البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ولادة فوق السحاب.. طبيب مصرى ينقذ سيدة يمنية على متن طائرة

البوابة نيوز

"ربنا حطنى في المكان والوقت المناسب"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور معتز فتحي، أخصائى طب الأطفال وحديثى الولادة في مستشفيات جامعة بريستول بإنجلترا، سرد تفاصيل قيامه بعملية ولادة طارئة لسيدة يمنية على متن طائرة مصر للطيران، قائلًا: "مكنتش رحلة عادية، لأنه كان من المفترض أنى أرجع إنجلترا يوم ٢٧ أغسطس الماضى ولكن الظروف اضطرتنى تأجيل العودة حتى يوم ١٥ سبتمبر الجاري" مضيفًا: "دى كانت الصدفة اللى جمعتنى مع السيدة اليمنية هيام نصر".

"ياريت لو في طبيب في الطائرة يعرف نفسه".. نداء طاقم الطائرة عبر الميكروفون جعل أخصائى طب الأطفال يتساءل عن السبب، قبل استكشاف الأمر، قائلًا: "مفكرتش لحظة في أنى أقدم نفسى لطاقم الطائرة لأننا بنعامل ربنا ودائما أجرنا عنده".

وقال "فتحي": "أول ما وصلت للسيدة هيام، بدأت بتعريفها بنفسي، ولاحظت مدى الآلام التى تشعر بها ووجدت معها أحد أطباء الكلى العربى وحاولنا تهدئتها، ونظرًا لتألمها الشديد، قمنا بسؤال والدتها عن تاريخها المرضي، ومتابعة حملها، ووجدنا أن السيدة صاحبة الـ ١٨ عامًا في شهرها الثامن، وبالتحديد في الأسبوع الـ ٣٥ من حملها، وأن هذه الولادة هى الأولى لها، وأنها لا تعانى من أى أمراض مزمنة، كما أن آخر سونار كان يوضح أن وضع الطفل مثاليا للولادة الطبيعية.

وأضاف: "بدأنا في سؤال الأم عقب تهدئتها، للتأكد ما إذا الألم الذى تشعر به ألم ولادة أم ألم ولادة كاذب، وطلبنا منها محاولة الهدوء حتى الوصول للمطار ونقلها للولادة بأحد المستشفيات، ولكنها كانت على وشك الولادة، ولذلك طلبنا نقل الأم لمكان أوسع لتتم عملية الولادة".

وتابع: "كنا نتابع باستمرار العلامات الحيوية للأم والبنت خرجت سليمة وصحتها كويسة هى والأم رغم احتياج الطفلة لبعض الإنعاش الرئوى البسيط لكن حالتها العامة كانت مطمئنة للغاية، وطلبنا بعد ذلك من المضيفين إبلاغ قائد الطائرة بالهبوط الإضطراري".

وتابع: "أكتر حاجة كنت خايف منها، هو حدوث نزيف ما بعد الولادة للأم، أو أن الطفلة تكون محتاجة لتنفس صناعى أو أدوات تدخلية متكنش معانا على الطائرة، وكان عندى إحساس بالمخاطرة، لأن دا مش مجالى وأنا طبيب أطفال وحديثى ولادة ومينفعش أدخل في شغل غير شغلي، لكننا في حالة طائرة ومفيش طبيب متخصص أو طبيب تانى يقبل يخش في الحالة دى فكنت لازم أقبل المخاطرة، ومكنش لازم أنى أخاف أو أن مستقبلى المهنى ممكن يضيع لا دى حاجة ربنا حطها قدامك وربنا عارف إنه هيوفقك".

وأضاف: "طبيعة شغلنا خلتنا منخافش وإحساسى إن ربنا بيحط كل حاجة في مكانها خلانى أكون موجودا في هذا الوقت والمكان، وبالرغم أنه أمر مش طبيعى أن السيدة اليمنية مكنتش في الشهور الأخيرة لكن توفيق ربنا أنه بيحبها أوى خلى الولادة عدت على خير، كما أننى نظرًا لأنى بحضر عمليات كتير وبشتغل في الرعاية المركزة للأطفال حديثى الولادة خلانى أقدر أقوم بالعملية".

وعن اللحظات التى لا يمكن نسيانها خلال الرحلة، رد قائلًا: "تصفيق الناس في الطائرة واحترام المضيفين وثنائهم على الجهد اللى اتعمل وانبهار وثناء الأطباء الألمان باللى حصل وبمجهوداتنا في عملية الولادة في الطائرة، ونظرة الأم لابنتها عقب الولادة كان فرحة كبيرة بتنسى أى ألم، والجدة اللى كانت بتبكى من السعادة، وتعاون طاقم الطائرة والركاب والطبيب اللى شاركنى عملية الولادة، وقائد الطائرة اللى بمجرد ما طلبنا منه الهبوط الاضطرارى قام به"، موضحًا: "طلبت منهم يسموا بنتهم على اسم مصر". وأعرب الطبيب المصرى عن سعادته الغامرة بحديث السوشيال ميديا والعالم والتعليقات الرائعة عن إجراء عملية الولادة في الجو، قائلًا: "لأول مره أظهر على السوشيال ميديا عنى بالطريقة دي، حسيت أن توفيق ربنا كبير جدًا، وسعدت بأن اسم مصر دائمًا قبل اسمى بأنى طبيب مصري، وحسيت أنى عملت حاجة لأنى كنت دائمًا بحلم أشرف بلدى في يوم من الأيام، وحقيقى فرحة أسرتى بيا أبويا وأمى وزوجتى وأولادى حاجة فوق الوصف إنهم فخورون بيا ودا سعدت بيه جدً". واختتم حديثه، قائلًأ: "أنا كطبيب مصرى واحد من ملايين الأطباء بالخارج، لكنى مؤمن بمهارة الطبيب المصرى التى تتغلب على الصعاب، وأننا في أى موقع بنبقى ناجحين جدًا لو هيئت لنا الظروف، وبنتمنى نرجع نخدم بلدنا ونضيف الخبرة اللى اتعلمناها بره لبلدنا، بحيث إن الخبرة تفضل متجددة". وناشد، رئاسة الجمهورية بضرورة مخاطبة نقابة الأطباء بعمل هيئة تصنيف للشهادات والخبرات الخارجية من أجل تقدير الشهادات التى يقوم الأطباء المصريون بالحصول عليها من الخارج، وعودتهم للعمل في مصر في مناصب مناسبة للخبرة التى اكتسبوها خلال سنوات عملهم في الخارج.