ما الذى تبقَّى من يوسف القرضاوى؟
الشيخ الذى خرج من مصر فى الستينيات هاربًا من مواجهة النظام، وفارًّا بعيدًا عن المواجهة، ومقدمًا نفسه خادمًا لمن يدفع، باع وطنه مقابل إقامة ولقمة عيش أهدر من أجلها ماء وجهه.. وكانت نهاية مطافه أن حمد الله على نعمة قطر، فلولاها لتخطفته الذئاب ولكان نسيًا منسيًّا.
يوسف القرضاوى الآن على القائمة الحمراء لـ«الإنتربول».. مطلوب تسليمه إلى مصر، ليس لأنه منحاز إلى جماعة الإخوان، فهو حر تمامًا فى ذلك، بيننا من ينحازون إلى الجماعة الإرهابية ولا يعترض طريقهم أحد، لكنه -عبر خطب علنية- حرّض على قتل الجيش المصرى، وهى تهمة أعتقد أنها كفيلة بأن تجعلنا جميعًا نطالب بتسليمه ومحاكمته هنا فى مصر.
يحتج البعض بأن قطر لن تسلّم القرضاوى أبدًا، تأسيسًا على أنه يحمل الجنسية القطرية أيضًا، لكن ليس هذا هو السبب الوحيد، فحتى لو لم تكن لدى القرضاوى جنسية قطر لما سلّمه تميم، لأن الشيخ العجوز قدّم خدمات جليلة إلى قطر لا يمكن لهم أن ينكروها أو يتنكروا لها.. ثم إنهم يعرفون أن جهات سيادية تصر على تسليم القرضاوى كشرط لإتمام المصالحة، ولذلك سيمارسون سياسة العند حتى آخرها، ليشعروا أنهم حققوا أى انتصار على مصر، التى رغبوا فى تفتيتها، فلم يقدروا، وحاولوا زراعة الفتنة فى أرضها، فلم يستطيعوا، وحاولوا أن يصبحوا كبارًا، فأصر التاريخ والواقع على أن يظلوا صغارًا حجمًا وقيمة وقامة.
هذا ليس تحليلاً، هناك شخصيات فى جهات سيادية ترى أن تسليم القرضاوى، المحرّض الأول على الجيش المصرى، أمر لا بديل عنه، سيكون فى تسلمه ومحاكمته هنا فى مصر رسالة تحذير إلى الجميع، لا تقتربوا من الجيش المصرى، فهو لا يتهاون فى حقه.
لكن ورغم منطقية ما تفكر فيه الجهات السيادية، ورغم أنها ستستخدم ورقة القرضاوى فى الضغط على القطريين، فإن قطاعًا عريضًا من الشعب المصرى يقف على ضفة أخرى تمامًا، فلا أحد يريد القرضاوى.
إنه يحمد الله على نعمة قطر، فدعوه يُدفَن فى أرضها، لا تمنحوه شرف أن يُدفَن فى مصر، لا تجعلوا هذه الأرض الطيبة تمنحه مسكنه الأخير، سيزايد علينا ويقول إنه لا يريد أن يُدفَن فى مصر، سنرد عليه ونقول: لا أهلاً بك ولا سهلاً أمس واليوم وغدًا.
هل نحاول سويًّا الإجابة عن السؤال الأول: ما الذى تبقَّى من القرضاوى؟
لنفعل ذلك.. فعليًّا لم يتبقَ من القرضاوى إلا جثة، فاتركوها تتعفن فى قطر، هم أَوْلى بالعفن الذى سيخلفه وراءه، لقد ترك وراءه كل ما كان يروج له من وسطية الإسلام التى لم يؤمن بها يومًا، وتفرغ ليكون مفتيًا للدماء، يقف على عتبة البلاط الأميرى القطرى كل صباح، ليفصِّل لهم الفتاوى على مزاجهم الخاص، حرّض على قتل رؤساء، أمد المخربين بحلول فقهية فتحولت البلاد على أيديهم إلى فوضى.. ثم بعد ذلك وقف مناهضًا للجيش المصرى وللشعب المصرى، محرضًا على سفك الدماء.
جثة القرضاوى التى لديك يا أمير قطر احتفظ بها، حنطها وضعها فى متحف لعلها تفيدك، أما نحن فلا نريدها، لأن أرضنا الطيبة لا ترحِّب بالخونة.