الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بعد رد حزب الله القاسي بقتل جنود إسرائيليين.. احتمالات الحرب على لبنان مستبعدة.. وخبراء سياسيون: نصر الله فقد الدعم السوري ولن يغامر.. وتل أبيب منهكة اقتصاديا.. ونتنياهو مرفوض أمريكيًا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على خلفية استهداف حزب الله اللبناني وقتل عدد من الجنود الاسرائيليين في مزارع شبعا، أوضحت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية تخوف الشعبين الاسرائيلى واللبنانى من نشوب حرب بين البلدين بعد مقتل جنديين إسرائيليين وجندى إسبانى إثر الهجمات التي شنها حزب الله اللبنانى على إسرائيل، وهو الهجوم الذي جاء عقب قيام إسرائيل بقتل مجموعة تابعة لحزب الله مما أدى إلى توعد "حسن نصر الله" زعيم حزب الله بالرد على إسرائيل، لكن عددا من الخبراء الدوليين استبعدوا نشوب حرب شاملة بين البلدين.
وأوضح الدكتور "ايمن سلامه" استاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الظروف المغايرة الداخلية والخارجية تحد من قدرة حزب الله العسكرية والسياسية وذلك لفقدانه الظهير الداعم والسند الإستراتيجي له والمتمثل في "سوريا" التي دعمته دعما إستراتيجيا هائلا في حرب الثلاثة وثلاثين يوما في صيف 2006 ضد جيش الاحتلال الاسرائيلى، مضيفا أن ذلك الظهير الداعم لا يسيطر على خطوط المواصلات والاتصالات إلى الداخل اللبنانى نتيجة سيطرة العديد من الميليشيات المسلحة السنية على المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية، بمعنى أنه في عام 2006 كانت خطوط المواصلات والاتصالات مؤمنة تماما بل وصل الأمر إلى أنه كانت هناك انفاق طويلة ما بين سوريا ولبنان لسرعة الامداد بالأسلحة والذخائر وتحديدا الصواريخ طويلة ومتوسطة المدى والتي جعلت سكان إسرائيل حتى الموجودين في القدس المحتلة يظلوا قابعين في خنادقهم لمدة 33 يوما.
أضاف سلامة أنه إذا حدثت حرب أخرى بين حزب الله وإسرائيل فإن حزب الله سيفقد ظهيرًا إستراتيجيًا له وهو سوريا وهو يدرك ذلك جيدًا ولا يريد الانجرار إلى الحرب مع إسرائيل، متسائلا لماذا قام حزب الله بالرد على إسرائيل وتسبب في مقتل جنديين؟، مجيبًا، لأن "حسن نصر الله" توعد ووعد الشعب اللبنانى بالرد حينما حدثت غارة إسرائيلية على لبنان وقتل فيها أشخاص فهو لا يريد الحرب لكنه يفى بوعده لأنه زعيم حزب دينى، وأيضا لإيصال رسالته إلى إسرائيل أنه قادرا على الرد والصد.
وتساءل "سلامة" قائلًا: هل المسرح السياسي اللبنانى المهتز غير المستقر يستطيع أن يتخذ قرارات ويتحمل مسؤوليات دولية تجاه الشعب اللبنانى والمجتمع الدولى لشن حربا ضد إسرائيل ؟، مجيبا بأنه لا يعتقد ذلك لأن الموجودين حاليا حكومات تسيير أعمال والمسألة مهتزة غير مستقرة.
وتابع استاذ العلاقات الدولية أن الظهير الإستراتيجى المهم " سوريا " لم يعد هو ذاك الظهير الإستراتيجي الداعم والسند لحزب الله، فظروف حرب عام 2067 "حرب الـ 33 يومًا" لم تعد هي ذات الظروف، فالبيئة السياسية الداخلية بلبنان والقدرة للاستمرار في حرب طويلة لم تعد هي ذات الظروف التي كانت عام 2006، مضيفا "من وجهة نظرى أن الظروف المغايرة تغير من القرار الإستراتيجي لحزب الله ولا تتيح له مساحة من المناورات العسكرية أو السياسية".



