البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

سيدنا النبي.. سلاما يوم مولدك

البوابة نيوز

شخصية سيدنا النَّبى محمد عليه الصلاة والسلام لها تأثير كبير في التاريخ، ولذلك فإنّ حياته وأعماله وأفكاره قد نُوقشت على نطاق واسع من جانب أنصاره وخصومه على مر القرون، كما اهتم المسلمون قديمًا وحديثًا بسيرة النبى محمد باعتبارها المنهج العملى للإسلام، فألف علماء الإسلام مؤلفات عديدة وجامعة في سيرته، ودوّنوا كل ما يتعلق بذلك، فلم يعد الاحتفال بمولد خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، احتفالا للابتداع، لكنه أمر مقطوع بمشروعيته لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة ما يدل على احتفال الصحابة الكرام بمولده الشريف وإقراره لذلك وإذنه به، وقد درج سلفنا الصالح منذ القرنين الرابع والخامس الهجريين على الاحتفال بمولد خير الورى بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من تلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح، ونص جمهور العلماء سلفًا وخلفًا على مشروعية الاحتفال بهذه المناسبة العطرة واستحباب ذلك، وبينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف.

عامر التونى: إطلالة النبى للرحمة الإلهية في التاريخ الإنسانى..
قال عامر التوني، مؤسس فرقة المولوية المصرية فرقة الإنشاد الصوفى: عايشين على اسمه ونذكره كل لحظة ويسعد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في يوم ميلاده، فمولده الكريم هو إطلالة للرحمة الإلهية في التاريخ الإنسانى، عبر عنه القرآن الكريم بأنه رحمة للعالمين، وهذه الرحمة لم تكن محدودة فهى تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان، بل تمتد على امتداد التاريخ، فقد أوجب الله على المسلمين إعطاء الرسول حقه بحفظ سنته واتباعها وإحيائها والاقتضاء بها، وفاء لحق النبى على عباد أمته أن يؤمنوا بما أرسل به ويتبعوا سنته حبا فيه وفى سماحته، وكرم الله تعالى اليوم الذى ولد فيه رسول السلام، فقال سبحانه وتعالى في كتابه قائلا: وسلام عليه يوم ولد، موضحا التونى أن يوم ميلاده نعمة الإيجاد وهى سبب كل نعمة في الدنيا والآخرة. وبدأ الاحتفال بالمولد النبوى الشريف في عام ٣٠٠ هجرية باقتراح من الأمير أبو السعود مظفر الدين كنوع من تذكير المسلمين بمولد سيد الخلق، وكان الاحتفال وقتها عبارة عن مناضد هائلة في الشارع الأعظم من الخشب ذات طبقات كثيرة بعضها فوق بعض تبلغ الأربع أو الخمس طبقات، ويجلس عليها المعنيون وكان الناس يحتفلون عن طريق السير أمام تلك المناضد ويستمتعون بما يسمعون، وتنتشر المظاهر الاحتفالية بالشوارع والميادين فينتشر بائعو الحلوى التى تسمت باسمه «حلاوة المولد»، في العديد من الأماكن وترفع لافتات الحفلات الدينية والإنشادية على المساجد وفى الطرقات، وارتبطت حلوى المولد بمفهوم الاحتفال بهذا اليوم عند المصريين وترسخت على مر العصور لتصبح عادة تتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل، وتعود صناعة الحلوى التى تعد أبرز مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، موضحًا أنه لا يستطيع نهائيا أن يغنى مرتديًا حذاءه احترامًا لمن يتغنى له فيبقى فقط واقفًا هائمًا ذاكرًا بعيدًا عن أى مؤثرات خارجية فهو في رحاب سيدنا محمد.

أحمد الكحلاوى: لا أمدح خلقته بل أمدح أخلاقه..
«لجل النبى، عليك سلام الله، حب الرسول يابا دوبنى دوب، خليك مع الله، وغيرها من المدائح النبوية المأثورة والأثيرة إلى قلبه، يشدو ويصدح بها في مولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام».
يقول أحمد الكحلاوي: أكثر الحفلات النبوية تأتى من الغرب لحالة الشجن الذى يعيشونها بسبب تلك الكلمات التى نذكره بها، ولا أغنى شيئًا وألا أنشد إلا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا من فضل الله على أن أكون ذاكرًا وحاملًا لاسمه، لأن المدائح النبوية الوسطية الملتزمة التى لا تمدح خلقة الرسول، بل أخلاقه وسيرته وسريرته هى التى تعلم الناس، وأريد أن أقول إن هناك من يركز على مديح الخلقة، ولكن المديح الحق هو أن تتوخى سنة الحبيب المصطفى، الناس مش عاوزة تسمع أعمال ومتعملش ولكنهم يتجاوبون مع عمل يستوفى عناصر المدح النبوي، وفيه النص الغنى بالمعلومة الموثقة، نريد أن نتكاتف جميعا في البيت والمدرسة التى يجب أن تعيد حصص التعليم الدينى قوية، وأن تكون مادة أساسية فيها نجاح ورسوب وتدخل في المجموع ويجب أن تعيد الإذاعة والتليفزيون الأعمال الدرامية الهادفة، كانت تنقل حفلات ومدائح رائعة في المولد النبوى وشهر رمضان، عشان اسمه يرن في آذان صغارنا. 

