لم يكن خوارج علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- يقلُّون في وحشيتهم وقسوتهم وبعدهم عن الدين وانحرافهم عنه وتكفيرهم لجموع المسلين، وعلى رأسهم الصحابة الكرام– رضي الله عنهم- بل وإطلاقهم الكفر على البشرية جمعاء سوى من انتمى إليهم، عن خوارج عصرنا فداعشيتهم هي هي داعشية الأولين، بل وربما كان الأولون أبشع وأكثر انحرافًا، فالعهد قريب والدين منتشر والحق ظاهر، وصحابة النبي– صلى الله عليه وسلم- متوافرون وللدين ناشرون، ومع ذلك لم يكفرهم "عليٌ" -رضي الله عنه- كما كفروه وكفروا الصحابة الكرام، تمامًا كما فعل الأزهر الشريف بعدم تكفيره لمن يكفره، بل بيَّن حكمهم في الدين وردَّ على شبهاتهم بالعلم والحكمة والحق، لا بالأهواء ولا بالانفعال والعواطف.
لما سُئل "عليٌ" – رضي الله عنه- عنهم سماهم "البغاة" ولم يكفرهم ولم يسمهم "الكفار" لأن العدل لا يتجزأ والحق لا يتناقض!.
فلما قيل له: أمشركون هم؟، قال: بل من الشرك فرُّوا.
قالوا أمنافقون هم؟، قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلًا– يعني: وهؤلاء يذكرون الله كثيرًا-.
فقيل له فما هم؟!، قال: "قومٌ بغوا علينا"!
فسماهم "عليٌ"- رضي الله عنه– "البغاة" ولم يقاتلهم كما يُقَاتلُ الكفار، فلم يزفف على جريح ولم يقتل مدبرا، ولم يَسْبي ولم يغنم ولا سلب قتيلًا، وجعل من دخل داره فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن، فأيُّ هوسٍ يريد المتاجرون بالدين والمتربحون من "داعش" وأخواتها؟!
بل لقد نقل الإجماع غير واحد من العلماء على أن "البغاة" إذا خرجوا على الإمام فقاتلهم، فإنه لا ينبغي له أن يُجهز على جريحهم، ولا يتبع مدبرهم، ولا تُغنم أموالهم، ولا تُسبى زراريهم، وقد سار على أحكام "عليٍ"– رضي الله عنه- في قتال البغاة أئمةُ المسلمين وملوكهم في كل عصر ومصر، منذ كان البغيُ والبغاةُ وإلي يوم الناس هذا، إلا من تعدى وظلم، وابتعد عن الإنصاف والعدل والحق المبين.
والخلاصةُ أن "علي بن أبي طالب" –رضي الله عنه- سمى الخوارج: بغاةً ولم يسمهم كفارًا وسار على دربه وحكمه هذا كل أئمة المسلمين وملوكهم وعلمائهم منذ عصره وإلى عصرنا، وهو عين ما اختاره الأزهر الشريف في ختام مؤتمره المبارك، والتزم فيه بالحق والعدل، ووافق الإنصاف والوسطية والصواب من دون أن تغلب العواطف على أحكام الشرع ولا مقاييس العقل، ولكنه العلم والحلم والعقل والصدق والحق، من دون شطط ولا تطرف ولا اتباعٍ للهوى، ومراعاةٍ لرأي أحدٍ ولا هوى نفوسٍ مريضةٍ أو إدخالٍ للسياسة في الدين.
فللأزهر الشريف منا: كلُّ الشكر والدعم، والتحية والاحترام والعرفان بالجميل، فإنه: "من لم يشكر الناس، لم يشكر الله عز وجل".
لمن يشنعون على الأزهر ويشغبون عليه من دواعش العلمانيين: ألا أربعوا على أنفسكم أيها المزايدون، وكفوا عن الأزهر الشريف، فإنه يعلم ما لا تعلمون، ويدرك ما لا تدركون، ويفهم ما لا تفهمون.
