أثبت الإخوان أنهم ليسوا أمثالنا ككل البشر، أثبتوا أنهم بالفعل كائنات فضائية هبطت علينا من السماء، لأنها لا تأخذ مثلنا – نحن البشر – بأسباب الكون في فعل الأشياء وتحليل الأوضاع الراهنة وبناء سيناريوهات المستقبل لكل ما هو آت. والآن فقط علمت لماذا كانت د. باكينام الشرقاوي مساعدة الرئيس المخلوع مرسي تنفي في كل لقاء إبان الحكم الغابر أن الإخوان ليسوا كائنات فضائية ولكنهم فصيل من الشعب المصري، وكان هذا النفي يأتي في مختلف البرامج التليفزيونية التي كانت تستضيف د. باكينام سواء بمناسبة أو بدون مناسبة.
أقول هذا الكلام بمناسبة ما قامت جماعة الإخوان بتدشينه في تركيا باسم "برلمان الإخوان" وقال جمال حشمت، عضو مجلس شورى الجماعة، إن جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين الموجودين خارج مصر تؤيد كل من يمثل الثورة والحراك السياسى - على حد وصفه - كاشفا أن الرئيس المعزول محمد مرسى وافق من داخل محبسه على استئناف جلسات مجلس الشعب فى إسطنبول، موضحاً أن قيادات الجماعة بالخارج قامت بالاتصال بطريقتهم الخاصة وأخذت رأيه فى عودة البرلمان، مشيرا إلى أن مرسى ثمّن هذه الخطوة وباركها ووافق عليها، وذلك باعتباره نائباً قبل أن يكون رئيسا سابقا - على حد تعبير.
والغريب أن كل المعطيات على الأرض ليست في صالح هذه الخطوة البلهوانية الإخوانية التي تُعد بحق قفزة قوية جداً في الهواء، ولايساندها أي معطيات على الأرض؛ فالدولة المصرية عادت – إلى حد كبير – إلى ممارسة سيطرتها على الأوضاع في الداخل ، ويتجلى ذلك في انضباط الشارع وتدني المظاهرات الإخوانية الأسبوعية بحيث كادت أن تتلاشى وتصبح جزءاً من تراث الماضي، كما أن الأمور في مصر تجاوزت بكثير نظامي مبارك ومرسي، وبالتالي فلا مبارك أو مرسي بقادريْن على تحريك طوبة في الشارع وليس محاولة القفز على السلطة كما يحاول أن يوهمنا الإخوان.
فأنى لمرسي وهو في محبسه أن يقوم باتخاذ مثل هذا القرار، وهل مكتوب على المصريين أن يعيشوا مأساة مرسي مرتيْن: مرة عندما حكمهم وهو هارب من سجنه، ومرة أخرى عندما يقوم بتحريك جماعته على الأرض وهو محبوس على ذمة قضايا عديدة. ثم إن مرسي نفسه لم يكن يتخذ قراراً عندما كان رئيسا للجمهورية، لأن الجماعة ومرشدها ونائبه كانوا من يحركون الأمور، ولم يكن مرسي سوى عروسة الماريونيت التي كانت تحركها يد الجماعة على مسرح الأحداث، فهل اكتسب مرسي فجأة صفات الزعامة والكاريزما وهو في محبسه ليصبح مؤثراً في الجماعة والأحداث على الأرض إلى هذه الدرجة.
من الواضح أن جماعة الإخوان كما قلت سلفاً لا زالت حبيسة الزمان والمكان؛ فهى لا زالت حبيسة اعتصام رابعة، ولم تبرح 30 يونيو 2013 بعد، وهى تمارس كل أفعالها وفقاً لهذا السياق المكاني والزماني، فالجماعة تجمدت ولم يعد لديها مرونة في رصد المتغيرات العديدة على الساحة الدولية والعربية والمحلية، وهى المتغيرات التي تمضي جميعها في غير صالح الجماعة التي عادت الجميع، ولا زال أمامها متسع لمعاداة من تبقى ممن تحالفوا معها.
ولعل من أبرز المتغيرات المصالحة المصرية القطرية التي قادها باقتدار وحكمة خادم الحرمية الشريفيْن عبد الله بن عبد العزيز، وهى المصالحة التي ستُفقد جماعة الإخوان أهم حلفائها على الإطلاق في المنطقة العربية. وقد قامت قطر على إثر هذه المصالحة بتغيير الخطاب الإعلامي على قناة "الجزيرة" فيما يتعلق بالشأن المصري، ولأول مرة تصف القناة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه "الرئيس المصري المنتخب"، كما تم تعليق العمل بقناة "الجزيرة مباشر مصر" مؤقتاً إلى أن تعود المياه بين الشقيقتيْن مصر وقطر إلى مجاريها، لتعاود القناة بثها من القاهرة، كما تم إيقاف تحديث مواد موقع القناة على الإنترنت. وقد أعلنت قطر أنها ترحب باستضافة أعضاء جماعة الإخوان على آراضيها ولكن دون أن يعملوا بالسياسة، أو بعبارة أدق إذا أردتم أن تعيشوا عندنا فعليكم إغلاق أفواهكم.
