لم تكن تلك الكلمات التى وجهها رئيس الجمهورية لعلماء الأزهر أثناء الاحتفال بالمولد النبوى مجرد جمل إنشائية عابرة ألقيت بشكل روتينى كجزء من البروتوكول الرئاسى فى مثل هذا النوع من المناسبات.
لقد كانت مواجهة فى عقر دار حماة القديم ورعاة التخلف فى الموروث، ودعاته منذ كان على يدى شيوخ التشدد إلى يومنا هذا.
ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى ربما كان الخطوة التالية فى حربه التى أعلنها على التطرف والتخلف والإرهاب من يوم قرر أن يخوض الحياة السياسية بالترشح فى الانتخابات الرئاسية، حيث كان الخطاب الدينى العنوان الأبرز فى برنامجه، وإن كان آخر ما اهتمت به النخبة سواء تلك التى أيدته أو عارضته.
هى بالفعل الخطوة التالية لأنه هذه المرة تحدث وبوضوح عن اعتناق الناس لأفكار عدائية لكل ما هو غير مسلم اعتقادًا فى أنها ليست مجرد أفكار وإنما نصوص مقدسة، وقد اكتسبت قداستها لطول عمرها فى تاريخنا الفقهى ولتواترها منذ القدم، واستمرار الخطاب الدينى فى ترويجها حتى ظن الناس أنها جزء من القرآن وأصل من أصول الدين.
تلك هى أول مواجهة حقيقية من حاكم كان بإمكانه أن يصمت، بل ويستخدم نفس هذا التراث القديم لتوطيد أركان حكمه كما فعل غيره، لكنه أراد أن يصدق الناس فيما عاهدهم عليه بإصلاح أحوالهم، وخير الإصلاح إصلاح ما فى العقول، وما فسد من الأفكار والعقائد، وظنه الناس من صحيح الدين.
ومع ذلك أخطأ الرئيس عندما أردف قائلا: "أحملكم مسئولية تجديد الخطاب الدينى، ولسوف أحاججكم أمام الله فى اليوم العظيم"؛ فكأنه بذلك يرجع خطوة إلى الوراء، فنحن لن نفيد شيئًا من تأخر المحاسبة وتأجيلها لتكون بين يدى الله العظيم فى يوم الدين، ومصالح الناس لا تحتمل انتظار يوم الحساب.
مصالح الناس هاهنا فى هذه الدنيا ولطالما تأذت من تلك العمامات الصماء العمياء التى قررت وبمحض إرادتها أن تتخلى عن عقولها، واستسلمت لعقول الأولين والسابقين فى أزمنة غابرة كان للناس فيها مصالح وشئون وعلاقات ومفاهيم أخرى تجاوزها الزمن.
سيدى الرئيس المحاججة هنا فى الدنيا وفى سنوات حكمك المعدودات وليس بعد ذلك، ولتكن المبادرة بيدك ومن عندك إن أردت إصلاحا، وإن صدقت فى وعدك، فليس خير يُرْتَجى من عمامات الأزهر الشريف التى تربت وعاشت على الأفكار القديمة التقليدية، وسلمت لكل ما يخالف العقل ومصالح الناس، ولك فيمن سبقوك الأسوة الحسنة، فما كان تحديث مصر إلا من خلال الفكر وتنقية العقل وتنويره، وما كان ذلك إلا بمبادرة من الحاكم الذى أراد بناء الدولة الحديثة أعنى محمد على باشا، والأمر ذاته حدث وإن كان بمستوى أقل على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
بل إن كل ثورات التحديث من أجل بناء الدولة القوية المنتصرة كانت بيد الفرعون فى هذا البلد منذ مينا موحد القطرين وأحمس هازم الهكسوس، وانظر فى أجدادك الفراعنة بيدهم كان دائمًا إصلاح هذا البلد ونهضته، وبيدهم كان أيضًا هلاكه وانحطاطه.
ذلك هو قدر المحروسة، صلاح أهلها وفسادهم بيد فرعونها كان اسمه ملكا، أو رئيسًا منتخبًا، الفرعون الذى يدير النهر ويحميه هو أيضا المسئول عن ظلام عقول سكانه أو تنويرها.
لن نعيد اختراع العجلة فى مصر، لا تخش من لوم المثقفين المتحزلقين الذين يرفضون التحديث القادم من الدولة أو الفرعون بينما هم تقاعسوا، بل ويرفضون القيام بدورهم ويخافون إطلاق رياح التغيير خشية اتهامهم بالكفر والزندقة.
لتكن خطوتك التالية فى حربك على التطرف والإرهاب، ولا تنتظر مبادرة من القائمين على الأزهر أو عونًا من هذه النخبة التى تكلست عقولها.
