حريق شقة بأرض اللواء.. وسكانها لأهل الخير: "اطفئوا نار قلوبنا"
عراكهما كان على "القوت"، كأي زوجين يحاصرهما الفقر والعوز، فالرجل أرزقي والزوجة لا تعمل، مشكلات يرونها كبيرة وتحلها بضعة جنيهات لكن كيف الوصول إليها والدين أغلق كل فتحات الهواء، ليدرك الطارق أنه لا أحد موجود سوى قطع الأثاث وبعض الأوجاع والاعتراضات وعبارات الغضب التي لم يستطع أحد من الزوجين حملها على كتفيه أثناء الخروج، كان لا بد لهما من مغادرة المسكن ولو يومين فلا زاد ولا نقود لمحصل العداد ولا مصاريف لمدارس العيال.
ذهب الزوج إلى قريته حيث يقطن أبويه آخر شجرة ظل له، والتي حتى وإن شاخت سيجد فيها ثمارا تسد رمقه وتدفعه لمجابهة الحياة، كما ذهبت الزوجة إلى بيت والدها الملاذ والحصن لكسيرة الجناح وعيالها إذا ما أضناه الزمان وألم بها الوجع.
كل شيء ساكن في تلك "الشقة" إلا "ماس كهربائي" جاء في غير موعده فأفزع الجيران، جاء كلص في منتصف الليل، حرق كل محتويات الشقة دون أن ينتبه له الجيران، إلا بعد أن فضحه الدخان ولم يترك شيئا إلا وجعله ركاما، وبعد أن كانت إقامة الزوجين لدى أسرتيهما اختياريا لبضعة أيام صارت إجبارية حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، ويرسل لهذه الأسرة من يمد إليها يد العون ويساعدها في العودة للحياة بإصلاحات للمعطوب أو التبرع ببعض الأثاث.
الكرام المضانون في هذا الكرب العظيم لم يفقدوا الأمل في الله ولا في أهل الخير في أن يطفئوا لهيب النيران في صدورهم.. فاتصلوا بباب صوت الناس، الذي على الفور انتقل إلى مكان الحريق ليرصد مأساة الأسرة وينشر استغاثتها ربما وقعت عين خير على الخبر فسعت لفك كرب هذه الأسرة ومساعدتها.