الخميس 05 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإرهابُ ليس إسلاميًا (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مما لا شك فيه عندي بحال أبدًا أنني لست في حاجة البتة لأن أقيم الدلائل القاطعة والبراهين الساطعة على أن "الإرهاب ليس منتجًا إسلاميًا"، وذلك لأنني بطبيعة الحال أوقن بكل ذرة سابحة في كل خلية من خلايا جسدي بأن الإسلام العظيم ليس متهمًا حتى أنفي عنه التهمة أو حتى أدافع عنه.
ذلك أن الإسلام العظيم بذاته وصفاته وأصوله وفروعه يقف ضد التطرف والإرهاب على طول الخط وعلى كل الأصعدة والمستويات، وهي حقيقة لا يستطيع أن ينكرها الجاحد، ولا يتمكن من أن يطمسها الحاقد، ولا يقدر أن يخفيها الحاسد، ولا يملك أن يدعي خلافها الكاره للإسلام العظيم والمحارب له أبدًا، مهما حاول المحاولون أو أرجف المرجفون أو شكك المشككون، أو زايد المنافقون، أو اتهم المبغضون، لأن في إنكارها من السفهِ والبلهِ ما يساوي سفهَ وبلهَ من ينكر وجود الشمس أو ينكر خروجها مع كل صباح من جهة المشرق أو أن يجحد نورها وأشعتها، بل إن الحقيقة الأولى أقوى وأوضح إذ الشمس تغيب وشمس الإسلام بثوابته وقيمه وأصوله وفروعه التي تدعو للخير والسلام والرحمة والعدل والتسامح لا تغيب أبدًا، ولن تغيب شمسه أبدًا إن شاء الله تعالى حتى تغيب الشمس تمامًا، فتخرج من مغربها.
ولكنما هي طبيعة أزمنة الفتنة والتي تختلط فيها الأوراق ويتلبس فيها الباطل بالحق والخطأ بالصواب ويُصدق فيها الكاذب ويُؤتمن فيها الخائن ويتكلم الرجل التافه الوضيع في سياسات الأمم والتنظير للمسائل المدلهمة التي تخص الدول والمجتمعات!
ولأجل هذا نضطر اضطرارًا لتوضيح الواضحات وتبيين البائنات وهو أمر بلا شكٍ من أعظم المشكلات وهو ضربٌ من المعضلات كما يقول المناطقة، ولكن على الله التكلان وبه المستعان.
فإنه مهما يكن من شيء فإن الحقيقة الثابتة تبقى على أنه لا يمكن لأحدٍ مهما كان متجنيًا أو كارهًا للإسلام العظيم أن يجد مهما حاول دليلًا واحدًا أو شبه دليل أو أن يجد قرينة واحدةً أو ذريعة يتيمةً يمكن أن يتكئ عليها لإدانة الإسلام بالتطرف.
فالإسلام العظيم فضلًا عن كونه حارب التطرف ودعا إلى اقتلاعه من جذوره، وهو ما يعد أكبر دليل– أو من أكبره- على أن التطرف والإرهاب لا يمكن أن يكون منتجًا إسلاميًا بحال، لأنه– والحالة هذه– لا يمكن لدين أن يشرع لأتباعه أن يحاربوه أو أن يهدموه!
إلا أن الإسلام العظيم أيضًا يحمل في ذاته وفي تضاعيف نصوصه وثنايا أوامره وتلافيف خطاباته عوامل ذاتية وصفات موضوعية وسمات طبيعية وداخلية تجعله كدينٍ محصنًا من أن يُنْتِجَ الإرهاب والتطرف، أو أن يُتخذَ مطيةً وذريعةً وحجةً لأعمالِ العنف والإرهاب والتطرف الفكري أو الجسدي، كما أن تلك العوامل تجعل المنتمي إليه انتماء حقيقيًا والمتمسك به تمسكًا صحيحًا والمتدين به تدينًا خالصًا غير مغشوشٍ! محصنًا تحصينًا ذاتيًا قويًا لا يمكن اختراقه أبدًا من قبل التطرف والإرهاب أو المتطرفين والإرهابيين.
وأما أصحاب التدين المغشوش والقشرة الدينية الظاهرية ومن يستخدمون الدين كستار وغطاء لأغراضٍ أُخر، أو من ينتمون إليه أجل أن يرفعوا به خسيستهم أو يتحصلوا من ورائه على مكاسب مادية وشخصية ودنيوية، فهؤلاء بالإضافة لكونه يشوهون الدين ويسيئون إليه ويقدمون أسوأ مثالًا له وأقبحه، إلا أنهم أيضًا أقرب الناس إلى الاتجاه صوب التطرف والإرهاب والانحراف الفكري، لأنه بالأساس هم أبناء هذا الفكر والسالكين لسبيله منذ خرج الخوارج في العهد الأول وإلى يوم الناس هذا، وإلى أن يخرج آخرُ الخوارج مع المسيح الدجال في آخر الزمان، فهم رجاله وجنوده وعداد جيشه.
والحقائق الثابتة والقواعد المستقرة شرعًا وعرفًا وتاريخًا ترسخ وتؤكد بما لا يدع للشك مجالًا على أن ثوابت الإسلام العظيم جميعها تقوم على الرحمة والسلام ونشر الخير والسماحة والعدل والإنصاف والعدالة بين الناس، كما أن نبي الإسلام– صلى الله عليه وسلم- كان بشخصه وذاته دليلًا واقعيًا على ذلك يمشي على الأرض ونبراسًا شاهدًا على تلك الصفات الحميدة والأخلاق المجيدة وتجسيدًا لتك السمات والصفات في الأرض، وكان بخلقه الرفيع– صلى الله عليه وسلم- تحقيقًا واقعيًا لهذه الصفات بين الناس.
على ما سنبينه في المقال المقبل إن شاء اللهُ؛ في الأُسْبُوعِ المقبل..
للحديثِ بقية... إنْ شاءَ ربُّ البرية.