السبت 29 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

هربت من جحيم زوجة الأب إلى "جهنم الزوج القواد"

أراد المتاجرة بها فطلبت الطلاق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عزة: أقيم دعوى نفقة لإلزام طليقي بالإنفاق على ابنه بعد التنازل عن حقوقي.
بخبرة صائد محترف، وانتهازية نصاب عبقري، نسج القواد شباكه حول الفتاة العشرينية، مستغلًا ظروفها الصعبة، ورغبتها في الهروب من جحيم زوجة الأب، بعد رحيل الأم وهى في سن المراهقة.
خدعها بمعسول الكلام، أوهمها بأنه سيقف إلى جوارها حتى تستكمل تعليمها، صور لها الدنيا كقصيدة شعر، ولما اكتشفت حقيقته المدنسة بعد أشهر من الزواج، لم تهتز له شعرة، بل تواقح وتبجح بأنه تزوجها من أجل المتاجرة بها في سوق السياحة.
كان داهية ماكرًا وأيضًا وقحًا بامتياز، يشبه إلى حد كبير شخصية القواد في رائعة نجيب محفوظ «زقاق المدق»، لا ينكر أنه يقتات من تجارة الرقيق الأبيض، يؤمن بأنه تاجر سعادة، وليس رجلًا عاديًا.
أمام دموعها الحارة وصدمتها المزلزلة، لم يحرك ساكنًا، سحب نفسًا عميقًا من لفافة تبغ بين أصابعه، ثم قال بصوت لزج: «نعم أنا قواد.. هل تريدين زوجًا عاديًا؟ ماذا سيقدم لك غير الغسيل والتنظيف وإرضاع الأطفال؟ أنا أفتح لك أبواب السعادة والثراء».
لكن كيف اكتشفت الزوجة حقيقة زوجها؟
تقول «عزة- ف» أمام محكمة الأسرة مؤخرًا في قضيتها التي تأجلت للشهر المقبل: «علمت بحقيقته القذرة بمحض الصدفة، فبعد زواجنا بشهور طلب منى أن أحضر معه حفلا تقيمه الشركة التي يعمل بها، وشدد على أن أعتنى بمظهرى جيدًا، وفى الحفل فوجئت بأن هناك أحد الرجال يُغازلنى بطريقة وقحة سافرة، ويوجه إليّ كلمات خارجة فجة، فما كان إلا أن غادرت الحفل غاضبة».
وتضيف «لحقنى طليقى إلى البيت، وتشاجر معى بذريعة أننى تركت الحفل من دون إذنه، وتصرفت مع صديقه بطريقة سيئة، وعندما صرخت في وجهه بأننى زوجته وعليه أن يحفظ عرضى وكرامتي، قال: «وأنت فاكرة أنا متجوزك ليه؟ أي واحدة أتزوجها عشان كده».
كانت الصدمة كالزلزال، شعرت بأن الأرض تتشقق تحت قدميّ، هل هذا هو الرجل الذي هربت من جحيم زوجة أبى إليه؟ يجب أن تطلقنى يا نذل يا عديم النخوة.. صرخت بأقصى طاقة حبالى الصوتية، فهز كتفيه باستهانة، وقال: «لك ما تشائين لكن إياك أن تطلبى منى مليمًا، لا حقوق لك».. فوافقت على الفور، عسى أن أتخلص من الماخور الذي أراد أن يسحبنى إلى حضيضه، لكن الأقدار شاءت أن يربطنى به طفل كان في أحشائي.
وردًا على سؤال حول كيفية عدم اكتشاف حقيقته قبل الزواج تجيب عزة: «الحقير كان من معارف شقيقي، ولم يكن مظهره مثيرًا للشكوك، وحين تقدم لى رأيت أنه زوج مناسب، فالفارق في العمر بيننا لا يزيد على عشر سنوات، وهو موظف بشركة سياحة، دخله ممتاز، ولديه شقة مجهزة، كنت أرى أنه طوق النجاة للخلاص من زوجة أبى، لكنى كنت أتعلق بقشة».
وتابعت حديثها «الآن أقيم دعوى نفقة حتى يتولى مسئوليته إزاء طفله، لقد تنازلت عن حقوقى مقابل الطلاق بهدوء، لكن ليس في إمكانى الإنفاق على الطفل، والدى يعايرنى طوال الوقت، وزوجته أصبحت تعاملنى بمنتهى القسوة، لا يتورعان على أن يرددا على مسامعى عبارات على شاكلة: «هل ننفق عليك وعلى ابنك معًا؟ لا طاقة لنا بتحمل سوء اختيارك.. لو أتيحت لى فرصة الحصول على عمل لما ترددت عن الاستقلال بحياتى لكن أبواب الرزق مغلقة، فأنا بلا خبرة، ولست حاصلة على شهادة جامعية، لست أملك إلا جمالى الذي يطمع فيه الكثيرون ويسعى الانتهازيون إلى افتراسه.. وهذا لن يكون فأنا امرأة حرة».
من النسخة الورقية