الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

"فضائيات الفتنة" وحلقة جديدة من الفشل الإخواني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خلال 80عاما من عمر جماعة الإخوان وهي لا تخفي شغفها بالإعلام ولا تنكر حرصها على اقتناص أي منبر إعلامي لتوصيل رسائلها للرأي العام والرد على ما تعتبره مظالم يوجهها لها الإعلام الرسمي وظلت الجماعة تحرص على استثمار إي منبر ودأبت على إصدار مجلة الدعوة الناطقة باسمها للتعبير عن وجهة نظرها إلى أن قامت الدولة بمصادرتها وإغلاقها عام 1981 فلجأت الجماعة لمجلة الاعتصام لصاحبها أحمد عيسى عاشور أحد رموز الجمعية الشرعية إلى أن توفي عاشور عام 1990 وأغلقت المجلة بغياب صاحب الامتياز.

لكن الجماعة لم تيأس وقلبَت في دفاترها القديمة ووجدت ضالتها في مجلة "لواء الإسلام" التي أعادوا إصدارها بعد توقف لسنوات بقرار من صاحب امتيازها أحمد حمزة، وسعت عبر مجموعة صحفيين منهم عبد المنعم سليم جبارة وصلاح عبد القصود آخر وزير إعلام في عهد مرسي إلى إصداره،ا لكن الموت تربص بصاحب الامتياز وأغلقت المجلة فلجأت الجماعة وأبان وجودها فيما أطلق عليه التحالف الذي ضمها مع حزب الأحرار والعمل إلى جريدة الحقيقة عام 1990 واتفقت مع رئيس تحريرها محمد عامر على نشر مقالات لرموز الجماعة مقابل دعم مادي والتزام كوادرها بشراء الصحيفة وهو الاتفاق الذي لم يدم طويلًا.

وسعت الجماعة لتعويض "الحقيقية" فلجأت لتكرار نفس الأمر مع جريدة "آفاق عربية "التي سيطرت عليها بالكامل واستمرت لسنوات طوال بوقا للجماعة تعبر عنها بشكل صريح وتنشر كل ما يخص الجماعة إلى أن وقعت خلافات بين الجماعة ورئيس تحرير الجريدة أفضت إلى إغلاق الجريدة التي قامت بتغطية فعاليتها ونشاط نوابها الـ 88داخل مجلس الشعب من 2005: 2010

"من فشل لفشل "

وافتقدت الجماعة طويلا منبرا إعلاميا إلى أن سعت لإطلاق موقع إلكتروني أطلقت عليه "إخوان أون "لاين للتغلب على تداعيات افتقاد إصدار ورقي للتعبير عنها وتغطية فعاليتها ولكن هذا الموقف لم يحقق طموحاتها واكتفت بنشر مقالات كبار رموزها ونالتها انتقادات عديدة بالفشل الذريع سواء عندما كان يشرف عليها نائب المرشد الراحل جمعة أمين والدكتور محمد مرسي بعد تعيينه عضو بمكتب الإرشاد عام 2006، لوم تسلم من الانتقاد حتى من أبناء الجماعة نفسها الذين صب بعضهم جم غضيه على موقع الجريدة محملا الأعباء التنظيمية عليه وغياب المهنية وراء المسئولية عن فشله.

وخلال الطفرة الفضائية منيت الجماعة نفسها بإطلاق فضائية تعبر عنها لكن نظام مبارك وقف لها بالمرصاد رغم محاولة الجماعة توظيف ظهور رموزها من خلال الفضائيات المختلفة للدفاع عن الجماعة والتركيز على المظلومية التاريخية والمطالبة برفع الحظر عنها والسماح لها بتأسيس حزب سياسي وهي المحاولات التي رأي بعض الخبراء أن الجماعة قد نجحت فيها بامتياز ونازلت النظام بقوة في هذه المواجهة.

"مكلمة 25 "

وبعد أعوام قليلة نجحت ثورة الخامس والعشرين من يناير في إسقاط نظام مبارك بشكل صب في النهاية في صالح الجماعة التي رفعت عنها جميع القيود وأتاحت لها الفرص إصدار صحف وإطلاق فضائيات، وهو ما استغلته الجماعة بسرعة عبر إطلاق فضائية 25يناير وجريدة الحرية والعدالة في إعلان رسمي عن نهاية 8عقود من الحرمان من امتلاك منبر إعلامي.

لكن المفجأة كانت مذهلة، فقد تحولت الفضائية الخاصة بالجماعة لـ"مكلمة" وسيطر عليها حديث الجماعة مع نفسها وغابت عنها المعايير المهنية وسيطرة أهل الثقة وخلت القناة من الخبراء مما أدي إلى فشلها وتحميل مديرها حازم غراب المسئولية عن فشلها والمطالبة بإقالته، لكن هذا الأمر لم يجد أذانًا صاغية وتم الإبقاء على غراب رغم الفشل الذريع وهو الأمر الذي استمر حتى الإطاحة بمرسي في 3يوليو 2013 وإغلاق القناة، وهنا لم تجد الجماعة بدا من الرهان على شبكة الجزيرة القطرية للدفاع عن مواقفها والعمل على إفشال خارطة الطريق.

