زي النهاردة.. جيمس بروس يكتشف مصدر نهر النيل
في مثل هذا اليوم 14 فبراير 1770 اكتشف العالم والمستكشف البريطاني جيمس بروس ما يعتقد أنه مصدر نهر النيل، بعد أن صمم على السعي لاكتشاف منبع النيل الذي اعتقد أنه ينبع من الحبشة عقب وصوله إلى الإسكندرية في يونيو 1768.
وتوجه "بروس" إلى القاهرة، وحصل على دعم كبير من "على بك الكبير" ومن القاهرة توجه إلى جدة عبر الصحراء، كما تنكر بالزي التقليدي للبحارة العثمانيين ووصل إلى جدة 1769 ومكث هناك فترة من الزمن ليكمل رحلته إلى أفريقيا وتحديدًا إلى منطقة "مصوع" عبر البحر العرب، ومن مصوع توجه إلى عاصمة الحبشة في تلك الفترة وكانت تسمى "غوندر" وقد استقبله النجاشي "تكلا هيمنوت الثاني" في 14 فبراير 1770م.
بقى في الحبشة لسنتين، وهو يستكشف ويتعرف على تلك المنطقة ومنابع نهر النيل، ولم يكتف بذلك بل أراد في طريق عودته أن يتتبع مجرى نهر النيل الأزرق من المنبع وحتى نقطة التقائه بالنيل الأبيض.
انطلق بروس من غوندر في ديسمبر 1771، وشق طريقه نحو سنار والنوبة، بالرغم من الصعوبات، وكان أول من تتبع النيل الأزرق من منبعه إلى ملتقاه مع النيل الأبيض، وصل أسوان في 29 نوفمبر 1772، وعاد إلى الصحراء لاستعادة مذكراته ومتاعه التي تركها بعد موت كل جماله، ثم وصل إلى القاهرة في يناير 1773، وفي مارس وصل إلى فرنسا، حيث رحب به جورج دي بوفون وعلماء آخرون.
وصل إلى لندن في 1774، لكنه أهين بالشك الذي قوبلت به قصته، وذهب إلى بيته في كينيرد، ولم يعبأ برحلته حتى عام 1790، عندما حثه صديقه دينز بارينغتون على نشر مذكراته، ونشر كتابه "رحلات لاكتشاف مصدر النيل في السنوات 1768-73"، في خمسة مجلدات، واكتسب العمل شعبية كبيرة، لكن هاجمه الرحالة الآخرون وشككوا في مصداقيته، كانت الفترة التي كتب فيه الكتاب بعد 12 عاما من عودته من أفريقيا التي كانت حجة مهمة لمنتقديه، لكن الدقة الكبيرة لكل ما يتعلق برحلاته الحبشية جعلته مصدرا مهما.
وتوفي "بروس" في 27 أبريل 1794 عن عمر 63 عاما.