السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

4 رؤساء تحرير فى بيت الشيطان بجاردن سيتى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من حق الذين حضروا هذه الجلسة، أن ينكروا الخبر من الأساس، أن يكذبوه جملة وتفصيلا، ومن حقهم أيضا أن يزايدوا علىّ بمواقفهم الوطنية وتاريخهم النضالي الطويل، لكن ما يهمنى أن هذه الواقعة جرت.
منذ أكثر من أسبوع وجه مسئول فى السفارة الأمريكية الدعوة لأربعة من رؤساء تحرير الصحف، أراد أن يتبادل معهم الحديث عن الأوضاع فى مصر، يسمع رؤيتهم، ويُسمعهم رؤيته، سألهم عن رأيهم فى النظام الجديد فى مصر، أحدهم دافع عن نظام ٣٠ يونيو بحرارة، والثانى هاجم كعادته فى محاولة لإثبات نفسه، والثالث أمسك العصا من المنتصف، فلا دافع ولا هاجم كعادته أيضا، أما الرابع فالتزم الصمت التام.
لم يكن هذا هو الهدف الوحيد من لقاء مسئول السفارة الأمريكية برؤساء التحرير، قبل نهايته بدا أن ترتيبًا ما يحدث، سألهم: لماذا لا توجد معارضة حقيقية فى مصر؟.. لماذا يبدو الإعلام المصرى وكأنه صوت واحد تابع للنظام، يردد ما يقوله ولا يختلف معه؟ هل يوافق الإعلام على كل ما يحدث؟ أم أن هناك ضغوطًا يتعرض لها الإعلاميون؟
لم تنته تساؤلات مسئول السفارة الأمريكية، إلا عند النقطة الأكثر أهمية، فقد طلب من رؤساء التحرير أن يكون فى صحفهم صوت مختلف، وأن يستوعبوا المعارضين الذين لهم وجهات نظر مختلفة عن السائد، فليس معقولا أن كل من يحمل رأيًا مخالفا لما يجرى، يجد نفسه غير مرحب به فى الصحف المصرية، وفى الإعلام المصرى كله.
الباب حتى الآن لا يزال مواربًا، ومسئول السفارة الأمريكية لا يفصح عما يريده على وجه التحديد، لكنه لم يصبر على ما يقصده، قال لهم: لابد أن تكتبوا أنتم فى هذا الاتجاه.. أن تبدأوا أنتم بنقد النظام ومواجهة سلبياته، فعندما تفعلون ذلك، سيبدأ الصحفيون الذين يعملون معكم فى السير فى نفس الطريق.
لم يتلق مسئول السفارة الأمريكية، ردًا محددًا من رؤساء تحرير الصحف الأربعة، لكن أحدًا لم يعترض أو يطلب منه عدم التدخل فى سياسة تحرير صحفهم، صمتوا وكأنهم لم يسمعوا ما قاله، صمتهم قد تكون له أسبابه التى لا تخفى على كثيرين، لكنه كان مريبا وغريبا، صحيح أنه ليست علامة الرضا، لكن مسئول السفارة الأمريكية اعتبره علامة على رغبة رؤساء تحرير الصحف الأربعة فى التفكير فيما عرضه عليهم.
لا يمكن أن أشكك فى مهنية ونزاهة ووطنية زملائى الصحفيين، ولا أقول إنهم ينفذون أجندة أمريكية تهدف لا أقول إلى الإطاحة بنظام السيسى، ولكن على الأقل محاصرته بالتوتر والهجوم حتى لا يستقر أبدا، ولا ينجح أبدا.
لن أردد كلاما كثيرا عن مؤامرة كبرى، رغم أن المؤامرة موجودة، ولا يستطيع أحد إنكارها، لكن يمكننى أن أتحدث عن خطة تعامل، فالأمريكان لا يريدون لمصر أن تسقط تماما، لأنها لو سقطت فلن تستطيع السيطرة على المنطقة، لكن فى الوقت نفسه لا يريد الأمريكان لمصر أن تنجح تماما، لأنها لو نجحت، فلن تستطيع السيطرة على المنطقة أيضا، تريدها أن تبقى فى منطقة المنتصف، من أجل ذلك فهى تربكها وتنهكها وتشغلها بأمور تافهة، وتدخلها فى مواجهة مع إعلامها.
ما فعله مسئول السفارة الأمريكية مع رؤساء التحرير الأربعة، كان عرضا مبطنا لم يقبلوه، صحيح أنهم صمتوا، لكنهم لم ينفذوا شيئا، لكن هناك عروضا أخرى تقدمها السفارة الأمريكية لمن تتعامل معهم على أنهم إسلاميون معتدلون، وهناك برنامج تمويل ضخم لعدد منهم، لدفعهم إلى خوض الانتخابات البرلمانية، لخلق ما يعتقدون أنه توازن قوى، فليس معقولا أن ينفرد السيسى بكل شىء، فلابد من برلمان لا يكون متوافقا معه، وهو ما يمكن التعامل معه على أنه جزء من خطة الإنهاك والإرباك.
مرة ثانية قد يزايد كثيرون على ما أقول..لا أتهم رؤساء التحرير بشىء، فحتى لقاؤهم بمسئول السفارة الأمريكية أمر عادى جدًا، فمثل هذه اللقاءات تتكرر كثيرا، لكننى أشير فقط إلى أن بيت الشيطان الكائن فى جاردن سيتى، لا يريد أن يتوقف عن الكيد السياسى للنظام، يفعل ذلك تحت مزاعم الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، ودعم المجتمع المدنى، دون أن ينسى هدفه، وهو تعطيل النظام عن العمل وإدخاله فى متاهات لا أول لها ولا آخر، فبيت الشيطان لا يريد لهذا الوطن أن ينهض أبدً