الجمعة 04 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مُتحف الفن الإسلامي.. 111 سنة تراث

مُتحف الفن الإسلامي
مُتحف الفن الإسلامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اهتمت أسرة محمد على، بالفنون وأحبتها في كل عصورها، خاصة الفن الإسلامي، وبدا ذلك واضحًا في المتاحف التي أقامتها الأسرة العلوية وقصورها.
وكانت هواية جمع التحف تستحوذ على اهتمام الكثير منهم، وكان لابد من إنشاء كيان يهتم بكل هذا.
بدأت فكرة إنشاء دار تجمع التحف الإسلامية في عهد الخديوي توفيق عام 1869، وكانت التُحف والآثار الإسلامية يتم جمعها في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم، وكانت الآثار من الكثرة بحيث كان لابد أن يكون هُناك من يُنظم شئونها، ليُصدر الخديوي مرسومًا عام 1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار العربية، وتولي أمر الحفاظ عليها.
وسُرعان ما ضاق إيوان جامع الحاكم بالتحف التي بُني لها مكان في صحن هذا الجامع، إلى أن تم بناء المُتحف الموجود حاليًا في شارع بورسعيد، والذي كان يُسمى الخليج المصري وقتها، وكان يُعرف جزءه الشرقي بـ"دار الآثار العربية"، وجزءه الغربي باسم" دار الكتب السُلطانية".
افتُتح المُتحف لأول مرة في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من ديسمبر 1903، ليكون مُحاطًا بأهم نماذج العمارة الإسلامية كجامع ابن طولون، ومسجد محمد على بالقلعة، وقلعة صلاح الدين.
وفي عام 1952 تم تغيير اسم المُتحف من "دار الآثار العربية" إلى اسمه الحالي "متحف الفن الإسلامي"، حيث يحتوي على تحف وقطع فنية من العصور المُختلفة صُنعت في عدد من البلاد الإسلامية، مثل إيران وتركيا والأندلس وليس فقط الدول العربية.
معماريًا، فإن المتحف الذي يتكون من طابقين له مُدخلان، أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية وهو المستخدم الآن، وتتميز واجهة المُتحف المُطلة على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المُستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر في عصورها المختلفة، وتوجد بالطابق الأول قاعات العرض، بينما يحتوي الثاني على المخازن، إضافة إلى قبو يُستخدم كمخزن وقسمٍ لترميم الآثار.
يضم المُتحف أروع نماذج الفن الإسلامي مثل المخطوطات العلمية، والوثائق، والقطع الأثرية، والأسلحة، والسجاد والخزف، والخشب، والزجاج المعشق، إضافة إلى أنواع نادرة من السجاد التركي والمملوكي والإيراني، حيث توجد أكبر مجموعة سجاد في العالم.
في عام 2003 بدأ مشروع ترميم وتطوير المُتحف، خاصة المبنى الذي بلغ عُمره مائة عام، إضافة إلى المبنى الذي تم بناءه بالدور العلوي من المُتحف ليستخدم كدار للكتب، وكلك تم تزويد المُتحف بجميع الأنظمة الحديثة التي تؤمنه من الحريق أو السرقة، كما تم إعادة تصميم الحديقة المُتحفية، وإعادة توزيع القطع الأثرية القيمة بها، وإنشاء مبنى إداري بجوار الحديقه.
وقد تضاعف التحف الفنية الموجودة في المُتحف عدة مرات منذ إنشائه حتى اليوم، فمن 7082 تحفة عند افتتاح المُتحف أول مرة عام 1903 إلى 78 ألف تحفة عام 1978، ليصل عدد التحف حاليًا في المُتحف إلى 96 ألف تحفة، وقد تم جلب تحف المُتحف من مصادر كثيرة أهمها حفائر مدينة الفسطاط ورشيد والبهنسا وتنيس وأسوان، إلى جانب ما اقتناه المُتحف من تحف عن طريق الشراء أو الإهداء من شخصيات ودول عربية وإسلامية، ويوجد في المُتحف حاليا تحف نادرة لا مثيل لها في العالم أجمع مثل مجموعات المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا، والخزف المصري، والأحجار ذات الكتابات والمنسوجات، وأيضا مجموعات الخزف الإيراني والتركي.
تعرض المُتحف إلى ضرر كبير مع تفجير مديرية أمن القاهرة، والتي تقع أمام المتحف، وكانت غالبية القطع المُضارة هي القطع الزجاجية، حيث يضم المُتحف أكبر مجموعة في العالم من المشكاوات تقدر بنحو 60 مشكاة تعرض للضرر، منها من 10 إلى 15 مشكاة منها 3 مشكاوات باسم السلطان حسن بن قلاوون وأخرى باسم الأمير الماس الحاجب وأخرى باسم الأشرف خليل بن قلاوون، وبلغ إجمالي القطع التي تضررت بالمتحف 176 قطعة آثرية منهم 61 خزف و54 زجاج و18 أخشاب و6 أحجار و12 عاج، و26 معادن.
و من بين القطع التي دمرت كأس باسم" الأمير عبد الصمد"، وهو الأثر الذي يثبت أن المصريين أول من ابتكروا الخزف ذا البريق المعدني تلك المادة التي تم استحداثها لتكون عوضا عن الطلاء بالمعادن النفيسة كالذهب والفضة وغيرها.
ومع بدء أعمال الترميم قام فريق العمل بإنجاز القطع الصعبة، والتي كان من بينهم المحرابيين الخشبيين للسيدة رقية، كما بدأ الاهتمام بالقطع الموجودة في المخازن لإعادة عرضها والبالغة 98 ألف قطعة، حتى لا يتم الاقتصار على عرض ألفي قطعة فقط، وهو العدد الذي كان في واجهات العرض قبل الحادث، كما أعربت إدارة المُتحف عن نيتها في تغيير طريقة عرض الآثار المنقولة والإبقاء على طريقة عرض الآثار الثابتة المتمثلة في التنانيير والأبواب.