واستمر هذا الأمر طويلا حتى أجبرت الضغوط السعودية خلال عهد الملك عبد الله الدوحة على تعديل سبل تعاطيها مع الشأن المصري وهي الضغوط التي أدركت معها قطر ومعها جماعة الإخوان المسلمين أن دعمها المالي والسياسي والإعلامي للجماعة المباشر لن يطول وان قناة "الجزيرة مباشر مصر" التي تعد الصوت الإعلامي الداعم لهم لن تستمر طويلا وأنه من الأجدى البحث عن بدائل لها

وسعت الدوحة بقوة لإبقاء نفوذها على جماعة الإخوان وحلفائها فقدمت دعما سخيا قدر بملايين الدولارات لإنشاء عدد من الفضائيات البديلة والتي تنطلق من عواصم مختلفة منها العاصمة التركية أنقرة والبريطانية لندن لتكون مقر لفضائيات بديلة لاحتمالات حدوث تغييرات جذرية في سبل تعاطي شبكة الجزيرة مع الشأن المصري.

"رابعة والشرعية المزعومة"

وكانت فضائية رابعة من سلسلة القنوات الفضائية التي أطلقتها جماعة الإخوان بتمويل قطري حيث سيطرت الجماعة على كل مفاصل الفضائية من حيث فريق الإعداد ومقدمي البرامج والمصورين واختارتهم الجماعة من الموالين لها، وممن لا يمكن الشك في مواقفهم أو احتمالية أن يطرأ تعديل على علاقاتهم الوثيقة بها مثل المهندس عاصم عبد الماجد وممدوح على يوسف قائد الجناح العسكري للجماعة الإسلامية والمحامي الجهادي ممدوح إسماعيل وسلامة عبد القوى وكيل وزارة الأوقاف والداعية الإخواني وجدي غنيم والناطق باسم حزب الحرية والعدالة المنحل "حمزة زوبع".

وتبنت الفضائيتان الوليدتان نهجا تحريضيا على الجيش والشرطة المصرية وتحولت منذ رأتا النور لبوق لميلشيات الإخوان تتولي الترويح للتخريب والتدمير لبنية الشعب الأساسية وترويج الشائعات والأكاذيب لدرجة أنها أشعرت جمهورها بأن عودة مرسي باتت مسألة وقت فقط دون أن تؤثر على مجمل المشهد السياسي وهو ما دعا القيادي في حزب الوطن راضي شرارة لتوجبه انتقادات لاذعة للفضائيات الإخوانية وعلي رأسها "رابعة " والتأكيد على افتقادها لأي معايير سياسية ومهنية بل أنها لا تزيد عن كونها تكرار لما جري على منصة رابعة منتقدا عدم وجود خط واضح للقناة أو رسالة نجحت في توصيلها منذ إطلاقها.

ولمواجهة الانتقادات اللاذعة التي تعرضت لها فضائية رابعة وغياب الطابع المهني وسيطرة لغة التحريض عليها دون تحقيق النجاح المطلوب، شرعت جماعة الإخوان في إطلاق "قناة مكملين" لعلها تستطيع تحقيق ما عجزت عنه سابقتها، إلا أن القناة التي ركزت على تغطية فعاليات ما تسميه الحراك الثوري والتسريبات لم تنجح في تحقيق الغرض وسيطرت لغة التحريض على الجيش والشرطة بشكل أسهم في انفضاض الجماهير عنها.

"الشرق ومصر الآن"

فشل رابعة ومكملين ومعهما الشرعية لم يجعل الجماعة ترفع الراية البيضاء، حيث صممت على إطلاق عدة قنوات جديدة تتجنب ما وقعت فيه قنواتها من أخطاء فأطلقت الشرق و"مصر الآن" عبر تقنيات حديثة بشراكة قطرية يلعب فيها السياسي الفلسطيني عزمي بشارة الدور الأهم حيث سعت الفضائيتان للظهور في ثوب مهني إلا أن تسخيرهما للتخديم على مصالح الجماعة افقدهما الحيدة والمهنية.

ويؤكد الدكتور خالد الزعفراني القيادي الإخواني المنشق إن قنوات الإخوان تسير في نفس طريق الفشل التي سارت فضائيات الفتنة ومنها الشرق التي أطلقها رجل الأعمال الحليف للإخوان باسم خفاجي واعتمدت الإثارة وتعهدت بإسقاط النظام في 25يناير ودأبت على التحريض والترويج للعنف والإرهاب بأموال الدوحة.

وتابع أن هذه الفضائيات استعانت بمقدمي برامج عاطلين ومذيعون فشلة ومعدين لا خبرة لهم بالعمل الإعلامي لتخرج باهتة لا تأثير لها في الساحة المحلية و،أن كانت قد حققت نجاحات في الساحة الخارجية خصوصا الفضائيات الناطقة باللغة الانجليزية، حيث استطاع لوبي الجماعة في الخارج توظيفها لتشويه صورة الوطن.

وحول تمويل هذه الفضائيات، رجح الزعفراني وقوف التنظيم الدولي للجماعة وراء هذه الفضائيات فضلا عن المنح المالية التي تقدمها المخابرات التركية والقطرية الداعمة للجماعة، لكن هذه الأموال لم تنجح في تحقيق شئ وبقيت فضائيات الفتنة والتحريض تغرد بمفردها في السرب دون أن تحقق أدنى نسبة مشاهدة وهو أمر يتوقع تكراره مع فضائية "مصر العربية" التي يجري الإعداد لإطلاقها خلال الفترة المقبلة.