إن من أعظم سمات و مميزات الإسلام العظيم و خصائصه و التي هى تميزه عن غيره، هو الجانب الأخلاقي و القيمي و الذي هو أصل أصيل من أصوله، و مكون أساس من مكوناته، بل إنه لا يتم إسلام المسلم، إسلامًا حقيقيًا و لا يصح إيمانه إيمانًا صادقًا، حتى يتمثَّل به، و يحققه بل و حتى يكون نبراسًا لحياته و معاشه و دنياه و آخرته، و تكون الأخلاق الحسنة هى العلامة المميزة للمسلم بين الناس، و تكون القيم النبيلة هى الصفة المميزة للإسلام بين الناس، و قد كان المسلمون الأولون نبراسًا و تحقيقًا لهذه الأخلاق الإسلامية على الأرض، و كانوا سببًا مباشرًا في دخول الناس في دين الله أفواجًا، و كانوا تحقيقًا واقعيًا لتلك الأخلاق و المثل العليا بين الناس، ما جعل رهبان المسجد الأقصى يشهدون شهادة حقٍ و صدقٍ في الصحابة الكرام و المسلمين الأوائل، لما فتحوا بيت المقدس، و رأوا أخلاقهم في التعامل مع الناس و مع أنفسهم ، فقالوا: "هؤلاء خير من الحواريين أصحاب عيسى –عليه السلام- ، فهم فرسان الليل رهبان النهار" .
و ما زال هذا عهد المسلمين و حالهم رغم مرور السنين و أعوامهم، و اعتبر بحال "إندونيسيا" و هى أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ تعداد سكانها ما يزيد عن الـــ 230 مليون نسمة أغلبهم من المسلمين.
لم يدخلها جندي مسلم واحد، و إنما فتحها أخلاق التجار العرب من المسلمين، والذين أبحروا حتى وصلوا شواطئ جزيرة "سومطرة" و هى أكبر جزر "إندونيسيا"، و ذلك في أواخر القرن الثاني و أوائل القرن الثالث الهجري، الثامن و التاسع الميلادي، وأنشئوا لأنفسهم، مراكز تجارية على سواحل "سومطرة" و كانوا ينطقوها "سمدرة" .
و لما تعامل التجار المسلمون مع الناس في "إندونيسيا"، و رأى الناس منهم الخُلق العالي الرفيع و الأمانة العالية في البيع و الشراء و التجارة، و التعامل مع الناس عامة بخلق عالٍ رفيع ، مع الالتزام بالوقت ذاته بأحكام و تعاليم دينهم و شرائعه ، فإذا جاء وقت الصلاة –مثلًا- سعوا إلى ذكر الله و تركوا البيع و الشراء و التجارة، فكان الانبهار بتلك الأخلاق و القيم، و الدين و الذي هو سبب و أساس أخلاقهم.
إن القاعدة الاستقرائية التاريخية لتقرر أن أغلب الذين دخلوا الإسلام العظيم على مر تاريخ الإسلام كله، لم يدخلوه عن دراسة و بحث و اقتناع في أول الأمر، و إنما كان دخوله فيه في أول الأمر عن طريق الانبهار الشديد بأخلاقيات المسلمين و قيمهم و تعاملاتهم فيما بينهم و بين الناس، ثم يأتي الاقتناع بالدين عن دراسة و بحث و فكر في مراحل لاحقة.
و لقد كانت أخلاق المسلمين العالية و السامية هى العلامة المميزة و الصفة الكاشفة لهم على مر تاريخهم خاصة في العصور الأولى المزدهرة للمسلمين عندما كان العهد قريبًا، و الدين غضًا طريًا بِكًرا مُتَّبَعًا، و كان المسلمون يلتزمون بتعاليمه و أخلاقهم، على عكس حالهم اليوم حيث تحول الدين عندهم لأمر ثانوي هامشي، و هو السبب الأكبر لتخلفنا عن ركب التقدم و التحديث و الحضارة .
إن أخلاق المسلمين الأوائل و التي كانت علامة عليهم بها يُعْرَفُون، للدرجة التي كان الناس معها، إذا نزل أحدهم بديار غريبةٍ عليه، يستطيع أن يُمَيِّزَ إن كانت هذه ديار للمسلمين أو لغيرهم، من نظافة بيوتها و شوارعها، كانت النظافة العامة و الخاصة علامة مميزة للمسلمين بها يُعرفون و بها يميزون عن غيرهم، تحقيقًا لأمر نبيهم –صلى الله عليه و سلم- و الذي جعل الطهارة نصف الإيمان، و أمر المسلمين ببالغ الاهتمام بالنظافة الشخصية بل و جعلها من خصال الفطرة و التي لا يفعلها و يحافظ عليها إلا سَوِّي الفطرة و لا يتخلف عنها إلا مكنوس الفطرة، من مثل تقليم الأظافر و الاستحداد، و نتف الإبط، و قص الشارب ، و غيرها من الخصال الحسنة التي تحض على النظافة الشخصية للشخص المسلم، كما حض على الاغتسال و الإكثار منه كلما أمكن.
كما إنه صلى الله عليه و سلم، حض المسلمين على نظافة بيوتهم و أفنيتهم و هى ما يكون أمام البيوت و نهاهم عن ترك نظافتها كما تفعل اليهود.
