البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حمام الطنبدي الأثري يشكو الخراب والإهمال

حمام الطنبدى الأثرى
حمام الطنبدى الأثرى

تحفة معمارية تجسد فنون العصور الوسطى
أنشأ حمام الطنبدى الأثري، رئيس التجار بالديار المصرية التاجر نورالدين على بن جلال الدين محمد الطنبدى، والطنبدى نسبة إلى قرية طنبدة أو طنبذة، وطنبدة، وهى قرية غرب النيل بصعيد مصر بجوار البهنسا الأثرية.
وكان الطنبدي، أحد أعيان التجار المشهور بالكرم بالمال الجزيل، وكان من التجار الذين كان بيدهم تجارة البهار الوارد إلى مصر من الهند عن طريق ثغور اليمن، وكان معظمهم في الأصل من أهل البلاد الإسلامية، والتى تقع بين بحر الغزال وبحيرة تشاد بالسودان الغربى، فنسبوا إلى أصلهم الجغرافى بعد تحريفه إلى «الكارم» ثم أطلق ذلك اللفظ على جميع من مارس تلك التجارة بمصر.
وحمام الطنبدى بباب الشعرية مسجل كأثر تحت رقم ٥٦٤ ٨٣٦هـ / ١٤٣٢م، ويعد أجمل مثال للحمامات العامة في العصور الوسطى، وكان الطنبدى كثير الحج كثير الإسراف على نفسه حسن المعاملة، يقرض المحتاج بغير ربح مرارا وكان صاحب بر ومعروف، وفى ليلة الجمعة رابع عشر من شهر صفر سنة ٨٣٦هـ / ١٤٣٢م توفى صاحب حمام الطنبدى رئيس التجار بالديار المصرية نورالدين على بن جلال الدين محمد الطنبدى وقد جاوز السبعين عاما وكان قد زهد في ماله وكف عن تجارته.
وحرف العامة اسم حمام الطنبدى إلى حمام الطنبلى، حيث يذكر على مبارك في الخطط التوفيقية جماليات حمام الطنبدى وما ينفرد به من خصائص معمارية فريدة، مثل من يبكى على اللبن المسكوب أمام أطلاله وجدرانه الخربة عن عمد أو جهل، فالجرافة الصماء التى تشرع الآن في هدم وكالة العنبريين محطتها القادمة حمام الطنبدى، فكل الظروف مهيئة لذلك بعد أن مهد له القائمين على أمرها وتخريبها كل السبل لذلك.
وحمام الطنبدى ووكالة العنبريين وقبة مصطفى بك، كل هذا لا تجد منه سوى أثر واحد صامدا رغم التحديات الزمنية، ورغم إهانة الأهالى بالمنطقة لقيمة هذا الأثر فالتعديات لا تترك المنطقة المحيطة به، وتغمره من كل الجوانب لتظهر معالم الإهمال واضحة، أبرزها البيوت المتهالكة التى أودت بجدران الطنبدى سريعا إلى الهلاك، والتى تم بناؤها بجوار الحمام، وتشوه المظهر الجمالى المتبقى من الحمام، وسط صمت كبير من جانب المسئولين بالآثار، بالإضافة إلى وجود جدران انهارت تماما للحمام، ولا يتبقى سوى جدار واحد، وأصبح كومة تراب على الأرض.
وقال المهندس وعد الله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار: «نحن نعى مكانة هذا الأثر، وبالفعل سيتم التحرك للنظر إليه حتى نستطيع ضمه إلى قائمة الأولويات في الترميم الأثرى حفاظا عليه، لأنه في حالة نصف جيدة، ونتمنى أن نحافظ عليه كأثر ذى قيمة تاريخية، والآن يتم الانتهاء من الآثار المدرجة بالخطة قبل ثورة يناير، وفيما بعد يتم جدولة الآثار حتى ينضم للميزانية المخصصة ما يتم ترميمه، لكن حمام الطنبدى وجهته مميزة وعلينا أن نسرع في الحفاظ عليها»، موضحا أن الفترة القادمة ستشهد وضع خطة جديدة للترميم.