الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أصبح عندى الآن دولة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
غنت السيدة أم كلثوم أغنية تقول "أصبح عندى الآن بندقية"، ولماذا قفزت هذه الأغنية إلى رأسى وأنا أشاهد زيارة الرئيس الروسى بوتن إلى مصر والحفاوة الرسمية والشعبية والتى أرسلت رسائل إلى العالم أجمع، فقد استقبل فى أوبرا القاهرة ليشاهد عروضا جمعت بين الثقافة المصرية والروسية، ثم الغداء فى برج القاهرة، وهو يعلم أن هذا البرج بنى بنقود دافع الضرائب الأمريكى، ويسمونه فى أمريكا "الخازوق المصرى"، ولما تحدث الرئيس الروسى كانت كلماته منتهى الاحترام لإرادة الشعب المصرى، ورئيس مصر، وهذه إحدى سمات الدولة، أن تحترم الناس وأن تحترمها باقى الدول.
وطبعا تابع الجميع الزيارة بكل اهتمام، وبكل ماحدث فيها، لكن إعجابى الشديد كان بسفير روسيا فى مصر، لأنه تكلم العربية المصرية بمنتهى الطلاقة، وحسن النطق، حتى أنك تحس أنه مصرى، لولا أنى أعرف أنه سفير روسيا، وكانت كلماته مقتضبة شارحة لزيارة رئيس روسيا، ومفسرا لعبارة مقتضبة قالها الرئيس بوتين، إن روسيا ومصر تخططان لكى تصبح مصر دولة فضائية ونووية، ولكن ملحوظته التى له فيها كل الحق أن يشتكى من أن الإعلاميين والصحفيين فى مصر يتصلون به على الموبايل الخاص وطلب منهم مراعاة خصوصية الحياتين المهنية والشخصية.
وفى رأيي أنه له كل الحق وأعيب على أبناء بلدى تجاوزهم واستغلالهم لشخصية عظيمة ترد على أى مكالمة تعرف أو لا تعرف صاحبها.
أيضا عندما تواترت الأنباء عن عزم إيطاليا الحضور للمؤتمر الاقتصادى فى مارس، بكل ثقلها وعزمها على مساعدة مصر عسكريا بالسلاح، وبشروط ميسرة، كما أثلجت صدرى الزيارة المرتقبة لوفد فرنسى رفيع المستوى لتوقيع عقود تسليم مصر طائرات رافال والفرقاطة البحرية، متعددة المهام، إضافة إلى معدات تقنية أخرى لم يفصح عنه، هذا إضافة لتغير فى موقف إنجلترا التى تدرس وضع جماعة الإخوان كجماعة إرهابية ولكن ما زالت عجلة القيادة بالنسبة لهذا الموضوع بالذات فى يد أمريكا، وأيضا التغير الطفيف فى موقف ألمانيا نحو إيجابية التعامل مع الموقف الراهن تجاه مصر، ولا بد أن المستشارة قارنت بين شخصية السيسى وهو رجل دولة وشخصية مرسى الذى أخذ ينظر فى ساعته الجديدة فرحا كألاطفال, وموقف الرئيس أوباما المضحك وتصريحه الهزلى بأنه يجب على مصر أن تدمج ألاخوان فى العملية السياسية وكأنه لا يرى ماذا تفعل هذه الجماعة فى مصر وباقى دول العالم وكأنه يقول للشعب الأمريكى يجب أن تدمج من دمروا البرجين فى 11 سبتمبر ومفجرى ماراثون بوسطون وكل من يقوم بعمل إرهابى فى الحياة السياسية الأمريكية.
ألم تر ياعزيزى القارئ فى كل ماسبق أن مصر أصبحت أخيرا دولة يحسب لها سياسيا ألف حساب، وأيضا اقتصاديا لمن يستشرف المستقبل مليون حساب، وأنا أظن أن مهمة كل مصرى بجانب العمل الدءوب والصبر الذى عرفنا به طوال عمرنا الممتد من آلاف السنين هى الدعاء لهذا الرئيس الذى يخطط لمصلحة الوطن وينفذ بخطوات بطيئة لكنها واثقة، وألفت نظر الجماعة الإرهابية أن أمريكا سلمت بعض طائرات الأباتشى إلى مصر وصحيح أنه يطالبوننا بإشراك الإخوان فى العملية السياسية، ولكنى أذكرهم بكل من وثق فى الوعود الأمريكية بدءا من شاه إيران لرئيس بنما لحسنى مبارك وغيرهم كثيرون، فالذى يتغطى بالوعود الأمريكية ولا ينظر إلى الماضى والمستقبل عريان.