أقلـوا عليهـمُ لا أبــًا لأبيـكـمُ * من اللومِ أو سدوا المكانَ الذي سدوا
أولئك قومٌ إنْ بنوا أحسنـوا البِنَـى * و إنْ عاهدوا أوفوا وإنْ عقدوا شدُّوا
وإنْ كانت النعماءُ فيهم جـزوا بهـا * وإنْ أنعموا لا كدروهـا ولا كـدُّوا
وإنْ قال مولاهم على جُـلِّ حـادثٍ * من الدهرِ ردوا فضلَ أحلامِكم ردُّوا
وكيـف ولـم أعلمهـم خذلـوكـمُ * علـى موطـنٍ ولا أديمكـمُ قـدُّوا
مغاويرُ أبطالٌ مطاعيمُ في الدجـى * بنـى لهـم آباؤهـم و بنـى الجـدُّ
وألا وليعلم تجار الفضائيات من المفتين في غير فنونهم ومن يأتون بهذه الأعاجيب، والمشنعين على الأزهر الشريف التزامه بالحق والصواب، ومن المتاجرين الجدد بالدين ومن الداعشية الجديدة، ومن التكفيريين الجدد، أن النبي الأكرم –صلى الله عليه و سلم- نفسه لم يكفرهم، وأتحدى الثقلين من الإنس والجن ومن كل حدبٍ أن يأتونا بحديث واحد، "صحيح صريح" فيه تكفير الخوارج، أو يأتونا بأية واحدة "قطعية الدلالة" فيها تكفير الخوارج.
وأنصحكم بألا ترهقوا أنفسكم، فلن تجدوا مهما بحثتم، واعلموا أن الأزهر الشريف ببيانه أقرب إلى الحق من كل تجار الإعلام والثورات والمتلاعبين بعواطف الناس ليأخذوا ما في جيوبهم.
واعلموا أيضًا أنكم أقرب إلى المتطرفين بأفكاركم تلك، وبتطرفكم في مواجهة التطرف!
يا أيها الناس، إن التطرف لا يعالج أبدًا بتطرف في الجهة المقابلة، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم، ولكن التطرف يعالج بالتزام الحق وبيانه للناس وباعتناق الوسطية الحقة، وحث الناس على اتباعها، وليس بالتهور في التكفير وإطلاق الأحكام التي تغلب عليها العواطف والمشاعر والبعد عن الصراط المستقيم.
يا سادة لا يمكن بحالٍ أبدًا معالجة التطرف بتطرف في مقابل التطرف!
وفي الأخير: ألا فليعلم كل من يريد من الأزهر الشريف أن يخالف ما يراه صوابًا لأجل عيونهم ورأيهم و"سبوبتهم"! أنه لا يختلف بحالٍ عن أولئك التكفيريين والخوارج والدواعش، بل هو الوجهة الآخر لعملتهم في التطرف والتكفير والإرهاب؛ فـــ ... كلا طرفي قصد الأمورِ ذميمُ!
والسلام.
لما سُئل "عليٌ" – رضي الله عنه- عنهم سماهم "البغاة" ولم يكفرهم ولم يسمهم "الكفار" لأن العدل لا يتجزأ والحق لا يتناقض!.
فلما قيل له: أمشركون هم؟، قال: بل من الشرك فرُّوا.
قالوا أمنافقون هم؟، قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلًا– يعني: وهؤلاء يذكرون الله كثيرًا-.
فقيل له فما هم؟!، قال: "قومٌ بغوا علينا"!
فسماهم "عليٌ"- رضي الله عنه– "البغاة" ولم يقاتلهم كما يُقَاتلُ الكفار، فلم يزفف على جريح ولم يقتل مدبرا، ولم يَسْبي ولم يغنم ولا سلب قتيلًا، وجعل من دخل داره فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن، فأيُّ هوسٍ يريد المتاجرون بالدين والمتربحون من "داعش" وأخواتها؟!
بل لقد نقل الإجماع غير واحد من العلماء على أن "البغاة" إذا خرجوا على الإمام فقاتلهم، فإنه لا ينبغي له أن يُجهز على جريحهم، ولا يتبع مدبرهم، ولا تُغنم أموالهم، ولا تُسبى زراريهم، وقد سار على أحكام "عليٍ"– رضي الله عنه- في قتال البغاة أئمةُ المسلمين وملوكهم في كل عصر ومصر، منذ كان البغيُ والبغاةُ وإلي يوم الناس هذا، إلا من تعدى وظلم، وابتعد عن الإنصاف والعدل والحق المبين.