وللحديث بقية عن إرهاب كهنة الأزهر وضعف وتخاذل المثقفين.
لقد كانت مواجهة فى عقر دار حماة القديم ورعاة التخلف فى الموروث، ودعاته منذ كان على يدى شيوخ التشدد إلى يومنا هذا.
ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى ربما كان الخطوة التالية فى حربه التى أعلنها على التطرف والتخلف والإرهاب من يوم قرر أن يخوض الحياة السياسية بالترشح فى الانتخابات الرئاسية، حيث كان الخطاب الدينى العنوان الأبرز فى برنامجه، وإن كان آخر ما اهتمت به النخبة سواء تلك التى أيدته أو عارضته.
هى بالفعل الخطوة التالية لأنه هذه المرة تحدث وبوضوح عن اعتناق الناس لأفكار عدائية لكل ما هو غير مسلم اعتقادًا فى أنها ليست مجرد أفكار وإنما نصوص مقدسة، وقد اكتسبت قداستها لطول عمرها فى تاريخنا الفقهى ولتواترها منذ القدم، واستمرار الخطاب الدينى فى ترويجها حتى ظن الناس أنها جزء من القرآن وأصل من أصول الدين.
تلك هى أول مواجهة حقيقية من حاكم كان بإمكانه أن يصمت، بل ويستخدم نفس هذا التراث القديم لتوطيد أركان حكمه كما فعل غيره، لكنه أراد أن يصدق الناس فيما عاهدهم عليه بإصلاح أحوالهم، وخير الإصلاح إصلاح ما فى العقول، وما فسد من الأفكار والعقائد، وظنه الناس من صحيح الدين.
ومع ذلك أخطأ الرئيس عندما أردف قائلا: "أحملكم مسئولية تجديد الخطاب الدينى، ولسوف أحاججكم أمام الله فى اليوم العظيم"؛ فكأنه بذلك يرجع خطوة إلى الوراء، فنحن لن نفيد شيئًا من تأخر المحاسبة وتأجيلها لتكون بين يدى الله العظيم فى يوم الدين، ومصالح الناس لا تحتمل انتظار يوم الحساب.
مصالح الناس هاهنا فى هذه الدنيا ولطالما تأذت من تلك العمامات الصماء العمياء التى قررت وبمحض إرادتها أن تتخلى عن عقولها، واستسلمت لعقول الأولين والسابقين فى أزمنة غابرة كان للناس فيها مصالح وشئون وعلاقات ومفاهيم أخرى تجاوزها الزمن.
سيدى الرئيس المحاججة هنا فى الدنيا وفى سنوات حكمك المعدودات وليس بعد ذلك، ولتكن المبادرة بيدك ومن عندك إن أردت إصلاحا، وإن صدقت فى وعدك، فليس خير يُرْتَجى من عمامات الأزهر الشريف التى تربت وعاشت على الأفكار القديمة التقليدية، وسلمت لكل ما يخالف العقل ومصالح الناس، ولك فيمن سبقوك الأسوة الحسنة، فما كان تحديث مصر إلا من خلال الفكر وتنقية العقل وتنويره، وما كان ذلك إلا بمبادرة من الحاكم الذى أراد بناء الدولة الحديثة أعنى محمد على باشا، والأمر ذاته حدث وإن كان بمستوى أقل على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
بل إن كل ثورات التحديث من أجل بناء الدولة القوية المنتصرة كانت بيد الفرعون فى هذا البلد منذ مينا موحد القطرين وأحمس هازم الهكسوس، وانظر فى أجدادك الفراعنة بيدهم كان دائمًا إصلاح هذا البلد ونهضته، وبيدهم كان أيضًا هلاكه وانحطاطه.
ذلك هو قدر المحروسة، صلاح أهلها وفسادهم بيد فرعونها كان اسمه ملكا، أو رئيسًا منتخبًا، الفرعون الذى يدير النهر ويحميه هو أيضا المسئول عن ظلام عقول سكانه أو تنويرها.
لن نعيد اختراع العجلة فى مصر، لا تخش من لوم المثقفين المتحزلقين الذين يرفضون التحديث القادم من الدولة أو الفرعون بينما هم تقاعسوا، بل ويرفضون القيام بدورهم ويخافون إطلاق رياح التغيير خشية اتهامهم بالكفر والزندقة.
لتكن خطوتك التالية فى حربك على التطرف والإرهاب، ولا تنتظر مبادرة من القائمين على الأزهر أو عونًا من هذه النخبة التى تكلست عقولها.
وللحديث بقية عن إرهاب كهنة الأزهر وضعف وتخاذل المثقفين.