البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"كورونا" يفتك بضحايا كارثة غاز وقعت قبل 36 عامًا في الهند

ًصورة أرشيفية
ًصورة أرشيفية

أودى وباء «كوفيد 19» بحياة أشخاص وقعوا ضحية تسرب فتاك للغاز في مدينة بوبال الهندية سنة 1984 بعدما قاسوا لسنوات طويلة تبعات إحدى أسوأ الكوارث الصناعية في العالم.
فقد أفلتت سحابة سامة من خزان مصنع للمبيدات الحشرية تابع لمجموعة «يونيون كاربايد» الأمريكية ما أسفر فوراً عن مقتل 3500 شخص في هذه المدينة في وسط الهند. كما أن حوالي 25 ألف شخص آخرين قضوا في السنوات التي تلت.
ويمثل هؤلاء الضحايا اليوم نسبة كبيرة من الأشخاص المتوفين جراء فيروس «كورونا» المستجد في بوبال أي 20 على الأقل من 45 بحسب الأرقام الحكومية. حتى إن عدد هؤلاء يصل إلى 37 وفق الناشطين والعائلات. ومن بين الضحايا ناريش خاتيك (52 عاما). وقد أوضح نجله غوراف أن والده كان يعاني مشكلات رئوية منذ الكارثة. كما أن مركز «بوبال ميموريال هوسبيتال أند ريسرتش سنتر» الاستشفائي المتخصص في معالجة المرضى الذين يعانون تبعات تسرب هذا الغاز السام، رفض معالجته.
وصادرت حكومة ولاية ماديا براديش هذا المركز الواقع في ضاحية المدينة في مارس لمعالجة المصابين بالفيروس. وبسبب نقص وسائل النقل بفعل تدابير الحجر، «أضاع الناس وقتا طويلا في التنقل بين مستشفى وآخر وتوفي كثيرون»، وفق هذا الشاب البالغ 20 عاما.
ويتهم الناشطون الحكومة بأنها تخلت عن ضحايا الكارثة وهم من الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس بسبب وضعهم الصحي الحساس.
ويقول راشنا دينغرا من مجموعة الإعلام والحركة في بوبال «لقد أخطرناهم بأنهم في حال لم يتخذوا إجراءات لحماية ضحايا تسرب الغاز فإن الكثير منهم سيموتون جراء كوفيد 19... لكنهم لم يأخذوا كلامنا في الاعتبار».
وعلى غرار خاتيك، عاشت غلناز وهي ربة منزل في سن الخامسة والثلاثين، «كابوسا» عندما قال والد زوجها رياض الدين الذي كان يعاني مشكلات تنفسية منذ الكارثة، إنه يواجه صعوبات في التنفس. وتقول «اضطررنا للمكافحة» من أجل علاج هذا الرجل البالغ 65 عاما، مشيرة إلى أن أربعة مستشفيات بينها مركز بوبال ميموريال رفضت استقباله.
ودخل أخيرا إلى مستشفى حميدية الحكومي، حيث ثبتت إصابته بالفيروس. وهو «توفي في مساء ذلك اليوم».