والخلاصةُ أن "علي بن أبي طالب" –رضي الله عنه- سمى الخوارج: بغاةً ولم يسمهم كفارًا وسار على دربه وحكمه هذا كل أئمة المسلمين وملوكهم وعلمائهم منذ عصره وإلى عصرنا، وهو عين ما اختاره الأزهر الشريف في ختام مؤتمره المبارك، والتزم فيه بالحق والعدل، ووافق الإنصاف والوسطية والصواب من دون أن تغلب العواطف على أحكام الشرع ولا مقاييس العقل، ولكنه العلم والحلم والعقل والصدق والحق، من دون شطط ولا تطرف ولا اتباعٍ للهوى، ومراعاةٍ لرأي أحدٍ ولا هوى نفوسٍ مريضةٍ أو إدخالٍ للسياسة في الدين.
فللأزهر الشريف منا: كلُّ الشكر والدعم، والتحية والاحترام والعرفان بالجميل، فإنه: "من لم يشكر الناس، لم يشكر الله عز وجل".
لمن يشنعون على الأزهر ويشغبون عليه من دواعش العلمانيين: ألا أربعوا على أنفسكم أيها المزايدون، وكفوا عن الأزهر الشريف، فإنه يعلم ما لا تعلمون، ويدرك ما لا تدركون، ويفهم ما لا تفهمون.
أقلـوا عليهـمُ لا أبــًا لأبيـكـمُ * من اللومِ أو سدوا المكانَ الذي سدوا
أولئك قومٌ إنْ بنوا أحسنـوا البِنَـى * و إنْ عاهدوا أوفوا وإنْ عقدوا شدُّوا
وإنْ كانت النعماءُ فيهم جـزوا بهـا * وإنْ أنعموا لا كدروهـا ولا كـدُّوا
وإنْ قال مولاهم على جُـلِّ حـادثٍ * من الدهرِ ردوا فضلَ أحلامِكم ردُّوا
وكيـف ولـم أعلمهـم خذلـوكـمُ * علـى موطـنٍ ولا أديمكـمُ قـدُّوا
مغاويرُ أبطالٌ مطاعيمُ في الدجـى * بنـى لهـم آباؤهـم و بنـى الجـدُّ
وألا وليعلم تجار الفضائيات من المفتين في غير فنونهم ومن يأتون بهذه الأعاجيب، والمشنعين على الأزهر الشريف التزامه بالحق والصواب، ومن المتاجرين الجدد بالدين ومن الداعشية الجديدة، ومن التكفيريين الجدد، أن النبي الأكرم –صلى الله عليه و سلم- نفسه لم يكفرهم، وأتحدى الثقلين من الإنس والجن ومن كل حدبٍ أن يأتونا بحديث واحد، "صحيح صريح" فيه تكفير الخوارج، أو يأتونا بأية واحدة "قطعية الدلالة" فيها تكفير الخوارج.
وأنصحكم بألا ترهقوا أنفسكم، فلن تجدوا مهما بحثتم، واعلموا أن الأزهر الشريف ببيانه أقرب إلى الحق من كل تجار الإعلام والثورات والمتلاعبين بعواطف الناس ليأخذوا ما في جيوبهم.
واعلموا أيضًا أنكم أقرب إلى المتطرفين بأفكاركم تلك، وبتطرفكم في مواجهة التطرف!
يا أيها الناس، إن التطرف لا يعالج أبدًا بتطرف في الجهة المقابلة، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم، ولكن التطرف يعالج بالتزام الحق وبيانه للناس وباعتناق الوسطية الحقة، وحث الناس على اتباعها، وليس بالتهور في التكفير وإطلاق الأحكام التي تغلب عليها العواطف والمشاعر والبعد عن الصراط المستقيم.
يا سادة لا يمكن بحالٍ أبدًا معالجة التطرف بتطرف في مقابل التطرف!
وفي الأخير: ألا فليعلم كل من يريد من الأزهر الشريف أن يخالف ما يراه صوابًا لأجل عيونهم ورأيهم و"سبوبتهم"! أنه لا يختلف بحالٍ عن أولئك التكفيريين والخوارج والدواعش، بل هو الوجهة الآخر لعملتهم في التطرف والتكفير والإرهاب؛ فـــ ... كلا طرفي قصد الأمورِ ذميمُ!
والسلام.