وحتى تركيا بدأت في التراجع عن دعمها لجماعة الإخوان ومعاداة مصر من أجلها، فكل التقارير الواردة من تركيا تؤكد أنها ستبذل محاولات جادة لإعادة العلاقات المصرية التركية إلى سابق عهدها، وخاصة بعد خروج جماعة الإخوان من المشهد السياسي، وبعد أن كاد وقوف أردوغان إلى جانب الجماعة يطيح به شخصياً بعد أن أصبحت الجماعة عبئا عليه وعلى نظامه.
وفي ظل هذا كله، تأتي إشارة قوية من تونس لا تخطؤها العين سوى عين الإخواني ذلك الكائن الذي هبط علينا من السماء، وهى انتخاب الشعب التونسي الشقيق لباجي قايد السبسي رئيساً للجمهورية ليطيح بالمنصف المرزوقي مرشح حركة النهضة "الإخوانية" كما أطاح بمرشحي الحركة من قبل في الانتخابات البرلمانية، لتفقد الجماعة سنداً آخر لا يقل عن تركيا وقطر فيما مضى. وعند كتابة هذه السطور علمت أن السبسي طلب تفويضاً من الشعب التونسي لمواجهة الإرهاب، كما أعلن عن عزمه التنسيق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاستئصال الإرهاب من المنطقة.
إن أبسط مايمكن أن يوصف به الإخوان المنعزلون عن واقعنا زماناً ومكاناً –علاوة على أنهم كائنات فضائية – هو أنهم يجرون وراء السراب في صحراء اليأس والفشل، ولعل هذا ما دعا الدكتور جمال سند السويدى، مدير مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية إلى إعلان إصداره كتاب جديد بعنوان "السراب.. الجماعات المتطرفة.. تسويق الأوهام ومتلازمة الفشل"، وقد تم الإعلان عن ذلك في احتفالية كبرى بالعاصمة المصرية القاهرة، والتي خرجت منها جماعة "السراب" لتصدره للعالم شرقاً وغرباً، وقد انخدع العالم لفترة، ولكنه عاد إلى رشده. ولكن الجماعة لا زالت تعيش في السراب بعد أن صدقت أوهامها وأكاذيبها من كثرة تكرارها.. أفيقوا يرحمكم الله.. ويرحمنا منكم !!.
أقول هذا الكلام بمناسبة ما قامت جماعة الإخوان بتدشينه في تركيا باسم "برلمان الإخوان" وقال جمال حشمت، عضو مجلس شورى الجماعة، إن جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين الموجودين خارج مصر تؤيد كل من يمثل الثورة والحراك السياسى - على حد وصفه - كاشفا أن الرئيس المعزول محمد مرسى وافق من داخل محبسه على استئناف جلسات مجلس الشعب فى إسطنبول، موضحاً أن قيادات الجماعة بالخارج قامت بالاتصال بطريقتهم الخاصة وأخذت رأيه فى عودة البرلمان، مشيرا إلى أن مرسى ثمّن هذه الخطوة وباركها ووافق عليها، وذلك باعتباره نائباً قبل أن يكون رئيسا سابقا - على حد تعبير.
والغريب أن كل المعطيات على الأرض ليست في صالح هذه الخطوة البلهوانية الإخوانية التي تُعد بحق قفزة قوية جداً في الهواء، ولايساندها أي معطيات على الأرض؛ فالدولة المصرية عادت – إلى حد كبير – إلى ممارسة سيطرتها على الأوضاع في الداخل ، ويتجلى ذلك في انضباط الشارع وتدني المظاهرات الإخوانية الأسبوعية بحيث كادت أن تتلاشى وتصبح جزءاً من تراث الماضي، كما أن الأمور في مصر تجاوزت بكثير نظامي مبارك ومرسي، وبالتالي فلا مبارك أو مرسي بقادريْن على تحريك طوبة في الشارع وليس محاولة القفز على السلطة كما يحاول أن يوهمنا الإخوان.
