البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

هيثم زكي.. وللآخرة خير لك من الأولى

البوابة نيوز

حالات نادرة يكون الموت فيها حلا مثاليا للبحث عن ونس، عن هدهدة أم وونس أب، فليست العبرة بعدد سنوات الرحلة، لكن بمن يقطع معنا تلك السنوات، وكما قيل الإنسان لا يموت فجأة بل تموت فيه الحياة جزء فجزء، عندما يموت والده ثم أمه ثم أشقاؤه وأصدقاؤه، عندما تسكن الوحدة في النفس ويشعر بها القلب، يكون الرحيل حتمي ولا جدوى من البقاء على الأرض، لأن ما سيبقى بعد هو تحصيل حاصل وقطع لأوراق التاريخ على الجدران.
هذا الونس الزائف المتأخر على رحيل هيثم أحمد زكي المفاجئ إنما هو الأمر الاعتيادي للزوم اكتمال المشهد، إحساس بالذنب ومحاولة من الأحياء لطلب الصفح عن سقوطهم في بئر عدم التواصل والتواد لكن لا جدوى.. فرذاذ المطر بعد موت النبت لا يعيد له الحياة، والصحراء القاحلة التي كست النفوس، لن يزيلها عبارات التعازي.
هيثم لا يسمعكم الآن، لا يهتم بما يكتب ولا بما يقال، ولاكم ظهره حيث وجد الدفء والسكنى والسؤال.
هيثم لن يتلقى منكم اتصالات فهاتفه أصبح خارج نطاق الخدمة ولن يعيطكم رقم هاتفه الجديد، فالقديم كان معكم وكان ينتظر منكم السؤال ولم تفعلوا.
هيثم يدرك أن فزعتكم على أنفسكم، على تخيلكم لأنفسكم وأنتم تموتون وأنتم غرباء.
وأخيرا في رأيي هذا المشهد هو أعظم أداء لهيثم وانعكاسه على الجماهير واضحا وضوح الشمس، فلا أحد من المشاهدين كان يتوقع هذه النهاية.
طب مرقدا يا هيثم واستمتع مع أبويك فليس لك في الحياة ما كان يستحق البقاء.