وقال السفير "رخا أحمد حسن" عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أنه يستبعد قيام حرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان لعدة أسباب من بينها أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تخشى من الانتخابات القادمة والتي ستجرى في 17 مارس القادم، والتي دعا لها نتنياهو قبل ميعادها بعامين، فاليمين المتطرف يريد ايضاح انهم قوة لا يقدر عليها أحد وبالتالى قاموا بالعملية التي راح ضحيتها مجموعة من حزب الله واحد المستشارين الايرانيين في سوريا، وبالتالى قام حزب الله بالرد عليهم وذلك بمساعدة إيران، متسائلا هل إسرائيل في ظل الظروف الموجودة في المنطقة ستشن حربا ضد حزب الله ؟ مجيبا، بأنه لا يعتقد ذلك لأنه ليس في صالحها حاليا، ففى الفترة الأخيرة كان هناك خلاف بين نتنياهو ووزيرى الاقتصاد والمالية الإسرائيليين على زيادة ميزانية وزارة الدفاع وخاصة بعد العمليات التي قامت بها إسرائيل ضد غزة العام الماضى فكبدت وزارة الدفاع خسائر كبيرة.
أضاف السفير "رخا" أن نتنياهو طلب دعما ماليا للمستوطنات وتم رفضه أيضا بمعنى أن هناك مشاكل اقتصادية في إسرائيل وفى ظل هذه الظروف إذا قامت بعملية عسكرية ضد حزب الله في لبنان سيتم الرد عليها خاصة أن علاقة نتنياهو حاليا سيئة بأمريكا والتي رفض رئيسها مؤخرا مقابلته عند زيارته لها لأنه أحبط مبادرة كيرى مما جعل الفلسطينيين يلجأوا إلى الامم المتحدة ووضعها في حالة حرج.
وتابع السفير "رخا أحمد حسن" أنه بالنسبة لحزب الله فلا يرحب بشن حرب حاليا خاصة أن هناك مشاكل في لبنان، كما أن هناك أزمة في سوريا، وبدأت هناك رسائل تهدئة من الجانبين الاسرائيلى واللبنانى حتى لا يتولد تصعيد بين الجانبين، متابعا أنه من الممكن أن تتولد مناوشات بسيطة بين الجانبين، وخاصة أن إسرائيل هي من قتلت الجندى الاسبانى التابع لقوات حفظ السلام مما وضعها في احراج بأنها من قتلت جندى السلام وكل هذه العوامل هي مغامرة محسوبة ولها سقف لا يمكن تخطيه.


وقال الدكتور "حلمى الحديدى" رئيس منظمة تضامن الشعوب الافرواسيوية أن احتمال قيام حرب بين إسرائيل وحزب الله بلبنان وارد لكنه احتمال ضعيف جدا، فمن المفترض أن تقوم إسرائيل بقتل من قتل جنودها مباشرة كما فعلت من قبل في الضفة الغربية ولا يحتمل أن تقوم بشن حرب ضد لبنان، مضيفا أنه من الممكن أن ينشأ نوع من حرب العصابات بين إسرائيل ولبنان ولكنها ليست حربا كبيرة كما يحدث بين الدول، لأن الظروف غير مواتية لإعلان الحرب بين الجانبين.
أضاف "الحديدى" أن العالم غير مستعد أن يسمع عن حرب أخرى كما حدث مع غزة وخاصة هذه المرة مع لبنان، مستبعدا تدخل منظمة التضامن الأفروآسيوية أو جامعة الدول العربية في التهدئة مع إسرائيل لأنها ليست من شأنهم في إسرائيل، لكن عليها إصدار بيانات شجب أو استنكار لأى اعتداء تقوم به إسرائيل ضد لبنان وغزة وأى دولة عربية أخرى.