فأنى لمرسي وهو في محبسه أن يقوم باتخاذ مثل هذا القرار، وهل مكتوب على المصريين أن يعيشوا مأساة مرسي مرتيْن: مرة عندما حكمهم وهو هارب من سجنه، ومرة أخرى عندما يقوم بتحريك جماعته على الأرض وهو محبوس على ذمة قضايا عديدة. ثم إن مرسي نفسه لم يكن يتخذ قراراً عندما كان رئيسا للجمهورية، لأن الجماعة ومرشدها ونائبه كانوا من يحركون الأمور، ولم يكن مرسي سوى عروسة الماريونيت التي كانت تحركها يد الجماعة على مسرح الأحداث، فهل اكتسب مرسي فجأة صفات الزعامة والكاريزما وهو في محبسه ليصبح مؤثراً في الجماعة والأحداث على الأرض إلى هذه الدرجة.
من الواضح أن جماعة الإخوان كما قلت سلفاً لا زالت حبيسة الزمان والمكان؛ فهى لا زالت حبيسة اعتصام رابعة، ولم تبرح 30 يونيو 2013 بعد، وهى تمارس كل أفعالها وفقاً لهذا السياق المكاني والزماني، فالجماعة تجمدت ولم يعد لديها مرونة في رصد المتغيرات العديدة على الساحة الدولية والعربية والمحلية، وهى المتغيرات التي تمضي جميعها في غير صالح الجماعة التي عادت الجميع، ولا زال أمامها متسع لمعاداة من تبقى ممن تحالفوا معها.
ولعل من أبرز المتغيرات المصالحة المصرية القطرية التي قادها باقتدار وحكمة خادم الحرمية الشريفيْن عبد الله بن عبد العزيز، وهى المصالحة التي ستُفقد جماعة الإخوان أهم حلفائها على الإطلاق في المنطقة العربية. وقد قامت قطر على إثر هذه المصالحة بتغيير الخطاب الإعلامي على قناة "الجزيرة" فيما يتعلق بالشأن المصري، ولأول مرة تصف القناة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه "الرئيس المصري المنتخب"، كما تم تعليق العمل بقناة "الجزيرة مباشر مصر" مؤقتاً إلى أن تعود المياه بين الشقيقتيْن مصر وقطر إلى مجاريها، لتعاود القناة بثها من القاهرة، كما تم إيقاف تحديث مواد موقع القناة على الإنترنت. وقد أعلنت قطر أنها ترحب باستضافة أعضاء جماعة الإخوان على آراضيها ولكن دون أن يعملوا بالسياسة، أو بعبارة أدق إذا أردتم أن تعيشوا عندنا فعليكم إغلاق أفواهكم.
وحتى تركيا بدأت في التراجع عن دعمها لجماعة الإخوان ومعاداة مصر من أجلها، فكل التقارير الواردة من تركيا تؤكد أنها ستبذل محاولات جادة لإعادة العلاقات المصرية التركية إلى سابق عهدها، وخاصة بعد خروج جماعة الإخوان من المشهد السياسي، وبعد أن كاد وقوف أردوغان إلى جانب الجماعة يطيح به شخصياً بعد أن أصبحت الجماعة عبئا عليه وعلى نظامه.
وفي ظل هذا كله، تأتي إشارة قوية من تونس لا تخطؤها العين سوى عين الإخواني ذلك الكائن الذي هبط علينا من السماء، وهى انتخاب الشعب التونسي الشقيق لباجي قايد السبسي رئيساً للجمهورية ليطيح بالمنصف المرزوقي مرشح حركة النهضة "الإخوانية" كما أطاح بمرشحي الحركة من قبل في الانتخابات البرلمانية، لتفقد الجماعة سنداً آخر لا يقل عن تركيا وقطر فيما مضى. وعند كتابة هذه السطور علمت أن السبسي طلب تفويضاً من الشعب التونسي لمواجهة الإرهاب، كما أعلن عن عزمه التنسيق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاستئصال الإرهاب من المنطقة.
إن أبسط مايمكن أن يوصف به الإخوان المنعزلون عن واقعنا زماناً ومكاناً –علاوة على أنهم كائنات فضائية – هو أنهم يجرون وراء السراب في صحراء اليأس والفشل، ولعل هذا ما دعا الدكتور جمال سند السويدى، مدير مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية إلى إعلان إصداره كتاب جديد بعنوان "السراب.. الجماعات المتطرفة.. تسويق الأوهام ومتلازمة الفشل"، وقد تم الإعلان عن ذلك في احتفالية كبرى بالعاصمة المصرية القاهرة، والتي خرجت منها جماعة "السراب" لتصدره للعالم شرقاً وغرباً، وقد انخدع العالم لفترة، ولكنه عاد إلى رشده. ولكن الجماعة لا زالت تعيش في السراب بعد أن صدقت أوهامها وأكاذيبها من كثرة تكرارها.. أفيقوا يرحمكم الله.. ويرحمنا منكم !!.