عيون أبوعامر: سيدنا النبى.. نور ينشر السلام والرحمة..
قال عيون أبوعامر، كبير مداحى أسيوط، إن هذا اليوم هو يوم مولد خاتم الأنبياء والمرسلين أرسله الله سبحانه وتعالى رحمةً للعالمين، هو حبيبنا وشفيعنا يوم الدين، ولنْ يستطيع الكلام أنْ يصف مشاعر شوقنا وحبّنا له أفضل الصلاة والسلام عليه.
وعن المبادئ التى تعلمها وتربى على نشأتها كأحد أبناء المنشدين الكبار، قال «أبوعامر»: تعلمت حب رسول الله من أبى كان يجلس متوسطا الأطفال ليروى لهم ما الذى كان يفعله، ويقص علينا أحاديثه وزوجاته، أحببنا كماله، فكان أبى الشيخ محمد أبوعامر أحد كبار المنشدين الصوفيين بأسيوط، هذا ما تركه أبى لى ولأحفادي، كان ملاذى ولهوى في الحضرات الصوفية، التى كان يقيمها والدى بدون موسيقى ولم أكمل حينذاك ١٢ عامًا، إلى أن شاهدنى أفعل مثله بدون أن يطلب منى ذلك، فقرر وقتها أن أسير مغردًا مادحًا سيدنا النبي، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نورًا يمشى بين الناس وينشر ريح السلام والرحمة بين أصحابه، فقد تغنى الشعراء والكتاب بمدح رسول النور والهداية، وأنشدت قصيدة بعنوان «خدونى رضيع اللبن، متفوتنيش يا أمى، سيدى الرفاعى بالأنوار ملازمنى. إن مالت العين منى لأخلع الننى»، وعلقت بأذهان الحضور، وأظل أنشدها دائما في الموالد والحفلات، إلى أن تغلغلت في مديح النبى الذى يتطلب منى الخشوع التام في كل لحظة أقف ذاكرًا اسمه، حيث يحتفل الناس بذكرى ميلاده من كل عام بتبادُل التهاني، وأكل الحلوى، والإكثار من الصلاة على أشرف الخلق، وملء هذا اليوم بالعبادات، التى تملؤه الروحانيات التى تحاصر المكان من حولنا عندما تهتز الجدران والأرض من ذكر اسم سيدنا النبي.

محمود التهامى: الذكر أشكال وألوان والمحبوب «ملوش زى»..
قال نقيب المنشدين، محمود التهامي، نحتفل به طول العام وننشد باسمه ولكن مع بداية شهر ربيع من كل عام تُقام سرادقات كبيرة حول المساجد الكبرى والميادين في جميع مدن مصر خاصة في القاهرة الأكثر زحامًا بالسكان، حيث توجد مساجد أولياء الله الصالحين، في مسجد الإمام الحسين والسيدة زينب رضى الله عنهما تضم تلك الشوادر أو السرادقات زوار المولد من مختلف قرى مصر والباعة الجائلين بجميع فئاتهم وألعاب التصويب وبائعى الحلوى والأطعمة والسيرك البدائى الذى يضم بعض الألعاب البهلوانية وركنًا للمنشدين والمادحين، وهم فئة من المنشدين تخصصت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعد «حلوى المولد» من المظاهر التى ينفرد بها المولد النبوى الشريف في مصر حيث تنتشر في جميع محال الحلوى شوادر تعرض فيها ألوان عدة من حلوى المولد التى سميت باسم رسول الله «حلوى المولد»، وأكثر ما يسعدنا هو أن حبيبنا يجمعنا من كل بلد ومن كل مكان وده أكثر شيء يسعدنا، ففى هذا اليوم نشعر بوجوده معنا يحل ضيفا في رحابنا فالجميع يذكره ويناديه وفى ذكراه نستمتع أكثر لأن اليوم يكن على قدر كبير من الروحانيات عن أى أيام سابقة.