فإذا كان دين هذه هى أخلاقه و صفاته و سماته يهتم بنظافة أتباعه الشخصية و نظافة بيوتهم و شوارعهم، أيمكن بحالٍ أن يقبل فضلًا عن أن يأمر بتلويث أيادي الناس و شوارعهم بدماء الأبرياء و قطع الرءوس و شق البطون و التمثيل بجثثهم ؟!
لا أعتقد أبدًا أنه يقول بذلك منصف و لا يستطيع أن يقرره إلا متعصب أو حاقد على الإسلام و المسلمين !
على ما سنبينه في الأسبوع القادم إن شاء الله .
و ....
في الأُسْبُوعِ القادمِ ... للحديثِ بقية ... إنْ شاءَ ربُّ البرية .
و ما زال هذا عهد المسلمين و حالهم رغم مرور السنين و أعوامهم، و اعتبر بحال "إندونيسيا" و هى أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ تعداد سكانها ما يزيد عن الـــ 230 مليون نسمة أغلبهم من المسلمين.
لم يدخلها جندي مسلم واحد، و إنما فتحها أخلاق التجار العرب من المسلمين، والذين أبحروا حتى وصلوا شواطئ جزيرة "سومطرة" و هى أكبر جزر "إندونيسيا"، و ذلك في أواخر القرن الثاني و أوائل القرن الثالث الهجري، الثامن و التاسع الميلادي، وأنشئوا لأنفسهم، مراكز تجارية على سواحل "سومطرة" و كانوا ينطقوها "سمدرة" .
و لما تعامل التجار المسلمون مع الناس في "إندونيسيا"، و رأى الناس منهم الخُلق العالي الرفيع و الأمانة العالية في البيع و الشراء و التجارة، و التعامل مع الناس عامة بخلق عالٍ رفيع ، مع الالتزام بالوقت ذاته بأحكام و تعاليم دينهم و شرائعه ، فإذا جاء وقت الصلاة –مثلًا- سعوا إلى ذكر الله و تركوا البيع و الشراء و التجارة، فكان الانبهار بتلك الأخلاق و القيم، و الدين و الذي هو سبب و أساس أخلاقهم.
إن القاعدة الاستقرائية التاريخية لتقرر أن أغلب الذين دخلوا الإسلام العظيم على مر تاريخ الإسلام كله، لم يدخلوه عن دراسة و بحث و اقتناع في أول الأمر، و إنما كان دخوله فيه في أول الأمر عن طريق الانبهار الشديد بأخلاقيات المسلمين و قيمهم و تعاملاتهم فيما بينهم و بين الناس، ثم يأتي الاقتناع بالدين عن دراسة و بحث و فكر في مراحل لاحقة.
و لقد كانت أخلاق المسلمين العالية و السامية هى العلامة المميزة و الصفة الكاشفة لهم على مر تاريخهم خاصة في العصور الأولى المزدهرة للمسلمين عندما كان العهد قريبًا، و الدين غضًا طريًا بِكًرا مُتَّبَعًا، و كان المسلمون يلتزمون بتعاليمه و أخلاقهم، على عكس حالهم اليوم حيث تحول الدين عندهم لأمر ثانوي هامشي، و هو السبب الأكبر لتخلفنا عن ركب التقدم و التحديث و الحضارة .
إن أخلاق المسلمين الأوائل و التي كانت علامة عليهم بها يُعْرَفُون، للدرجة التي كان الناس معها، إذا نزل أحدهم بديار غريبةٍ عليه، يستطيع أن يُمَيِّزَ إن كانت هذه ديار للمسلمين أو لغيرهم، من نظافة بيوتها و شوارعها، كانت النظافة العامة و الخاصة علامة مميزة للمسلمين بها يُعرفون و بها يميزون عن غيرهم، تحقيقًا لأمر نبيهم –صلى الله عليه و سلم- و الذي جعل الطهارة نصف الإيمان، و أمر المسلمين ببالغ الاهتمام بالنظافة الشخصية بل و جعلها من خصال الفطرة و التي لا يفعلها و يحافظ عليها إلا سَوِّي الفطرة و لا يتخلف عنها إلا مكنوس الفطرة، من مثل تقليم الأظافر و الاستحداد، و نتف الإبط، و قص الشارب ، و غيرها من الخصال الحسنة التي تحض على النظافة الشخصية للشخص المسلم، كما حض على الاغتسال و الإكثار منه كلما أمكن.
كما إنه صلى الله عليه و سلم، حض المسلمين على نظافة بيوتهم و أفنيتهم و هى ما يكون أمام البيوت و نهاهم عن ترك نظافتها كما تفعل اليهود.
فإذا كان دين هذه هى أخلاقه و صفاته و سماته يهتم بنظافة أتباعه الشخصية و نظافة بيوتهم و شوارعهم، أيمكن بحالٍ أن يقبل فضلًا عن أن يأمر بتلويث أيادي الناس و شوارعهم بدماء الأبرياء و قطع الرءوس و شق البطون و التمثيل بجثثهم ؟!
لا أعتقد أبدًا أنه يقول بذلك منصف و لا يستطيع أن يقرره إلا متعصب أو حاقد على الإسلام و المسلمين !
على ما سنبينه في الأسبوع القادم إن شاء الله .
و ....
في الأُسْبُوعِ القادمِ ... للحديثِ بقية ... إنْ شاءَ ربُّ البرية .