«جانا العيد أهو جانا العيد».. المصريون يؤدون صلاة عيد الفطر في المساجد وسط ضوابط احترازية
لا يحلو العيد بدون صلاة العيد، حيث طقوس اليوم التي تعود عليها المصريون منذ دخول الإسلام إلى مصر، لما يشعرون به من نفحات وعطاءات إلاهية وكأن هذه مكافأة الصبر على صيام شهر كامل متتالي تشعر فيه بالجوع والحر والعطش، ومع ذلك تصبر حتى يمر النهار، فما بالك بأن هذا اليوم جائزة الصائمين في الدنيا فما بالكم بالآخرة التي خصص الله لعباده الصائمين بابا يدخلون منه إلى الجنة يسمى باب الريان، وكذا لا يمر اليوم مرور الكرام على الأطفال دون الحصول على العيدية من الأهل والأقارب والأصدقاء.
صلاة العيد تجمع شمل كل قريب وبعيد
فى الصباح الباكر نسمع تكبيرات العيد تأتي من كل مكان قادمة من المساجد والتلفاز والراديو والجميع يستيقظ من ضجيجها بشكل يسمو فيها بالطابع الروحاني الجميل والشيق الذي يجعلك تهرول لتنال قسطا من العبادة التي أهداها الله لعباده الصائمين، حيث نذهب لصلاة العيد ونردد تهليلات وتكبيرات العيد ونقوم بتهنئة كل المحيطين بنا من أهل ومعارف وأقارب وأصدقاء لتعلو الفرحة كل الأوساط المجتمعية بما فيها من المودة وصلة الرحم.
ويؤدي المصريون اليوم صلاة عيد الفطر بجميع مساجد الجمهورية بعدما أعلنت وزارة الأوقاف عددا من الضوابط والإجراءات التي يجب الالتزام بها حفاظا على صحة وسلامة الجميع ومنع عدوى انتقال فيروس كورونا، حيث أعلن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ضوابط صلاة عيد الفطر، التي أكد أنها ستقام فقط في المساجد الكبرى والجامعة بعد منع إقامتها بالساحات العامة، لتطبيق إجراءات التباعد.
وشدد وزير الأوقاف على أنه سيتم منع صلاة العيد في الساحات لإمكانية تطبيق إجراءات التباعد في المساجد دون الساحات المفتوحة التي يصعب تطبيق إجراءات التباعد بها أو التحكم في تدافع الناس عليها، كما شدد على ضرورة الالتزام بضوابط صلاة عيد الفطر في المساجد الكبرى والجامعة، وعلى رأسها الالتزام بالكمامة وإجراءات التباعد، وفتح المسجد قبل الصلاة بـ 10 دقائق وغلقه بعدها بـ 10 دقائق، وأن تكون مدة التكبير في حدود 7 دقائق، وألا تزيد مدة الخطبة على 10 دقائق كخطبة الجمعة، والسماح بفتح مصليات السيدات في المساجد التي تفتح بها في صلاة الجمعة أو صلاة القيام.
العيدية مفتاح قلوب الأطفال في العيد
«العيدية» هي الفرحة التي يشعر بها الكبير والصغير، ولا يخلو من ذاكرة شخص مهما كبر سنه أو عَلا منصبه لحظة تلقيه العيدية في الصباح من والده أو من أحد أقاربه، بعد الانتهاء من أداء صلاة العيد.
والعيدية عادة توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل، حتى أصبحت عادة متأصلة فى المجتمع المصري والعربي، وتشير بعض الروايات والأقوال التاريخية إلى أن العيدية ظهرت فى مصر فى العهد الفاطمي، وكانت تعرف بالعديد من الأسماء مثل الرسوم والتوسعة، كما أنها كانت تقدم للكبار والصغار وكانت عبارة عن نقود وملابس يتم توزيعها فى فترة العيد.
ويشير المؤرخون وأساتذة التاريخ إلى أن العيدية أول من ابتدعها “الإخشيديون” أثناء العصر الإخشيدى فى مصر، وكانت العيدية وقتها عبارة عن طبق من الفاكهة والحلوى يوضع به دينار من الذهب ويوزع على حاشية الحاكم، ويكون محظوظا من يجد الدينار الذهبى داخل ذلك الطبق، وبهذه الفكرة تناقلت فكرة العيدية والهبة والعطاء للكبير ثم للصغير كاحتفال بالعيد.
وللعدية أسماء مختلفة عن مصر، حيث تسمى فى السعودية باسم الحوامة والفرحية والحقاقة أما فى سوريا فتسمى باسم الخرجية وفى المغرب تسمى فلوس العيد.
والعيدية هي باب دخول قلب كل طفل لأنها من الأشياء المبهجة التى تعطى روحا للعيد، كما أنها من العادات التى تُميز العيد عن باقي الأيام العادية.