الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

الزوج المدمن يضرب زوجته لرفضها تناول المخدرات

يجبرها على تناول المخدرات..

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بقلب يسكنه الألم ويمتلئ بالأحزان وملامح وجه أرهقتها الحياة، انتظرت زوجة في مقتبل العمر أحد موظفى مكتب تسوية منازعات الأسرة بمحكمة شمال الجيزة، وهى تحمل طفلها تراقب المارة تارة، ثم تسبح بذهنها المثقل بالهموم في متاهة الذكريات الأليمة التي تسبب فيها زوجها خلال عدة سنوات، انتهت بوصولهما إلى المحكمة، لتبدأ الزوجة في سرد تفاصيل ٣ سنوات زواجًا تحولت لجحيم بسبب إدمان زوجها للمخدرات وتصرفاته غير السوية.
تقول «سمر- م» ٢٨ عامًا: «المخدرات دمرت حياتى وسلبت من زوجى رجولته، كان طيب القلب ويتعامل معى باحترام، لكن أصحاب السوء تجمعوا حوله وأفسدوه، ودمروا الأسرة بالكامل». بهذه الكلمات بدأت الزوجة المصدومة حديثها للإخصائيين في محكمة الأسرة، وهى تطارد ذكريات الألم بحثًا عن محاولة للخلاص من حياة بائسة فرضت عليها.
وتضيف الزوجة التي أجبرها زوجها على تناول المخدرات معه: «منذ ٤ أعوام تقدم «مصطفى- ح» ٣٠ عامًا لخطبتي، ونظرًا لحسن سيرته وحالته المادية والاجتماعية الجيدة، لم أتردد في الموافقة عليه، وكذلك أسرتي، خاصة بعد أن علمنا أنه ميسور الحال بعد أن عمل لعدة سنوات في دول الخليج، وأنه يمتلك الكثير من المال ما يسهل الحياة معه في ظل الظروف المعيشية الصعبة».
واستكملت حديثها: «بعد أن عاد إلى مصر، لم تكن لديه وظيفة ثابتة، فقرر الدخول في مجال الأعمال الحرة، وتمت خطبتنا في تلك الفترة والتي كانت قصيرة جدًا، ولم أتمكن خلالها من معرفته بالشكل الجيد، أو التعرف على طباعه وطريقة تصرفه، وبعد عدة أشهر عقد قراننا وسط حضور وفرحة من الأهل والأصدقاء، وانتقلت للعيش معه في بيت الزوجية، وحينها أدركت أن هناك مسئولية كبيرة تنتظرني، وبدأت أفكر في كيفية التعامل مع الحياة الجديدة، وتحمل أعباء الزوجية لتأسيس أسرة ناجحة، وعشت معه أول عام حياة هادئة ومثالية، نعمت فيها بالسعادة والأمان، ولم يقل لى يومًا ما يجرحنى أو يغضبني، ولم يتعرض لى بالضرب أو ما شابه ذلك».
وأضافت سمر: «مع مرور الوقت اكتملت فرحتنا بوصول أول مولود أطلقنا عليه اسم سيف، حينها أدركت أن طريق السعادة لا ينتهى ولم أكن على علم بأن الحياة حين تكشر عن أنيابها تنقلب إلى حيوان مفترس يلتهم كل ما يقابله، وهذا ما حدث معي، فقد تحول كل شيء إلى الأسوأ»، تسكت الزوجة للحظات وعلامات الأسى تعلو وجهها والدموع تملأ عينيها، وتستكمل قائلة: «في الفترة الأخيرة توسع زوجى في مجال عمله، وبدأ يتعرف على عدد كبير من الناس، منهم من أصبح صديقًا له، ومنهم من اقتصر التعامل معهم على العمل فقط، وبدأ مسلسل السهر معهم، وتغيرت حياتنا تمامًا من وقتها، فقد أهمل بيته وتغيرت طباعه، وتدهورت صحته بعد اكتشافى أن أصدقاءه دفعوه إلى تعاطى المخدرات، وبات يقضى معظم يومه خارج البيت، وحين يعود لا يدرك أي شيء، فسرعان ما يفقد الوعى سريعًا، ولم يعد ذلك الشاب الوسيم قوى البنية الذي تزوجته، فقد تحول إلى هيكل عظمى، حاولت أن أنقذه من بين أيديهم، بعد أن تملكت المخدرات من جسده، وأقنعته بدخول مصحة لتلقى العلاج اللازم، وبالفعل مكث بها أسبوعًا وخرج أسوأ من ذى قبل».
وبدأت المشاكل تزداد بيننا كل يوم، خاصة بعد أن أقبل على تناول المخدرات بشراهة، ولم يعد يتحكم في نفسه، بل وصل به الحال أنه قام بإحضار أصدقائه إلى المنزل لتناول المخدرات، وحين اعترضت على ذلك قام بالتعدى علىّ بالضرب، ولم يكتف بذلك بل كانت الصدمة التي أفقدتنى الوعى، عندما حاول إجبارى على تناول المخدرات معه، فحينها لم أجد أمامى سبيلًا سوى أن أترك البيت، وأنجو بطفلى الذي لم يتجاوز العامين من تلك الحياة التعيسة، وأقمت في بيت أسرتي، ومرت شهور ولم يسأل على أحد منا، ولم يدرك أنه خسر كل شيء بسبب إدمانه للمخدرات، كما رفض وساطات أقاربى لإرسال مبلغ للإنفاق على طفلي، ما دفعنى لطرق أبواب محكمة الأسرة للحصول على حقى والانفصال عنه».
من النسخة الورقية