الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالفيديو.. صناعة الكليم رمز الأصالة.. عرفها المصريون منذ آلاف السنين.. عم طه: ورثت المهنة أبًا عن جد.. وسخرت حياتي لها.. والسياح يقبلون على شرائه لتقديرهم الشغل اليدوي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عند باب زويلة على الجانبين، يتواجد العديد من بائعي وصانعي "الكليم"، وقد عرف المصريون هذه الصناعة منذ آلاف السنين، "الكليم" نوع من الأبسطة التي كانت تفرش على أرضية البيوت قديمًا، وهو يصنع يدويًا من صوف الخراف والأغنام، ليتحول هذا الصوف على يد الصانع إلى لوحة من الفن الشعبي مرسومة بألوان الطبيعة المصرية، وهذا النوع من البساطة يشهد إقبالًا كبيرًا، ودائمًا ما يلتفت إليه المحبين للأصالة والتراث العريق.
اتجهت عدسة "البوابة نيوز"، إلى عم طه كحيل، أحد صانعي الكليم، وارث هذه المهنة عن والده، والذي قال في بداية حديثه: "المهنة دي وراثة أبًا عن جد، والدي وجدي كانا يصنعان الكليم، ووالدي كان دايمًا يصمم الجديد، فهو كان أول من صنع السجادة على الوجهين".
وأضاف: "هذه المهنة قبل أن أكون ورثتها، فأنا أعشقها، لذا اتجهت إليها مباشرة وسخرت حياتي لها"، مشيرًا إلى أن له 4 إخوان، منهم اثنان يعملان في المهنة، والآخران لا يعملان بها، موضحًا أن ابنه سيد يشاركه العمل في صناعة الكليم، وأن نصف عائلته سواء سيدات أو رجال يمتهنان هذه الصناعة، مضيفًا أنهم يمتلكون معرضًا في الغورية بخلاف ورشة في القلعة.
وأكد عم طه كحيل أن صناعة الكليم تبدأ باستخدام صوف الأغنام، حيث يتم غسله جيدًا في البداية ويتم تمشيطه، بعدها يدخل مكنة الغزل ليخرج عبارة عن خيط ثم يتم صبغه حسب الألوان التي يتم احتياجها بجانب أن هناك جزءًا يظل بلونه الطبيعي، وبعدها يتم استخدامه على النول اليدوي ليتحول إلى كليم.
وأوضح عم طه أن صناعة الكليم تتوقف على عدة محاور، فهناك الشغل الشعبي، ويعرف بـ"القصاقيص"، وتحتاج إلى ساعة على الأقل لتكون جاهزة، ويكون عرضها وطولها 70 مترًا، وهناك نوع آخر يأخذ نحو 10 أيام عمل، ويتوقف على الرسم والشغل الذي يحتويه، وهناك قطع تأخذ عدة أيام وأخرى تأخذ ساعات، وكله متوقف على الشغل الذي يحتويه الكليم، موضحًا أن الأسعار في متناول الجميع، حيث يبدأ المتر من 40 جنيهًا حتى 300 جنيه.
وأشار عم طه إلى أن هناك إقبالًا على شراء الكليم لكنه أكثر من السائحين والأجانب الذين يزورون مصر، موضحًا أن هناك طبقة من المصريين ما زالت تحب شراء تلك الأشياء ولكنها قليلة، لافتًا إلى أن الأجنبي لديه حس بالشغل اليدوي ويقدر قيمته جيدًا.
وقال إن صناعة الكليم كان لها رونقها قبل ثورة 25 يناير، واصفًا الحالة حينها بأنها كانت فوق الممتازة، وكان الشغل بالحجز وقتها، لكن من بعد الثورة حدث فتور في هذه المهنة.
يذكر أن واحة سيوة تعد من أقدم الأماكن لهذه الصناعة، حيث تتم فيها صناعة الأكلمة ذات الزخارف، وكذلك مدينة فوة بكفر الشيخ ويوجد بها أكثر من 70% من ورش صناعة الكليم والسجاد والمفروشات.