الأخير بسيطًا خلوقًا، ومفكرًا عظيمًا، ذا آراء عالية، وإن أحاديثه القصيرة جميلة ذات معانٍ كبيرة؛ فهو إذًا مقدَّس كريم".
وما قاله واشنجتون إرفنج: "كان محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين وأعظم الرسل الذين بعثهم الله ليدعو الناس إلى عبادة الله".
ويقول: "كانتْ طباعُ الرسول هادئةً متلائمة.. كان وجهُه أبيضَ مشربًا بحُمْرة غير عادية بالنسبة لوجوه العرب، وكان يشعُّ نورُ النبوة من وجهه.. كانتْ جميع تصرفات الرسول تدلُّ على رحمة عظيمة، وكان سريع البديهة، قوي الذاكرة، واسع الأفق، عظيم الذكاء".. ويضيف : "كان حديثُه رصينًا مؤثرًا بليغًا، له نغمات موسيقية هادئة.. كان الرسول يأكل قليلاً، ويكثر من الصيام، زاهدًا لا يَمِيل إلى التَّرَف، بل يَمِيل إلى البساطة في ملابسه، مع الاحتفاظ بجمال المظهر".
ويستطرد : "كانتْ تصرفات الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أعقاب (فتح مكة) تدلُّ على أنه نبي مرسل، لا على أنه قائد مظفَّر؛ فقد أبدى رحمةً وشفقةً على مواطنِيه برغم أنه أصبح في مركز قويٍّ، ولكنه توَّج نجاحَه وانتصارَه بالرحمة والعفو".
إلى أن يقول: "برغم انتصارات الرسول -صلى الله عليه وسلم- العسكرية لم تُثِرْ هذه الانتصارات كبرياءه أو غروره؛ فقد كان يحاربُ من أجل الإسلام، لا من أجل مصلحة شخصية، وحتى في أوج مجدِه حافظ الرسول -صلى الله عليه وسلم- على بساطته وتواضعه، فكان يكره إذا دخل حجرةً على جماعة أن يقوموا له، أو يبالغوا في الترحيب به، وإن كان قد هدف إلى تكوين دولة عظيمة، فإنها كانتْ دولة الإسلام، وقد حكم فيها بالعدل، ولم يفكِّر أن يجعل الحكم فيها وراثيًّا لأسرته".
ويقول ستانلي لين بول : "كان محمد -صلى الله عليه وسلم- رءوفًا شفيقًا؛ يعود المريض، ويزور الفقير، ويُجِيب دعواتِ العبيد الأرقاء، وقد كان يُصلِح ثيابَه بيدِه؛ فهو إذًا -لا شكَّ- نَبِي مقدَّس، نشأ يتيمًا مُعْوِزًا، حتى صار فاتحًا عظيمًا".
ويقول جون أروكس : "لَم نعلم أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- تَسَرْبَلَ بأيَّ رذيلة مدة حياته؛ لذلك نراه عظيمًا".
و....
في الأُسْبُوعِ المقبل.. للحديثِ بقية.. إنْ شاءَ ربُّ البرية .