"الصعيدي" أثقلت الحياة كاهله فطبع إعلانا بشوارع الإسكندرية
رغم مشقة الحياة وكروبها إلا أنك تجدهم أسعد الناس بما في أيديهم، تزين الابتسامة وجوههم طوال الليل والنهار،يعلمونك الكثير دون أن تشعر، قد تخجل من كلامهم عن النعم التي أنعم الله بها عليهم وهم يعانون أشد المعاناة.
قبل أذان الفجر بقليل يستيقظ عم محمد الصعيدي، فيحسن وضوئه ثم يذهب إلى المسجد القريب من مسكنه ليصلي الفجر به ثم العودة إلى المسكن مرة أخرى لانتظار أن يرن هاتفه من أحد سكان محافظة الإسكندرية ليقوم بخدمته أو تنظيف منزله سيارته شقته..الخ، لا يقول لرزقه لا طالما هناك مقابل من المال والمعاملة الحسنة أيضًا نظرًا لسنه الكبير الذي يتخطي ال 42 خريفا، ليعود آخر النهار برزقه ورزق عياله الأربعة، رغم أنه زوج أكبرهم إلا أنه ما زال يصرف عليها وعلي زوجها المريض حتى الآن، ظلت الظروف والدخل المحدود عائقين أمامه لتحقيق ما يتمني ويجعله يعيش حياة كريمة وهنيئة تمنعه من مد يد العون والمساعدة للناس، حتى اقترح عليه أحد من يقوم بخدمتهم وتنظيف ما يحتاجون إلى ذلك، بفكرة أن يقوم بطباعة ونشر إعلان لها ولصقه على جدران الأزقة والشوارع والميادين الرئيسيه وكل شبر في محافظة الإسكندرية كافة، يعرض به ما يقوم به من أعمال ألا وهي تطليع عفش، تنظيف وغسيل السلالم والسجاد والمطابخ حتى الحمامات في أي وقت وبأي منطقة داخل محافظة الإسكندرية بجانب مهنته الأساسية عامل في المعمار والبناء.
يقول عم محمد الصعيدي، أعيش في احدي محافظات الصعيد، ولدي كوم لحم يحتاجون مصاريف يومية ولا استطيع تدبيرها فقررت الذهاب إلى مدينة الإسكندرية لأجل البحث عن فرصة عمل مناسبة، فلم أجد سوي مهنة المعمار والبناء التي تثقل كأهلي يوميًا ونظرًا لسني الكبير بدأت ابحث عن فرصة أفضل غسيل وتنظيف المنازل والسيارات وكافة الأشياء، حتى ذاع صيتي في المنطقة التي اسكن بها نظرًا لعدم رفضي أية أعمال ولا انظر إلى مهنة بأنها ترفع الإنسان أو تلقي به في القاع" كله بيكمل بعضه والإيد البطالة نجسة".
ويواصل، منذ عامين اقترح عليا أحد الأشخاص الذين أقوم بخدمتهم بعمل إعلان لي مرفقًا برقم هاتفي والأعمال التي أقوم بها، يتم لصقه في الشوارع والحواري كي يراه الناس ويتصل بي من يريدني أقوم بخدمته، والسبب الرئيسي في ذلك الإعلان بسبب قلة العمل فأنا أعمل يوم وأسبوع في المنزل بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني ويشتكي منها الكل، موضحًا بسبب تلك الظروف أنا على استعداد على العمل في أي مكان وأي وقت حتى لو خارج الإسكندرية شرط أن يكون هناك مقابل مادي جيد يعوض " المشوار" ويكفي حاجتي وحاجة أسرتي.
ويختتم عم محمد كلامه قائلًا، أتمني أن يتصل بي كل من يري الإعلان وتكون له حاجة اقضيها له، لأنه نفسي أشتغل وأروح واجي على عيالي في الصعيد بخير كتير واسعدهم واجيب ليهم كل الحاجات اللي يحتاجونها واللي اتحرمت أنا منها بسبب قلة الحيلة والفقر، واستريح شوية من التعب الذي يرافقني ليل نهار.