البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

2350 عاماً من الإشعاع الحضاري.. "الإسكندرية" قصة مدينة أسسها الإسكندر وأضاءت العالم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في كل عام، تحتفل مدينة الإسكندرية بذكرى تأسيسها، تلك اللحظة التاريخية التي غيرت وجه الحضارة الإنسانية عندما قرر الإسكندر الأكبر إنشاء مدينة تحمل اسمه على ساحل البحر المتوسط. مرت أكثر من 23 قرناً منذ أن وقع الإسكندر في غرام هذه البقعة الساحرة، فأمر بتحويل قرية صغيرة للصيادين تدعى "راقودة" إلى مدينة عظيمة أصبحت منارة للعلم والثقافة في العالم القديم. اليوم، تقف الإسكندرية شامخة كشاهد على عظمة الحضارات التي تعاقبت عليها، وكرمز للتلاقح الثقافي بين الشرق والغرب.

حلم الإسكندر الأكبر يتحول إلى منارة حضارية

في 7 أبريل عام 332 قبل الميلاد، بدأ العمل على إنشاء مدينة الإسكندرية بأمر من الإسكندر الأكبر، الذي اختار موقعاً استراتيجياً على ساحل البحر المتوسط. كلف الإسكندر المهندس اليوناني دينوقراطيس بتخطيط المدينة، الذي صممها على شكل شبكة متعامدة من الشوارع الواسعة. تم ربط جزيرة فاروس بالبر الرئيسي عن طريق ردم جزء من المياه، مما أدى إلى تكوين ميناءين طبيعيين ساهما في ازدهار المدينة تجارياً.

عروس البحر المتوسط.. من قرية صيادين إلى عاصمة العلم والمعرفة

 

اكتسبت الإسكندرية شهرتها العالمية من خلال مكتبتها العظيمة التي أسسها بطليموس الأول واستكملها بطليموس الثاني، والتي ضمت أكثر من 700 ألف مخطوطة من مختلف أنحاء العالم القديم. كانت مكتبة الإسكندرية أول مكتبة حكومية عامة في التاريخ، وأصبحت مركزاً للبحث العلمي والترجمة، حيث التقت فيها علوم الشرق والغرب. إلى جانب المكتبة، اشتهرت المدينة بمنارتها الشهيرة في جزيرة فاروس، التي صنفت كإحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.

 الإسكندرية اليوم.. استمرار الإرث الحضاري

تقف الإسكندرية اليوم شامخة بتاريخها العريق المشرف، تستعيد دورها الثقافي والحضاري من خلال مكتبة الإسكندرية الجديدة التي افتتحت عام 2002، لتحيي ذكرى المكتبة القديمة وتعيد للمدينة إشعاعها الثقافي. 

وفي ذكرى تأسيسها، تحتفل المدينة بإرثها الممتد عبر 23 قرناً من الزمان، وتؤكد على دورها كجسر للتواصل بين الثقافات والحضارات. 

حكاية مدينة الإسكندرية حلم تحول إلى واقع، وفكرة تحولت إلى منارة حضارية أضاءت العالم بنورها، وما زالت تشع بعطائها الثقافي والإنساني حتى يومنا هذا.