البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"ماسبيرو زمان".. عبدالرحمن الأبنودي: أمي بطلة حواديتي وقدمت أغنيتين مهر زوجتي

عبد الرحمن الأبنودى
عبد الرحمن الأبنودى

«وكتير فى الجوابات بتقولى يا فاطنة الغربة الغربة الغربة... إيه هى الغربة يا فاطنة؟ وميتى يبقى الواحد منينا ف غربة؟ لما يسيب بلده؟ الواحد منينا بلده الحته اللى بيغواها.. بيته الفرشة اللى عينه تنعس جواها»، تلك الكلمات كتبها الخال، لتكن الأقرب إلى قلبه ووجدانه، ليشعر بأن كل كلمة كانت بمثابة رحلة عاشها.
وللمرأة فى حياة الأبنودى، بصمتها وتأثيرها فيه، وانعكس هذا التأثير فى أشعاره، التى حازت حواء فيها نصيب الأسد. ويقول الخال عندما حل ضيفا فى برنامج «ماسبيرو زمان»، أهم امرأة بعد أمى هى «نهال» زوجتي، وبالمناسبة أنا قدمت لنهال مهرا غير تقليدي، أنا خطبتها بأغنيتين، وهما «قبل النهاردة»، و«طبعا أحباب» التى غنتها وردة.
وأضاف: «أنا لست مجرد شاعر عامية، أنا حفرت اسمى بنفسي، ومكانتى بجوار عمالقة الشعر وده عهدى لأمى منذ أن كنت صغيرا، وغنى لى عمالقة المطربين الكبار من أمثال عبد الحليم حافظ وصباح وفايزة أحمد ومحمد رشدى ونجاة وحبيبى محمد منير وعلى الحجار، وهذا ما يسعدنى عندما أجد كلماتى سهلة لهم وعلى مسمع الهواة لكلماتي، أمى هى بطلة حواديتي، ولا يمكن أن أنساها لحظة أو أنكر خيرها صاحبة الفضل عليا».
الست «فاطمة قنديل»، تلك المرأة التى ظلت تلعب فى حياتى العديد من الأدوار الأم والجدة والعمَّة فترة طويلة من حياتي، كنت رافضا تماما أن يشاركها أحد بي، رغم إصرارها الشديد علىّ للزواج فى كل زيارة كنت أزورها فى قنا مسقط رأسي، كما أنها تنبأت بزواجى من «نهال كمال»، وحملت أمى همى منذ اليوم الأول فى حياتها بعد أن كنت مهددًا بالموت، إلا أنها رفعت يدها بالدعاء إلى ربها، ومارست الطقوس المجتمعية فى محاولة للعبور بى إلى بر الأمان، وسط كلمات الأب التى تحاول التخفيف عن زوجته: «اتركيه يموت فى هدوء، لا تتعلقى به، شدى حيلك وهاتى غيره»، إلا أنها صممت أنى هعيش ومش هموت، وبسببها صممت أحفر اسمى فى التاريخ بحروف من ذهب.
وتابع: «أنا أتباهى بها أكثر من والدى الشيخ محمود مأذون القرية، وأنا ابن فاطمة قنديل، وأستلهم منها الكثير من أشعاري، وأغانينا، فهى على الرغم من أميتها علمتنى كيف يُكتب الشعر، أمى هى الشجرة المظللة التى أدين لها بالأبنودى كله، أنا كنت بقعد اسمعها وهى بتتكلم وآخد شحنتى منها حتى لو حكاوى خرافية بس كانت دائمًا لصيقة بالغناء، وله علاقة فريدة مع الحياة، كالحر والبرد والظل والشمس والليل والنهار والجوع والشبع، لا يوجد فعل لا يصاحبه غناء فى تلك القرية، وفى بيتنا الفقير بالذات، لذلك كانت فاطمة مصدر الوحى فى كل الأغانى والشعر».
وكتبت لما مات ناجى العلي: «أماية.. وأنتى بترحى بالرحى، على مفارق ضحى، وحدك وبتعددى على كل حاجة حلوة مفقودة، ما تنسينيش يا أمه فى عدُودة، عدودة من أقدم خيوط سودا فى توب الحزن، لا تولولى فيها ولا تهللى، وحطى فيها اسم واحد مات، كان صاحبى يا أمه واسمه ناجى العلى».
وتحدث الأبنودى عن زوجته، وقال: «نهال كمال تعرفت عليها منذ السنوات الأولى لقدومى إلى القاهرة، والصراحة معرفتها كلها رزق وكانت صديقة جيدة، حب نهال لأشعاري، كان السبب الرئيسى وراء زواجى منها، لم تكن تكتب الشعر، ولكن هى التى أقرأ عليها أولًا كل إنتاجى الجديد، إنها الناقدة التى أعرف رأيها أولًا».
لم تقتصر حكاية الأبنودى مع المرأة على فاطمة ونهال، فرزق بابنتين هما «آية» و«نور»، قال عنهن:
«أنا لهن بمثابة الصديق والأخ قبل أن أكون الأب، وتأثرت بهن وشكلت وجدانهما، حتى ورثت «نور» الشعر منى لتكتبه باللغة الإنجليزية».
وتحدث عن علاقته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر: «أثناء مرور موكب عبد الناصر، سألت جمال الأنصاري: «مش الراجل اللى هناك ده شبه جمال عبدالناصر اللى فى الصورة؟»، قالي: «باينُّه هو»، فذهبت إليه، ووقفت أمام «عبدالناصر» وقلت له: «أنت جمال عبدالناصر؟»، فردّ: «أيوه»، قلتله: «ممكن أسلم عليك؟»، فسلم عليا ونظرلى نظرة ظلت محفورة فى ذهنى إلى الآن، وكانت سبب كتابتى قصيدة «عبدالناصر» بعد ذلك، ودى أحلى حاجة ربطتنى بعبد الناصر».